برجاء الالتزام بشروط التعليق على منشورات الصفحة، والتي ذكرتها أكثر من مرة، والأخيرة في «١٦/ ١١/ ٢١٠٦».
عليكم تدبر ما جاء في المنشور، والوقوف على محاوره الرئيسية، وإذا أردتم التعليق فهناك شروط:
أن يكون صاحب التعليق على دراية بالمشروع الفكري لصاحب الصفحة، وأن يضع في تعليقه النص المراد التعليق عليه، وأن يكون التعليق مدعمًا بالبراهين القرآنية، مع بيان وجه الاعتراض.
والمشروع الفكري لصاحب الصفحة يقوم على «المنهج التأصيلي»، وما فعله أو يفعله المسلمون في دينهم ليس حجة على الفهم الواعي المتدبر لأحكام الشريعة القرآنية.
وموضوع المنشور السابق كان مثالا تطبيقيا للرد على أصحاب بدعة «القرآن لا يُفهم إلا بالقرآن»، وعن قضية استطاع أصحاب القراءات الشاذة عن طريقها جذب المئات من المعجبين إليهم، وهي فريضة «الصلاة»، لأنهم أسقطوا عنهم حمل القيام بهيئتها وأركانها وعددها وعدد ركعاتها، فسعدوا بذلك!!
وها هو القرآن أمامكم، وها هي الآيات التي وردت فيها كلمة «الصلاة»، وكان السؤال واضحا: «هل عرفتم كيف تصلون بعد تدبركم لهذه الآيات؟!»
فكان يجب أن يخرج علينا أصحاب بدعة «القرآن لا يُفهم إلا بالقرآن»، ويُبيّنوا لأتباعهم المقلدين لهم بغير علم، كيف فهموا من هذه الآيات كيفية «الصلاة»، التي يصرون عليها على صفحاتهم؟!
والغريب أن يكتب أحد جهابذة هذه القراءات الشاذة في تعليق سابق له ويقول عن «الكعبة» إنها حقيقة ثابتة من ناحيتين:
الأولى: أن الكعبة هي شيء مشهور ومُستقرّ وثابت، ولا يوجد غيرها يُنافسها، ولا ينقطع وصلها يوميًّا.
الثانية: أن الله تعالى قد أحال عليها وهي كما هي، وهو إثبات من الله تعالى بأنّها لم تتغير ولن تتغيّر.
وهذا أيضا مثال عملي للقراءات الشاذة العشوائية، فهو يقول:
«ولا ينقطع وصلها يوميًّا»
والسؤال: من الذين يصلونها يوميًا: الأحجار التي بُنيت بها، أم المصلين الذين يسعدون برؤية «قبلتهم» في الصلاة أمامهم؟!
وعندما يقول: «وهو إثبات من الله تعالى بأنّها لم تتغير ولن تتغيّر».
فهل يقصد الأحجار التي بُنيت بها، «لم تتغير ولن تتغيّر»، أم أنه يُقر ويعترف «من حيث لا يدري» أن الله تعالى حفظ «الكعبة»، وحفظ ما يفعله حولها الذين يَصلونها يوميًّا، وفي مقدمة هذه الأفعال «الصلاة»، التي لا تصح إلا إذا كانت في اتجاه «الكعبة».
من أجل هذه العشوائية الفكرية تم حذف التعليقات التي لم تلتزم بالإجابة على هذا السؤال، وما زال الباب مفتوحًا أمامهم ليدلوا بدلوهم، ولكنهم لن يجدوا مخرجًا من هذه الأزمة الفكرية التي وضعوا أنفسهم فيها، إلا الإقرار بما حملته «منظومة التواصل المعرفي» للمسلمين، منذ عصر الرسالة الخاتمة وإلى يومنا هذا.
محمد السعيد مشتهري