لقد حضر قميص يوسف القصة من أولها إلى نهايتها، حضر المراودة، وحضر غلق الأبواب، وحضر الهم، وحضر الاستباق إلى الباب، وكان شاهدا على “قد القميص” وأسبابه…، فهل بعد هذا كله يقف القميص متفرجا، ولا يقوم بدور في إثبات براءة يوسف حضوريا أمام عزيز مصر، قبل أن تضيع معالم القضية؟! لا…، لقد شاء الله أن الذي يتلوا حيثيات براءة يوسف واحد من أهل امرأة العزيز، بعد أن شاهد “قميص” يوسف بعينيه، وبعد أن شاهد حال امرأة العزيز، الدال على براءته، والذي لم يكن ليخفى على أحد!!
فهل يُعقل أن يرى عزيز مصر امرأته في هذا الوضع، وهي تقول له مسرعة: “مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، ثم لا ينتصر لامرأته بعد أن اتهمت يوسف بأنه هو الذي راودها؟!! هل كان من السهل على العزيز، في هذا الموقف، أن يقبل قول يوسف: “هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي” ويصدقه، خاصة وأن احتمال عدم صدقه وارد!! ولكن لماذا؟! [يتبع]