إن قضية فهم القرآن، في المقام الأول [والأخير]، قضية “تدبر”، و”فهم واع” للسياق القرآني!! إن محور قضية “الشاهد” على براءة يوسف هو “القميص”، الذي ورد ذكره في الآيات الثلاث. إن كل قميص، في هذا السياق القرآني، متميز بذاته، ويحمل الآية الخاصة به، وبطبيعة التحدي الذي سيواجهه يوسف. لذلك نلاحظ أن “القميص الثاني” كان على جسد يوسف وقت فتحه باب القصر لم يخلعه، ولم يفارق جسده حتى ظهرت براءته، وإلا لضاعت “الآية” الدالة على براءته…، وكيف تضيع وهي من صنع الله تعالى وتدبيره؟!!
إن مدرسة “تدبر القرآن” تجعلك تقف عند محطات رئيسة في السياق القرآني، عندها ستجد أمامك مفتاح “الفهم الواعي” لآيات الذكر الحكيم. إن المحطة الرئيسة في الفتنة التي تعرض لها يوسف، عليه السلام، هي قوله تعالى “وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ”، لأن هذه المحطة، وما حدث فيها من حوارات بين العزيز وامرأته، وبينه وبين يوسف..، هي مسرح الحدث الذي حمل البراهين الدالة على براءة يوسف أمام العزيز، وكان بطلها “القميص”. [يتبع]