نحو إسلام الرسول

(511) 4/10/2016 (مواقيت الصلاة في القرآن)

يسأل الصديق: ابوبكر عبدالله ، فيقول:

أتمنى لو أنك تبين لنا ما معنى: طرفي النهار / زلفا من الليل / قرءان الفجر / دلوك الشمس / غسق الليل.

والجواب:

إذا كنت تسأل عن إقامة الصلاة عند ظهور الظواهر الكونية التي ذكرتها آية سورة هود

« وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ »

والآيتان « ٧٨ – ٧٩ » من سورة الإسراء

« أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا . وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا »

فإن طرف الشيء هو نهايته، والطرفان لا يُعرفان إلا بعد تحديد ماهية الشيء، فإذا كان هذا الشيء يمر بمراحل، ولكل مرحلة خصائصها المميزة لها، فيكون لكل مرحلة طرفان.

فإذا اعتبرنا أن هذا الشيء هو أشعة الشمس، فإن أشعتها تمر «فلكيًا» بمراحل، لكل مرحلة طرفان:

المرحلة الأولى: يبدأ الطرف الأول مع ظهور أول ضوء للشمس «الفجر»، والثاني عند شروق الشمس، والمساحة الزمنية بين الطرفين هي وقت «صلاة الفجر».

والحقيقة أنه لم يصلنا عبر «منظومة التواصل المعرفي» صلاة مفروضة عند الطرف الثاني، وهو وقت «شروق الشمس»، وهناك أقوال كثيرة حول الحكمة من ذلك، لا أرى أهمية لذكرها.

المرحلة الثانية: ويبدأ الطرف الأول فيها مع الإنكسار الأول لأشعة الشمس، عند تعامدها على الأرض، وهو وقت «صلاة الظهر»، والطرف الثاني عند بداية الإنكسار الثاني لأشعة الشمس، وهو وقت «صلاة العصر»، والمساحة الزمنية بين الطرفين هي وقت «صلاة الظهر».

المرحلة الثالثة: ويبدأ الطرف الأول فيها من وقت «صلاة العصر»، والطرف الثاني عند نهاية الإنكسار الثاني لأشعة الشمس، وهو وقت «صلاة المغرب»، والمساحة الزمنية بين الطرفين هي وقت «صلاة العصر».

المرحلة الرابعة: ويبدأ الطرف الأول فيها من وقت «صلاة المغرب»، والطرف الثاني عند نهاية آخر ضوء لأشعة الشمس، وهو وقت «صلاة العشاء»، والمساحة الزمنية بين الطرفين هي وقت «صلاة المغرب»

إن قوله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ »، يجب أن ننظر إليه من المنظور الفلكي، الذي يقسم النهار إلى مساحات زمنية، لكل منها طرفان، « بداية ونهاية »، وبذلك يكون للنهار أكثر من طرفين، وقد بيّن الله ذلك، في سياق الأمر بوجوب التسبيح بحمده دوما، مخاطبًا رسوله محمدًا:

« فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ، ( وَأَطْرَافَ النَّهَارِ )، لَعَلَّكَ تَرْضَى »

وعن قول الله تعالى: « وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ »، فإذا كانت كلمة «زُلَفًا» تعني في اللسان العربي الأوقات المتقاربة، نفهم من ذلك أن السياق يتحدث عن صلاة التهجد، التي أشارت إليها الآية « ٧٩ » من سورة الإسراء: « وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ »

فإذا ذهبنا إلى الآية « ٧٨ » من سورة الإسراء، وقوله تعالى:

« أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ، وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا »

إن من معاني « الدُلُوك » العلو والارتفاع، ففي لسان العرب: « دلكت الشمس: عَلَتْ واعْتَلَتْ »،
ويكون المعنى حسب هذا السياق:

أقم الصلاة عندما تبدأ الشمس في الارتفاع، وعلامة ذلك ظهور أول ضوء لها، و« إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ »، وعلامة ذلك اختفاء آخر ضوء لها.

والسؤال: هل يُعقل أن يأمرنا الله بإقامة صلاة واحدة، في مساحة زمنية تبدأ من « دُلُوكِ الشَّمْسِ »، وتستمر « إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ »؟!

الحقيقة أن آية سورة هود:

« وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ »

جاءت تُبيّن عدد الصلوات التي أمر الله بإقامتها في هذه المساحة الزمنية التي ذكرتها آية سورة الإسراء.

أما عن قوله تعالى: « وَقُرْآنَ الْفَجْرِ »، فهو إشارة إلى فضل تلاوة القرآن وقت الفجر.

ومما لا شك فيه، أنه ما كان لي أن أفهم هذه الآيات، وما حملته من إشارات لظواهر فلكية، يُمكن أن نستنبط منها عدد الصلوات، ومواقيتها، وأسمائها، السابق بيانها، دون الاستعانة بـ «منظومة التواصل المعرفي».

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى