نحو إسلام الرسول

(505) 6/9/2016 (أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ .. تَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ)

لقد خلق الله تعالى هذا الوجود، وأرسل الرسل لتذكير الناس بأن « لا إله إلا الله »، وطلب من الذين يشكّون في هذه الحقيقة، أن يجيبوا على هذه الأسئلة:

١- أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا

* أَإِلََهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ

٢- أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً

* أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ

٣- أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ

* أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ

٤- أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ

* أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

٥- أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ

أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ

قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ

ومنذ أن خلق الله الوجود البشري، وكانت دعوة جميع الأنبياء والرسل تبدأ بقولهم:

« يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ »

ولم تتلق البشرية من أحد برهانًا واحدًا على أن هناك إلهًا مع الله، يشاركه في فاعلية أسمائه الحسنى.

إن الإيمان بوجود إله، هو الذي خلق هذا الوجود، أمر يُقر به المشركون:

١- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ

* لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ

٢- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا

لَيَقُولُنَّ اللَّهُ، قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

٣- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

٤- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

* لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ

٥- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ

لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ

٦- وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ

لَيَقُولُنَّ اللَّهُ

قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ

إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ

أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ

قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ

إن هذه المنظومة القرآنية، هي البرهان على أن المرء لا يكون مسلما، إلا إذا أقام إسلامه على أن « لا إله إلا الله »، ثم لم يُشرك بربه شيئًا:

« أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ، وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ، وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ، وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً، فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ، أَفَلَا تَذَكَّرُونَ »

إن معظم المسلمين لم يتربوا على أن « لا إله إلا الله »، أي على ملة الوحدانية، ولم يقيموا إسلامهم على دلائل « الوحدانية »، وفاعلية أسماء الله الحسنى في هذا الوجود.

لقد أقام المسلمون إسلامهم على ما وجدوا عليه آباءهم، أي على الإيمان الوراثي، وكان أول شيء يهتم به الوالدان هو حرصهم على تعلم أطفالهم الصلاة وحفظ القرآن!!

لم يتعلم الأطفال من هو هذا الإله « إلي حيزعل منهم » و« يعاقبهم » إذا هم لم يصلوا، وتربوا على الخوف منه دون أن يعلموا من هو، وما هي أسماؤه الحسنى التي يستحيل أن يشاركه فيها أحد من خلقه.

لم يخرج الأطفال في رحلات « يتفكرون » في دلائل الوحدانية المنتشرة حولهم في هذا الكون، وفي أنفسهم، ولم يتعلموا أن وراء هذه الدلائل إلهًا واحدا لا شريك له.

لم يتعلم الأطفال أن المشركين كانوا يؤمنون بوجود « الله »، بدليل الآيات السابقة التي بدأت بـ « وَلَئِن سَأَلْتَهُم.. »، وأن كفر المشركين جاء من باب أنهم أشركوا مع « الله » آلهة أخرى.

لم يتعلم الأطفال أن قول « لا إله إلا الله » لا يعني شيئًا إلا إذا قام على الفهم الواعي لمعناه، لذلك كان من السهل جدا، بعد بلوغهم الرشد، أن يشركوا مع « الله » آلهة أخرى، كما يفعل آباؤهم.

فلا نستعجب ..، ولا نستغرب ..، لماذا لم يوف الله تعالى بوعده للذين آمنوا وعملوا الصالحات، أن يستخلفهم في الأرض، ويُمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ويُبدل خوفهم أمنا؟!

لأنه سبحانه اشترط للوفاء بهذا الوعد شرطًا: « يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً »

ولا نستعجب ..، ولا نستغرب، عندما نجد أن منابر الدعوة الإسلامية، بمختلف توجهاتها الفكرية، لا عمل لها إلا الحديث عن أحكام الشريعة الإسلامية، دون أن نجد للمسلمين واقعًا ملموسًا نحو تغيير ما بأنفسهم، لإقامة دينهم الذي ارتضاه الله للناس جميعًا!!

ثم لا نستعجب ..، ولا نستغرب، عندما نجد معظم بيوت المسلمين قد خلت من تقوى « الله »، ومن الخوف من « الله »، ومن إخلاص العبودية « لله »، ومن قيام الليل…، فما قدروا « الله » حق قدره.

« وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ، وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ »

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى