نحو إسلام الرسول

(499) 11/8/2016 (أنا لا أبشر بمذهب جديد)

هناك من يصرون على أني جئت بمذهب جديد، يزيد عدد مذاهب المسلمين مذهبًا، فكيف أُحرم «التفرق في الدين»، وأنا، ومشروعي الفكري: «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا»؟!

لقد كتبت على هذه الصفحة، في «٢٦ – ٦- ٢٠١٦»، منشورًا بعنوان: «يسألون عن مشروعي الفكري»، ومع بيان المنشور للأصول والقواعد التي أقمت عليها مشروعي الفكري مازال هناك، على هذه الصفحة وخارجها، من يدّعون أني أعمل على زيادة الفُرقة بين المسلمين، والتشكيك في تدينهم الوراثي!!

ثم نشرت بعض «الفيديوهات» من برنامج «نحو إسلام الرسول»، التي تحدثت فيها عن:

أولا: «المشكلة»، التي أقمت على أساسها مشروعي الفكري، وهي: أن التفرق في الدين شرك بالله تعالى.

ثانيا: «المنهج»، الذي يجب على المسلمين جميعا اتباعه، والذي يجعلهم على يقين أنهم يتبعون الإسلام الذي كان عليه الرسول، بعيدا عن الانتماءات المذهبية المختلفة.

ومع هذا البيان، الذي لا يحمل إلا براهين قرآنية، فإن هناك من لا يسمعون، وإذا سمعوا لا يتدبرون!!

إن «مذهبي»، هو «مذهب» رسول الله محمد، وليس هو «المذهب» الذي ادعى أئمة السلف والخلف اتباعه، من خلال اتباعهم مرويات الرواة، بعد تفرق المسلمين إلى فرق ومذاهب مختلفة، وقد أعطوا ظهورهم لقوله تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ، وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً، وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

فهل تفرق المسلمون المؤمنون بعد وفاة النبي؟! نعم.

هل أصبحوا «أَعْدَاءً»؟! نعم.

وهل هم الآن «عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ» لعودتهم إلى التفرق؟! نعم.

إن «مذهبي»، هو «مذهب» رسول الله محمد، قبل تفرق المسلمين وتخاصمهم وتقاتلهم، إنه مذهب «الأمة» التي قال الله عنها بعد الآية السابقة:

« وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»

إن «مذهبي»، هو مذهب هذه «الأمة»، التي قال الله عن أفرادها: « وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ»، والتي أدعوا المسلمين إلى العمل على إقامتها، منذ أن نشرت مشروعي الفكري.

إن «مذهبي»، ليس مذهب «هؤلاء» الذين قال الله عنهم بعدها:

«وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»

إننا اليوم أمام مأساة إيمانية فكرية في غاية الخطورة، لقد أصبح لكل مسلم حساب أو صفحة على شبكات التواصل الاجتماعي، ينقل من هنا وهناك بغير علم، ليصبح بعد عام مفكرا إسلاميا، ثم يبتدع له بدعة في دين الله، يصبح بعدها نجمًا عصريًا مستنيرًا!!

إننا اليوم نشاهد بأعيننا، كيف تحول المسلمون إلى مفكرين، ولكلٍ مذهبه الفكري الذي لا علاقة لها مطلقا بما «ذهب» إليه رسول الله في عصر الرسالة، والذي لا مرجعية له إلا كتاب الله، فتدبر بماذا ختم الله هذه المجموعة من الآيات:

« تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ، وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ»

إن الذي لا يقيم إسلامه على «الآية الإلهية» الدالة على صدق نبوة الرسول الذي يتبعه، والتي يجب أن يشاهدها بنفسه، ويؤمن أنها حقا من عند الله، وأن الرسول الذي حملها إلى الناس هو رسول الله..، كيف يتبع شريعة لا يملك بين يديه الحجة والبرهان على أنها من عند الله؟!

إن المسلمين يعيشون في «غيبوبة» الاتباع والتقليد بغير علم، وآراهم يُعجبون بكلام في غاية التفاهة، وبموضوعات لو تدبروا ما جاء فيها، لعلموا أن هذا الكلام يستحيل أن يقوله مسلم مؤمن يعلم معنى «الوحدانية»، لقد تشربت قلوبهم «العشوائية» الفكرية، لا يعلمون إلى أين المسير!!

إن «مذهبي»، الذي هو « مشروعي الفكري»، يقوم على فاعلية نصوص «الآية القرآنية» في «عصر الرسالة»، وينتهي موضوعه بوفاة النبي، أي قبل عصر الخلافة الراشدة، وظهور الفرق والمذاهب العقدية والفقهية المختلفة.

وعندما أقول: إن مشروعي الفكري يقوم على فاعلية نصوص «الآية القرآنية»، فذلك لإيماني أن حجية الدين الإسلامي تقوم على أساس الإقرار بصدق «الآية» الدالة على أن هذا «القرآن» الذي بين أيدي الناس اليوم هو كلام الله، ورسالته إلى الناس جميعًا، إلى يوم الدين.

والسؤال: كم عدد المسلمين الذين أقاموا إسلامهم على الإقرار بأن هذا «القرآن»، الذي بين أيديهم اليوم، هو كلام الله يقينا، ورسالته إلى الناس جميعا؟!

« قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ، الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

فأين المذهب الجديد الذي يُبشر به محمد مشتهري؟!

«أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ» – «أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى