نحو إسلام الرسول

(484) 10/7/2016 (تعليقات وأسئلة الأصدقاء)

١- محمداحمد بارجاء

يقول (ملخص لتعليقاته):

«كتاب الله القران العظيم ليس لعب لمن هب ودب، يجتهد على تأويل آياته وتفسيرها بالظن الذي لايغني من الحق شيئا … بل لهذا الكتاب عالم واحد فقط، اختصه الله وآتاه علم هذا الكتاب كله، تصديقا لقول الله تعالى:

« وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ »

كما أن القرآن من عند الله، كذلك بيانه من عنده وحده لا شريك له، وكما كان يبينه رسول الله لقومه، كذلك بعث الله من يبينه في يوم تأويله في هذا الزمان لكافة العالمين ولغاتهم المختلفة، وهو المذكور في هذه الآية … فمن هو الذي عنده هذا الكتاب كله؟!» انتهى

أقول: بصرف النظر عن المذهب العقدي الذي ينتمي إليه الصديق محمد أحمد، وبصرف النظر عن خلطه بين التأويل والتفسير..، فإن موضوع التعليق لا يصح أصلا.

إن الآية (٤٣) من سورة الرعد، التي استشهد بها، يتحدث سياقها عن تكذيب الكافرين برسالة النبي الخاتم محمد، عليه السلام، الذين قالوا له: «لَسْتَ مُرْسَلًا».

فمن الذي يشهد على أن النبي الخاتم «مرسل» من ربه؟!

أولا: الله تعالى: « قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ »

ثانيا: علماؤهم، الذين أوتوا الكتاب، ويعلمون أن الله بشر ببعثة النبي الخاتم في كتبهم: « الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ »

إن « مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ »، ليس من أتباع النبي الخاتم محمد، حسب السياق الذي وردت فيه الآية، وإنما من الذين أوتوا الكتاب من قبله، ويعلمون أنه مرسل من ربه، ومع ذلك كفروا به!!

٢- سميح الأسدي

يقول: «الأستاذ محمد مشتهري، لو تسمح لي أسأل خارج السياق: ماهو رأيك بالآراء التي تقول بأن أبونا آدم عليه السلام لم يكن في الجنة التي نعرفها، وإنما القصد هو جنة من جنان الارض؟ ولذلك إبليس لم يدخل الجنة أساسا، وإنما القصة المشهورة حول التفاحة حصلت في الارض. وشكرا» انتهى

أقول: وحسب مشروعي الفكري، فإن للقصص القرآني مقاصد عليا وعبرًا، يجب عدم الانشغال عنها بأحداث القصة نفسها، وما تحمله من إشارت بلاغية قد تأتي لتقريب المعنى للأذهان، لأنها تنقل أحداثا من عالم الغيب، الذي لا نملك أدوات فهمه على حقيقته.

العبرة:

« أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ ، أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ »

المقصد:

« قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي (هُدًى) فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ »

ثم بيّن الله تعالى لبني آدم، أن الهدي على مر الرسالات الإلهية، لا يكون إلا في كتاب الله وحده، وأن الكافرين هم الذين يُشركون مع كتاب الله مصادر تشريعية ما أنزل الله بها من سلطان، فقال تعالى بعدها:

« وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا (بِآيَاتِنَا) ، أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ »

إننا يجب ألا نلتفت إلى كل ما حمله التراث الديني من أساطير وروايات، فقد وضعوها للطعن في كتاب الله، وليس لبيان آياته.

وللأسف أن الجماعات التي تعتبر أن إمامهم هو من « عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ »، قامت أصلا على روايات مذهبية باطلة، وعلى فهم لآيات الذكر الحكيم من خلال هذه الروايات، ومن ذلك تأويلهم لآية سورة الرعد.

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى