نحو إسلام الرسول

(480) 29/6/2016 (أسئلة مشروعة حول مشروعي الفكري )

في تعليق له، طلب الأستاذ مجدي شحاته الإجابة على أسئلة قال إنها «موضوعية مشروعة دفاعا عن الإسلام»

وذلك «لتقييم مشروع د. مشتهري ومنهجه الذي أفنى جزء كبير من عمره في التوصل إليه»

وأن علينا «أن نتناولها بصدق وتجرد قبل الانسياق وراء أي مشاريع أو مناهج دينية».

والذي اطلع على أسئلة الأستاذ مجدي، سيجد بينها مشتركات، ومتناقضات، ومرسلات، لذلك سأكتفي بالرد على أهمها، وأدمج بعضها في رد واحد.

يسأل الأستاذ مجدي:

«د. مشتهري يكرر أن الدين علم وليس عقيدة، أنا أعتقد أنه يخلط بين تعريف كلمة «العلم»، كمعرفة، والعلم كعلوم الطبيعة والأحياء إلخ. هناك فرق شاسع. في نظري و نظر الكثيرين أن تحويل العقيدة إلى علم يقلل من قيمة الدين ولا ترفعه لأن العلم ممكن يتغير لكن العقيدة ثابته لا تتغير لإنها لا تحتاج براهين وأدلة قاطعة للاعتقاد بها. العقيدة فوق العلم»

الإجابة:

الأستاذ مجدي يخلط بين «العلم التحصيلي»، كالمعرفة، وعلوم الطبيعة والأحياء..، وبين «علم الدين الإلهي»، الذي لا يتغير بتغير العلوم والمعارف.

وفرق كبير بين «علم الدين الإلهي»، و«علم تدين المسلمين»، الذي يقوم على مذاهبهم العقدية والتشريعية، وهذا للأسف الذي يقصده الأستاذ مجدي، لذلك يسأل:

«كم نسبة العلماء في المسلمين؟!»

وطبعا يقصد علماء «الدين المذهبي» الذي تدين به المسلمون!

إن «علم الدين الإلهي» يقوم على الفهم الواعي لهذه الحقيقة:

لماذا خلقنا الله بآليات عمل القلب: آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه:

« وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ (لَا تَعْلَمُونَ) شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ»

هل لنذهب نتعلم العلوم المختلفة، ثم نكفر بالله؟! أفلا تشكرون؟! وهل من الشكر، توظيف نعم الله التي لا تحصى في الكفر بالله؟! أفلا تعقلون؟!

إن كل العلوم التي حث القرآن الناس على تعلمها للوقوف على دلائل الوحدانية، والإيمان برسالة النبي الخاتم محمد، يجب أن يكون أول من يتعلمها هم المسلمون، لأنهم أُمِروا أن يكونوا شهداء على الناس، وأن يخرجوهم من الظلمات إلى النور، فكيف يطيعون أمر الله وينفذونه على أرض الواقع وهم «جهلاء»؟!

وهنا يقف «المذهبيون واللادينيون» على أرض واحدة، يحاربون هذا الفهم، بحجج وشبهات واهية، كلها تُجمع على أنه يستحيل أن يفهم المسلمون القرآن، لأنهم «جهلاء»، ويجب أن يظلوا «جهلاء»، حتى لو فهم بعضهم، وأصبحوا علماء، فماذا سيفعل المليار مسلم؟!!

هذه هي «العشوائية»، وهذا هو «الجهل»، وهذا هو «التخلف» بعينه!!

إن الوحدانية «علم»، والنبوة «علم»، والرسالة «علم»، والإسلام «علم»، وهذه بعض البراهين العلمية:

* أولا: العلم بدلائل الوحدانية

وقد بيّنتها آيات كثيرة، منها آيات سورة فاطر (من الآية ٩ إلى الآية ٢٨)، فيقول الله تعالى:

« وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ»

وإلى قوله تعالى: « وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ (الْعُلَمَاءُ) إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»

وتدبر قوله تعالى:

«(فَاعْلَمْ) أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّه»

« فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِّيُضِلَّ النَّاسَ ( بِغَيْر عِلْمٍ )»

« أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا (لَا تَعْلَمُونَ)»

* ثانيا: علم الآيات الكونية

« وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ ( لِقَوْم يَعْلَمُونَ)»

« هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ، مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ ( لِقَوْم يَعْلَمُونَ)»

* ثالثا: تعلم ودراسة وتدبر القرآن

«مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ (تُعَلِّمُونَ) الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ (تَدْرُسُونَ)»

« كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ( لِّقَوْم يَعْلَمُونَ )»

* رابعا: العلم بأحكام الشريعة

«فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ، فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ، وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا ( لِقَوْم يَعْلَمُونَ )»

* خامسا: العلم بالشعائر التعبدية

« أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ( الَّذِين يَعْلَمُونَ ) وَالَّذِينَ (لا يَعْلَمُونَ) إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ (أُوْلُوا الأَلْبَابِ)»

والسؤال: من هم الذين يخاطبهم الله بهذه الآيات، وأين هم؟!

أما عن باقي الأسئلة، فالأستاذ مجدي شحاته يتحدث عن مشروع محمد مشتهري وينقضه، أو ينتقده، وهو لا يعلم عنه شيئا، إلا أن يُعلق على منشور أو مقال يراه أمامه، ودليل ذلك ما كتبته عن مشروعي في منشور الأمس، الذي أدعو فيه المسلمين جميعا أن يكونوا علماء، لا تابعين مقلدين منقادين مذهبيين!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى