نحو إسلام الرسول

(477) 24/6/2016 (المغيّبون» عن كتاب الله، مساكين» علميًا)

يبدو أن Mohammad El Saeed من الذين أدركوا أني أخاطبهم بمنشور الأمس: «عندما يكفر المسلمون الجهلاء بالوحدانية»، فكتب تعليقا على المنشور أرجو أن يحذف الصورة المرفقة به، لأن من شروط التعليق على المنشورات عدم وضع صور في التعليقات، وقد ذكرنا ذلك أكثر من مرة.

(أولا): لقد بدأ تعليقه متعجبًا جدًا من عدم قبولي روايات الفرق المذهبية: «حتى وإن وافقت القرءان».

* في أوائل الثمانينيات، وخلال رحلتي من «الإيمان الوراثي» إلى «الإيمان العلمي»، وما تم من حوارات بيني وبين بعض علماء الفرق والمذاهب المختلفة، كنت استند، في إقامة الحجة عليهم، إلى بعض الروايات التي توافق القرآن وتخدم مشروعي الفكري.

ولقد كان السهم الوحيد الذي «أجمعوا» على تصويبه نحوي هو:

كيف تقول إنك أقمت مشروعك الفكري على «منهجية علمية»، وأنت تخالف المنهج العلمي في البحث والاستدلال، وذلك بقبولك بعض «الروايات» ورفضك للبعض الآخر؟!

ثم استخدموا المنطق العلمي، وقالوا: إن لهذه «الروايات» أصحاب، كما أن لكل بيت أصحاب، ونحن أصحاب بيت «الروايات»، ولقد وضعنا شروطًا لزيارتنا في بيتنا، فإما أن تقبلها كلها، وإما أن ترفضها كلها..، أليس هذا هو المنهج العلمي في البحث والاستدلال؟!

ومنذ أواخر الثمانينيات، وأنا لا أقترب من بيتهم أبدا، إلا إذا اقتضى الأمر أن أدخله لأهدم ركنا من أركانه، بنفس الأصول والقواعد التي قام عليها، وحتى هذا يحدث نادرا.

(ثانيا): «لماذا أقتنع بكلامك يادكتور، ولا أقتنع بكلام الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي، والشيخ عبد اللطيف مشتهري، ولن أتكلم عن الصحابه وأهل بيت النبوة»

* إن اقتناعك وعدم اقتناعك مسألة أنت الذي تتحمل مسؤوليتها أمام الله تعالى، وليس أنا، فاسأل نفسك عن المعايير التي تقيم على أساسها قناعتك أو عدم قناعتك، ولا تسألني أنا!!

ولأنك ذكرك أسماء بعينها، فهذا يعني أنك تنتمي إلى فرقة «أهل السنة والجماعة»، كما يعني أنك تابع مقلد لعلماء الفرقة، أي أنت داخل منظومة «الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا»، وابحث عن جزائهم في كتاب الله.

إن «الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا» يستحلون قتل النفس بغير حق، استنادا إلى رواية من الروايات، حملت عقوبة «الرجم»!!

لقد خرج الشيخ محمد أبو زهرة، (وهو من هو)، في مؤتمر إسلامي عالمي، وهو مؤتمر ندوة التشريع الإسلامي، مدينة البيضاء، ليبيا عام «١٩٧٢»، ونطق أمام الحضور بالحق، وأنكر الرواية والعقوبة.

لقد جاء الشيخ بالأدلة القرآنية المثبتة لبطلان هذه العقوبة، وأنها عقوبة يهودية، اخترقت الشريعة الخاتمة من خلال «الروايات»، وقد نجح اليهود في تنفيذ حكم مرويات: «ارجموا»، والله تعالى يقول «اجلدوا»!!

إنك عندما ساعدت في نشر هذه الصورة، التي بعنوان: «ما أعظم هذا الدين»، كان ذلك لأنك تنطلق من منظومة دينية روائية، وليس من دين الله الذي قمت أنا بالدفاع عنه في منشور الأمس «عندما يكفر المسلمون الجهلاء بالوحدانية».

ولأنك من المقلدين بغير علم، لم تعلم أن من هؤلاء العلماء الذين ذكرت أسماءهم، من أنكروا كثيرًا من الروايات الموجودة في أصح الكتب، كما أنكروا عقوبة «الرجم»، وأنا شخصيا أعلم علم اليقين، أن منهم من خلع ثوب «الفُرقة والمذهبية» قبل موته بسنوات.

(ثالثا): أنا لا أبشر بدين جديد، كما تدّعي، وإنما أدعو أتباع الفرق والمذاهب المختلفة إلى الدين الذي كان عليه رسول الله محمد، عليه السلام، قبل ظهور هذه الفرق التي تنتمي إلى واحدة منها، وتتبع علماءها، والتي ظهرت كلها بعد أحداث «الفتن الكبرى»!!

إن المصدر الوحيد الذي حمل هذا الدين الإلهي، للناس جميعًا، وإلى يوم الدين، هو كتاب الله، هذا الكتاب الموجود بين أيدي الناس اليوم، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لأنه: «تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ».

(رابعا): خاف أنت على نفسك، لأنك تعيش داخل منظومة «الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا»، وسبق أن قلت لك ابحث في القرآن عن جزائهم في الآخرة!!

أما أنا، فقد اتبعت كلام الله الذي أنزله في كتابه، ولم يأمرني الله باتباع الرواة والمحدثين، كل مسلم حسب الفرقة التي ولد فيها، «تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا».

لقد أمرني الله باتباع الرسالة التي حملها رسوله للناس جميعا، وهي ولله الحمد بين أيدي الناس جميعًا.

فهل يُعقل، أن تكون كتب «المرويات» من دين الله، ولا يرثها المسلمون في كتاب واحد محفوظ بحفظ الله، كما حفظ القرآن؟!

أفلا تعقلون؟!

(خامسا): لقد شغلت نفسك، في غير المطلوب، وهي عادة المذهبيين، أعلمها منذ عقود من الزمان.
أنت أمامك منشور، يحمل براهين علمية، تثبت تهافت وفساد فكر الذين ينشرونه ويُعجبون به، وكان من المفترض، لو كنت تحمل أدوات العلم، وليس مقلدا بغير علم، أن تثبت بطلان هذه البراهين، ولكنك أتيت في تعليقك بكلام لا علاقة له بالمنشور أصلا.

الأستاذ Ahmed H. Adwan «أحمد حكمت عدوان»، عندما قرأ المنشور، وفهم ما جاء فيه، يبدو أنه أراد أن يقف على مدى علمي بأصول وقواعد «علم الروايات»، فقال في تعليقه: «اتمني عليك الاستفاضة في تخريج الرواية»!

وإن كانت مسألة الوقوف على تخريج أي رواية، أصبحت اليوم سهلة جدا، لوجود مواقع متخصصة في ذلك، يستطيع أي إنسان في خمس دقائق أن يقف عليها، وحتى لا يظن الصديق «أحمد حكمت» أني أتهرب من الإجابة، أرفقت تخريج الرواية، لمن عنده صبر أن يقرأ، ولكن فصلته عن المنشور، لأنه خارج مشروعي الفكري!!

محمد السعيد مشتهري

—————————–
—————————–
* تخريج الرواية:

من حديث أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وأبي سعيد وأبي أمامة وأم سلمة وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وأبي ذر وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وكعب بن عجرة ومرسل لأسلم العدوي وأخر للحسن البصري

(وكلها ضعيف لا يصح منها شيء)

وإليك التفصيل:

1- حديث أنس بن مالك:
أخرجه الترمذي (664)، والبزار في “مسنده” (6647) مختصرا،وأبو بكر الهاشمي في “نسخة أبي مسهر وغيره” (47)، والبغوي في “حديثه” (28)، وابن حبان (3309)، وابن عدي في “الكامل” (4/251 ـ 252)، وأبو نعيم في “تاريخ أصبهان” (2/ 94)، والبيهقي في “الشعب” (3080)، وابن عساكر في “تاريخه” (8/ 322)، والضياء في “المختارة” (1847)، وابن العديم في “بغية الطلب” (4/ 1554) من طريق عبد الله بن عيسى الخزاز، والحاكم في “المستدرك” (1/ 124)، وعنه وعن غيره البيهقي في “الشعب” (7704)، والرافعي في “التدوين” (1/ 148) تعليقا: من طريق إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي، عن أبيه، كلاهما (الخزاز والعمي) عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس.
ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في “شرح السنة” (1634)، ومن طريق البغوي أخرجه ابن المسلمة في “أماليه” (284/ مجموع مصنفات ابن الحمامي)، وابن أخي ميمي في “فوائده” (76) وأبو نعيم في “تاريخ أصبهان” (2/ 94)، والسلفي في “المشيخة البغدادية” (6/ق80)، وابن الجوزي في “البر والصلة” (366)، والضياء في “المختارة” (1848)، وابن البخاري في “مشيخته” (ص678 ـ 379)، وابن النجار في “ذيل التاريخ” (4/ 42).
قلت: وعبد الله بن عيسى الخزاز ضعيف .
وضعف البيهقي الرواية الثانية بالعمي وغيره.
وأخرجه العقيلي في “ضعفائه” (4/ 65) من طريق عبد الرحيم بن سليم الأنصاري عن عبيد الله بن أنس بن مالك عن أبيه.
قال العقيلي وكلاهما مجهول بالنقل والحديث غير محفوظ.
2- حديث عبد الله بن عباس:
أخرجه ابن أبي الدنيا في “اصطناع المعروف” (6)، وفي “قضاء الحوائج” (6) – ومن طريقه أبو القاسم الأصبهاني في “الترغيب” (315)، وأبو عبد الله الرازي في “مشيخته” (105)، وابن النجار في “ذيل التاريخ” (5/ 70) – من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس.
قلت: وجويبر ضعيف جدا ورواية الضحاك عن ابن عباس منقطعة وانظر: “المراسيل” لابن أبي حاتم (ص96)، “تحفة التحصيل” (ص155).
وأخرجه ابن المقرئ في “معجمه” (455) – ومن طريقه ابن عساكر في “تاريخه” (17/ 172)، والرافعي في “التدوين” (1/ 429) – عن أحمد بن محمد بن عيسى بن داود عن أبيه محمد بن عيسى عن جده داود بن عيسى عن أبيه عيسى بن علي عن أبيه علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عبد الله بن عباس.
قلت: وأحمد وأبوه محمد لم أجد من ترجم لهما وجده داود بن عيسى مجهول الحال.
3- حديث أبي سعيد الخدري:
أخرجه علي بن سعيد العسكري في “السرائر” (ق179/ب) – ومن طريقه أبو القاسم الأصبهاني في “الترغيب والترهيب” (1627) – عن بنان بن أبي الخطاب اللحياني، عن إسحاق بن بهلول الأنباري، عن أبي المطرف المغيرة بن المطرف، عن الحارث النميري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:صدقة السر تطفيء غضب الرب عز وجل .
وسنده ضعيف جدا؛ شيخ العسكري لم أجد من ترجم له، وكذا أبو المطرف وشيخه، أما أبو هارون العبدي فهو: عمارة بن جوين شيعي متروك ومنهم من كذبه.
وأخرجه الحارث في “مسنده” (302/بغية)، وأبو جعفر البختري في “حديثه” (455/مجموع مصنفات ابن البختري) – ومن طريقه البيهقي في “شعب الإيمان” (3168)- وابن الجوزي في “البر والصلة” (350) جميعا من طريق الواقدي عن إسحاق بن محمد بن أبي حرملة عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به
قلت: الواقدي ضعيف، وشيخه لم أقف على ترجمته وقد ذكره المزي في جملة من روى عن أبيه محمد بن أبي حرملة.
4- حديث أبي أمامة:
أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (8/رقم 8014)، والجصاص في “أحكام القرآن” (3/ 267)، وأبو الغنائم النرسي في “ثواب قضاء حوائج الإخوان” (ص45) من طريق حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه عنه.
قلت: حفص متروك الحديث مع إمامته في القراءة .
5- حديث أم سلمة:
أخرجه الطبراني في “الأوسط” (6/رقم 6086) عن محمد بن بكر بن كردان الحريري البصري عن محمد بن يحيى الخنيسي الكوفي عن منذر بن جيفر العبدي، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن محمد بن علي، عن أم سلمة في حديث وفيه: والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب.
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عبيد الله بن الوليد الوصافي.
قلت: المنذر بن جيفر ومن دونه مجاهيل، وعبيد الله بن الوليد الوصافي ضعيف ، ورواية محمد بن علي عن أم سلمة منقطعة وانظر “المراسيل” لابن أبي حاتم (ص185).
6- حديث عبد الله بن جعفر
أخرجه الطبراني في “المعجم الصغير” (1034)، وفي “الأوسط” (7/رقم 7761)، والحاكم (3/ 568)، والقضاعي في “مسنده” (99) من طريق أصرم بن حوشب قال مرة: عن قرة بن خالد ومرة عن إسحاق بن واصل عن أبي جعفر الباقر عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
قلت: أصرم بن حوشب هالك كذاب وانظر الميزان (1/272)، “اللسان” (2/210).
7- حديث عبد الله بن مسعود:
أخرجه ابن شاهين في “الترغيب” (385)، والدارقطني في “الغرائب والأفراد” (2/ 58/ أطراف)، والقضاعي في “مسنده” (100)، وابن طبرزد في “حديث ابن مخلد وغيره” (5) من طريق نصر بن حماد عن عاصم بن محمد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل شقيق بن سلمة عنه.
قال الدارقطني: تفرد به نصر بن حماد عن عاصم بن محمد عن عاصم بن بهدلة عنه.
قلت: ونصر بن حماد ضعيف .
8- حديث عبد الله بن عمر:
أخرجه الثقفي في “الأربعين” (243) – ومن طريقه القرطبي في “التذكار” (ص93) – من طريق إبراهيم بن يزيد المكي عن نافع عن ابن عمر في حديث وفيه: … ثم الصدقة فإنها تطفي غضب الرب …
قلت: إبراهيم بن يزيد المكي متروك الحديث .
9- حديث أبي ذر:
أخرجه السمرقندي في “تنبيه الغافلين” (939) من طريق الحارث الأعور عن أبي ذر في حديث طويل وفيه: الصدقة في السر تطفئ غضب الرب.
قلت الحارث الأعور في حديثه ضعف وكذبه الشعبي وقد رمي بالرفض.
10- حديث أبي هريرة:
أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في “الترغيب” (1663) من طريق عبد الله بن ميمون القداح، عن إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أبي هريرة.
قلت: وعبد الله بن ميمون القداح منكر متروك الحديث وشيخه ضعيف الحفظ أيضا.
وأخرجه الدارقطني في “حديث مالك” – كما في “لسان الميزان” (6/ 157) – عمر بن يحيى عن مالك بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة
وقال الدارقطني: هذه الأحاديث لا تصح عن مالك ومن دونه فيها ضعيف.
11- حديث عمر بن الخطاب:
أخرجه أبو بكر الذكواني في “أماليه” (عمرية /م 63/ل10/أ) من طريق النضر بن حميد عن سعد الإسكاف عن الشعبي عنه.
قلت: النضر بن حميد متروك الحديث، وانظر الميزان (4/ 256)، “اللسان” (8/ 272)، وسعد الإسكاف متروك ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا والشعبي عن عمر منقطع.
12- حديث معاذ بن جبل:
أخرجه ابن منده في “أماليه” (عمرية/م 35/ل46/أ) من طريق ميمون بن أبي شبيب , عن معاذ بن جبل في حديث طويل وفيه والصدقة تطفئ غضب الرب
قلت: شيخ ابن منده وشيخ شيخه لم أقف عليهما وميمون عن معاذ مرسل قاله أبو حاتم وانظر تحفة التحصيل (ص 322).
13- ومرسل لأسلم العدوي:
أخرجه ابن زنجويه في “الأموال” (1311).
14- مرسل للحسن البصري:
أخرجه ابن زنجويه في “الأموال” (1318)، وابن الجوزي في “البر والصلة” (371).
15- حديث كعب بن عجرة:
أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (19/رقم 318) من طريق إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه – في حديث طويل وفيه: وصدقة السر تطفئ غضب الرب.
وإسحاق مجهول .
16- حديث جابر بن عبد الله الأنصاري:
أخرجه القضاعي في “مسنده” (105) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة عن حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة – في حديث وفيه -: والصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار.
قلت: عبد الله بن محمد بن المغيرة، قال الذهبي: كوفي متروك. سكن مصر وروى الطامات. وانظر: “تاريخ الإسلام” (102)، “الميزان” (2/487)، “اللسان” (4/554).
وقد خالفه هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة فقال: والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. أخرجه ابن حبان (1723) من طريق هدبة بن خالد، كما ذكرناه. وقد توبع حماد أيضا، فرواه غير واحد عن ابن خثيم وفيه الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وهو في “جامع معمر” (20719/ الملحق بالمصنف) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم. وأخرجه أيضا أحمد (15284)، وعبد بن حميد (1138/ المنتخب)، وابن زنجويه في “الأموال” (1316)، والحارث في “مسنده” (618/بغية)، وأبو يعلى (1999)، وابن حبان (1723 و4514و265)، وأبو نعيم في “حلية الأولياء” (8/247) وغيرهم، من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله، أن النبي قال لكعب بن عجرة – في حديث طويل- وفيه: والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
قال أبو نعيم: لم يسقه هذا السياق من حديث جابر إلا ابن خيثم، تفرد به، رواه عنه الأعلام.
قلت: ورجاله ثقات غير ابن خثيم هذا، فقد وثقه جماعة إلا أن ابن المديني استنكر حديثه، وقال ابن معين: أحاديثه ليست بالقوية، وقد تفرد بروايته هذه كما أفاده أبو نعيم رحمه الله، وقد روي – بهذا اللفظ الأخير – من حديث معاذ بن جبل أيضا رواه عاصم بن أبي النجود واختلف عليه، فروي عنه عن أبي وائل عن معاذ ، وعنه عن شهر عن معاذ، وعاصم مختلف فيه، والظاهر أن من قال عن أبي وائل قد سلك الجادة، ورواية شهر عن معاذ مرسلة، لكن هذه الطرق أصح من سابقتها، فإن دلت فإنها تدل على أن أصل الحديث هو قوله: “الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار”؛ لذا: قال ابن تيمية- طيب الله ثراه-: الحديث المعروف: «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار» واللفظ المذكور – يعني: صدقة السر تطفئ غضب الرب – أظنه مأثورا. اه، وانظر: “أحاديث القصاص” (رقم38).

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى