نحو إسلام الرسول

(476) 23/6/2016 ( عندما يكفر «المسلمون الجهلاء» بالوحدانية)

إن أكبر وأعظم مصيبة، ابتلي بها المسلمون في هذا القرن، شبكات التواصل الاجتماعي، التي نشرت «الكفر» باسم الإسلام، و«الجهل» باسم العلم، و«التفاهة» باسم حرية الفكر.

لقد أصبح التقول على الله تعالى بغير علم، هو السمة المميزة لأصحاب صفحات وحسابات الفيس بوك، والتابعين لهم بغير علم، الذين يُعجبون بالكفر والشرك، فيصنعون بإعجابهم هذا نجوم الفكر الإسلامي المعاصر!

وبرهان ذلك أن تقوم بجولة جادة، تتدبر فيها محتوى المنشورات المصورة التي يتداولها المسلمون كل دقيقة على شبكات التواصل الاجتماعي، والواتس آب.

لقد أصبح ثمن دخول الجنة زهيدا جدا، مقابلة بارتفاع أسعار السلع ومتطلبات المعيشة، والأسعار مبينة في المنشور المرفق الذي يحمل عنوان: «ما أعظم هذا الدين».

ما هذا الدين العظيم، الذي يُشبه الله عز وجل بإنسان يغضب، ثم تأتي الصدقة فتطفئ غضبه، استنادا إلى رواية «صدقة السر تطفئ غضب الرب»؟!

ولا تقل لي هذه كناية ولا هذا تشبيه، ولا ولا…، فهذا كله جهل بعلم اللسان العربي، فليس في «علم البيان» ما يسند هذا التشبيه الباطل مطلقا.

لقد قلت، وأقول، إن المسلمين إذا ماتوا ولم يخلعوا ثوب المذهبية، وثوب الروايات الشيطانية، ماتوا مشركين، ولكن عندما تعلم أن المثقفين، وحملة المؤهلات العليا، هم الذين وضعوا هذه المنشورات، ولم يكلف أحد منهم نفسه أن يبحث عن صحة هذه الروايات، فلا تسألني:

لماذا تخلف المسلمون، وفيهم العلماء، والمفكرين، وأصحاب المليارات؟!

فتعالوا نلقي نظرة سريعة على تخريج أهل الحديث للرواية التي وردت فيها جملة: «صدقة السر تطفئ غضب الرب»، باعتبارها أخطر جملة وردت في هذا المنشور، لنعلم كيف دسّ أعداء الدين الإسلامي السم في العسل، لينام المسلمون وفي بطونهم (بطيخ صيفي)، لأنهم (داخلون الجنة داخلون)، ولو عاشوا حياتهم عالة يتسولون التقدم الحضاري من الدول غير المسلمة.

علما أنه ليس من مشروعي الفكري الاحتجاج بالروايات مطلقا، لأنها عندي «حتى وإن وافقت القرآن» ليست حجة في دين الله تعالى، ولكني أردت أن أخاطب «المسلمين الجهلاء» بالجهل الذي تحمله أمهات كتب الروايات التي يقدسونها، ويقولون عنها «ما أعظم هذا الدين»!

* تخريج الرواية: من حديث أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وأبي سعيد وأبي أمامة وأم سلمة وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وأبي ذر وأبي هريرة وجابر بن عبد الله وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل وكعب بن عجرة ومرسل لأسلم العدوي وأخر للحسن البصري، (وكلها ضعيف لا يصح منها شيء)

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى