يسأل أحد أصدقاء الصفحة:
١- فيقول: «ما زلت لم أفهم منك ما تعريف الإسلام عندك بدقة»
أقول: تعريف الإسلام ليس عندي، وإنما في كتاب الله، وعليك أن تبحث عنه بنفسك، حتى لا تكون مقلدا بغير علم، في أهم قضية في حياتك!
٢- ويقول: «وهل الشعائر المحمدية شرط لدخول الإسلام؟»
أقول: عندما تقف على تعريف الإسلام، ستعلم تلقائيا الإجابة على هذا السؤال.
٣- ويقول: «وما مصير مولود عند النصارى طالما أنه لا يؤذي أحدا ويعمل عملا صالحا ومؤمن بالله»
أقول: الحقيقة أنا لا أعلم أن هناك مولودا يمكن أن يؤذي أحدا، أو يعمل عملا صالحا، أو يؤمن بالله!
وإنما إذا كان المقصود هو الإنسان الذي بلغ رشده، فوجد نفسه (بالوراثة) متدينا بدين آبائه..، فهكذا هو العالم كله، بجميع ملله ونحله!
لذلك عليك أن تقرر:
أولا: هل تؤمن بوجود إله واحد أحد؟!
إذا كانت الإجابة بـ (لا)، إذن فكل هذه الأسئلة تصبح غير مشروعة، والملف الوحيد الذي عليك أن تدرسه، هو أن تبحث عن إله هذا الكون، وعن أسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وهو ما نسميه بـ «دلائل الوحدانية».
أما إذا كانت الإجابة بـ (نعم)، إذن فأنت من الموحدين، الأمر الذي يستلزم أن تؤمن أن لهذا الإله الأسماء الحسنى، والصفات العليا، وأنه منزه عن (الظلم) وسائر الصفات السيئة، وإلا فأنت لست من الموحدين!
ثانيا: هل وأنت من «الموحدين»، تتبع رسولا من الرسل؟!
إذا كنت لا تتبع رسولا من الرسل، فكل هذه الأسئلة تصبح غير مشروعة، والملف الوحيد الذي عليك أن تدرسه، هو أن تعلم مفهوم «النبوة»، وحجيتها على العالمين، وأن من مقتضياتها إرسال الرسل!
أما إذا كنت تتبع رسولا، إذن فأنت تؤمن بيوم اسمه «اليوم الآخر»، وبوجود حساب في هذا اليوم، وأن نتيجة هذا الحساب: فريق في الجنة، وفريق في النار.
والسؤال الذي سيفرض نفسه:
إذا كان الناس جميعا قد فُرضت عليهم مللهم في طفولتهم فرضا، وعندما بلغوا رشدهم أصبحوا يقاتلون في سبيل الدفاع عنها، حمية ودفاعا عن ميراث «آبائهم»، فهم جميعا سواء في هذه الأزمة، إذن فلماذا خلق الله النار؟
إذا أعطينا (المنطق) الحق في الإجابة على هذا السؤال، فستكون الإجابة:
أن وجود النار، التي تحدث عنها الرسل، وأخبرت بها الكتب الإلهية، على مر العصور، يتعارض مع صفة «العدل الإلهي»!
أما إذا أعطينا الرسل والكتب الإلهية، الحق في الإجابة على هذا السؤال، فستكون الإجابة:
أن جميع الرسل، جاؤوا يحذرون الناس من اتباع الآباء بغير علم، وأن على الناس عند بلوغ رشدهم، أن يعيدوا النظر في تدينهم الوراثي، بالاستعانة بما أنعم الله عليهم من آليات عمل القلب: آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر..، للوقوف على الدين الحق الذي أمر الله اتباعه.
٤- الإجابة على باقي الأسئلة موجودة في ما سبق بيانه!
محمد السعيد مشتهري