إن الذي يريد أن يدخل في الإسلام، عربيا كان أو أجنبيا، أين يذهب ليعلن إسلامه رسميا؟!
إنه سيذهب إلى المؤسسة الدينية التابعة للفرقة الإسلامية التي سيختارها، في داخل البلاد أو في خارجها، ويعلن إسلامه بالطريقة التي يمليها عليه علماء هذه الفرقة.
أي أن الذي يريد أن يدخل في الإسلام يدخله من باب «التفرق في الدين»، وعلى أساس غياب الفهم الواعي لحقيقة الدين الإسلامي الذي أمر الله اتباعه.
لذلك لم يكن غريبا أن نجد آلاف الذين اعتنقوا الاسلام، من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا..، يقاتلون مع الجماعات والمنظمات الإرهابية دفاعا عن الإسلام، وعن إقامة الخلافة الإسلامية، لأنهم هكذا فهموا الإسلام!!
إن الذين اعتنقوا الإسلام، لم يدفعهم إلى ذلك، حسب تصريحات بعضهم، إلا حب الانتقال من المجتمع المادي المتفكك، الذي يعيش فيه الفرد حياة تافهة، سجين الماديات، قاسي القلب، إلى «المجتمع الإيماني»، حيث الحياة الجادة، التي تسودها المحبة والأخوة في الله، والالتزام والطاعة للأمير، والذي لم يجدوه إلا في تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، الذي أصبح العالم أجمع يخافه، ويعمل له ألف حساب!!
لقد فتح تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» الباب أمام الآلاف الذين استهوتهم فكرة الجهاد من أجل أن يقاتلوا في الحرب المقدسة لإعلاء كلمة الله، فقاموا بتكوين كتائب صغيرة في بلادهم استعدادا للانضمام إلى الجيش الكبير الذي سيعيد الخلافة الإسلامية إلى الأرض.
إن أنصار «داعش»، الذين يتواجدون حاليا على أرض الواقع، في العراق وسوريا وليبيا..، والخلايا النائمة التابعة لهم الموجودة في كثير من الدول العربية والأجنبية، إذا أضفنا إليهم الجماعات الدينية السلفية، والجمعيات الأهلية والمراكز الإسلامية، التي يتسلل أتباعها يوميا بالعشرات للانضمام إلى «داعش» سيبقى من؟! سيبقى من المسلمين:
١- حزب «الكنبة»، و«الشلتة»، وهؤلاء «معاهم معاهم، عليهم عليهم»!!
٢- الذين لا ينتمون إلى جماعات، لأنهم يعتبرون الدين الإسلامي حرية شخصية، يعيش الفرد أحكامه حسب ما يفهمه من القرآن، أو من القرآن والسنة، وما يمليه عليه قلبه، «ورايح فين رايح الشغل، وجي منين جي من الشغل»، لأن العمل عبادة وتقدم وحضارة!!
٣- المفكرون الذين يعيشون الإسلام ترفا فكريا، «كلاما في كلام»، لا علاقة له بسنن التغيير، وإقامة دين الله في الأرض، تاركين هذا التغيير لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
وهذه الطوائف الثلاث، هم أول من سيدفعون ثمن تخاذلهم عن إقامة دين الله في الأرض، وسيكون الثمن هو:
١- إما البيعة والاعتراف بتنظيم الدولة الإسلامية، وأظن أن معظمهم سيبايعون، وهم صاغرون، منافقون!!
٢- وإما القتل، ومصيرهم جهنم، لأنهم تخاذلوا ولم يعدوا العدة التي أمرهم الله بها.
٣- وإما أن يكونوا عبيدا وسبايا وملك يمين، وهذا أفضل اختيار!!
ودليل ذلك قوله تعالى:
« قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ ، وَأَبْنَاؤُكُمْ ، وَإِخْوَانُكُمْ ، وَأَزْوَاجُكُمْ ، وَعَشِيرَتُكُمْ ، وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا ، وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ، وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا ، أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ ، فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ، وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ »
«ولا إيه رأيكم نمسح هذه الآية من المصحف ونخلص»!!
محمد السعيد مشتهري