إن تسمية القرآن للرجل الذي قال: “إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ….”، “وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ….” بـ “شاهد” دليل قطعي على أن هذا الرجل كان حاضرا عندما فتح يوسف الباب فوجد العزيز أمامه. لقد شاهد الرجل الحدث كاملا، ببصره وسمعه، وعلم أن القميص “قُدَّ مِنْ دُبُرٍ”، وأن يوسف بريء، ولكن لإظهار عدم تحيزه إلى أحد الطرفين، خاصة وأنه من أهل امرأة العزيز، أراد أن يقول كلمة حق [وهذا بتأييد من الله تعالى لإظهار براءة يوسف أمام الحضور] فجعل الحكم في هذه القضية يقوم على البرهان المنطقي الذي تشاهده أعين الحضور، فهو أمر غير خفي، فقال: “إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ….”، “وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ….”. إن كل هذه المواقف وقعت في مسرح الحدث، والذي أحدث اللبس عند الكثير هو عدم درايتهم بمسألة “التقديم والتأخير” في السياق القرآني، فجعلوا بين “الشاهد” و”المشهود” فترة زمنية، وهو أمر غريب!!! [يتبع]
* “…. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ”