نحو إسلام الرسول

(429) 15/3/2016 (على هامش تحريم الله الْخَبَائِثَ)

أولا: ليس كل ما حرمه الله تعالى نزل باسمه نص قرآني، كما يعتقد السطحيون، فهناك منظومة من المحرمات لا تقل في حرمتها عن التي نزل بها نص قرآني، ولم تذكر صراحة في القرآن، وتدخل في المعنى العام لقوله تعالى: «وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ».

ثانيا: علينا أن نرجع إلى اللسان العربي، الذي نزل به القرآن، وإلي السياق القرآني، لنقف على تعريف «الْخَبَائِثَ» المحرمة، وخلاصة القول:

إن كل ما ثبت ضرره، علميا أو طبيا، فهو من الخبائث المحرمة تحريما قطعيا، لا شبهة فيه، ومن الخبائث أيضا ما يستقزره الإنسان حسب العرف الاجتماعي، ومنه الروائح الكريهة، و«الغازات» التي تخرج من البطن، وهو ليس موضوعنا.

موضوعنا هو ما ثبت ضرره، علميا أو طبيا، على الإنسان أو على المجتمع.

ثالثا: يجب أن نفرق بين «الخبائث» التي تُفرض على الإنسان من خارجه، ولا حول له فيها ولا قوة، كالتلوث البيئي، وتلك التي يرتكبها الإنسان باختياره، فإذا أخبر الطبيب المريض أن يمتنع فورا عن الدهون والسكريات أصبحت من «الخبائث» المحرمة عليه.

وإذا أجمع علماء وأطباء العالم على شيء فيه هلاك الإنسان، ولو بعد حين، أصبح محرما على الناس جميعا، والمسلم الذي يبلغه ذلك، ويعلمه علم اليقين، ومات مصرا على فعل هذا الخبيث المحرم، مات غير مغفور له، لأنه الله تعالى يقول:

– «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا (فَاحِشَةً) أَوْ (ظَلَمُوا) أَنفُسَهُمْ»

– «ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ»

– «وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ»

إن ارتكاب الفواحش وظلم النفس «معصية»، و«ذنب» لا يغفره الله إلا بـ «التوبة»، ولن يغفر الله ذنوب العاصين إذا أصروا على ارتكابها: «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»

رابعا: ماذا يعني أن يصر المسلم على معصية الله، بظلم نفسه وارتكاب الفواحش، وقد أجمع أطباء وعلماء العالم على أن «السجاير» سمٌ قاتل، عاجلا أم آجلا، وهذه حقيقة لا ينكرها عاقل، لذلك كان الإصرار على ارتكاب ما حرمه الله شرك بالله تعالى وكفر بشريعته، لأنه القائل: «أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ».

خامسا: لن ينفع المسلم المصر على معصية الله شهادة «الوحدانية» التي ورثها عن آبائه، لأن القاعدة العامة للناس جميعا هي قوله تعالى:

«بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً»

«وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ»

«فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»

ولو أن المسلم تاب من بعد سيئته، ما أحاطت به خطيئته!!

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى