نحو إسلام الرسول

(424) 4/3/2016 (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

إننا نرى بالبصر ظاهر الأشياء، ونرى بالبصيرة جوهر الأشياء وحقيقتها، لذلك سمى الله تعالى نصوص آيته القرآنية «بصائر»، لأنها تجعل الإنسان يقف على حقائق الأمور.

«قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ، فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ، وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا، وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ»

لقد استعير الإبصار « فَمَنْ أَبْصَرَ» للعلم، لبيان أن «البصيرة» قوامها «العلم» الذي ينير للنفس طريقها إلى صراط ربها المستقيم، لذلك قال بعدها: «وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا»، فليس كل من أبصر الآيات يملك «بصيرة» فهمها!!

إن الذين ينظرون إلى الدنيا بعيونهم، لا يَرَوْنَ إلا مُتعها وشهواتها وزينتها الظاهرة، وليس كل ما يَسُر القلب من الدنيا يكون خيرا للناس!!

والذين ينظرون إلى الدنيا بعين «البصيرة»، لا يَرَوْنَ إلا زرعها الذي لا تُجنى ثماره إلا في الآخرة، فلا تُسَر قلوبهم إلا بعد رعايته رعاية كاملة، والاطمئنان على جودة ثماره وقبولها، وفق معايير الحساب في الآخرة، وهؤلاء قوم «يوقنون».

«هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ»

وعندما يكون القلب هو الميزان الكاشف لحقيقة هذه الجودة، يكون على الإنسان أن يقف على طبيعة هذا الميزان وضوابطه، وهل يعمل وفق شريعة الخالق، أم وفق شريعة المخلوق.

وكلما ابتعد الإنسان عن شريعة الخالق، لا يرى مصير الأمور وعواقبها، وما في الآيات من عبر وعظات، وكلما اقترب من شريعة المخلوق، ابتعد عن «البصيرة»، فلا يرى حقيقة الأشياء!!

«أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ»

إن الذي يمشي بنور القرآن، يملك «البصيرة» التي تهديه إلى صراط ربه المستقيم، فيزع الزرع الذي يؤتي ثماره بإذن ربه، ويرى الآيات ويأخذ العبر، «لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا»!!

وهناك من المسلمين من يعيشون وسط الآيات وقلوبهم لاهية، ويحافظون على الصلوات وقلوبهم مُعرضة، ويدعون ربهم ليل نهار وقلوبهم قاسية، ثم يقولون:

«مش عارفين الابتلاءات إلي احنا فيها سببها إيه»!!

«أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ، كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا، كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»

محمد السعيد مشتهري

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى