أولا: منذ متى وأنا أتحدث أو أكتب في السياسة المحلية أو الدولية؟!
ثانيا: لقد حزنت حزنا شديدا، عندما أتلف المتظاهرون يوم الجمعة الماضية واجهات المحلات والسيارات، وأظن أن من حقي أن أحزن، فقلت في نفسي:
ما علاقة إتلاف الممتلكات الخاصة والعامة بأزمة الجزيريتن؟!
لقد نسينا رائحة الغاز المسيل للدموع، فمن «المحرض» على هذه المظاهرات إلا الجماعات الدينية، التي تريدها خلافة إسلامية، بعد أن فشلت أول مرة؟!
هكذا كنت أفكر، كمتخصص في تاريخ الإسلام السياسي للفرق والمذاهب والجماعات الدينية، وفرق كبير بين «السياسة»، «والإسلام السياسي»!!
فهل كان حزني أن تدخل البلاد مرة أخرى إلى دائرة العنف عملا سياسيا؟!
ثالثا: عندما قلت: «مخطئ» من لا يعترف بجميل رئيس الدولة على الشعب المصري، أن أنقذه في الوقت المناسب من فتنة ترك أرضه كلها، وليس فقط «جزيرتان»
لم أكن أقصد «أنقذه من يد جماعة بعينها»، وإن كان هذا هو الظاهر، وإنما كنت أرى وراء هذا الظاهر مصيبة كبرى ستحدث لمصر وشعبها، بعد أن شاهدت في «١٥-٦-٢٠١٣» المؤتمر الذي عُقد في الصالة المغطاة، لتأييد الشعب السوري، والدعوة إلى الجهاد لنصرته، والذي حضره رئيس الدولة وقتها، بالتحالف مع جميع الجماعات الدينية المتطرفة، التي أعلم تاريخها الدموي جيدا!!
هذا ما أراه وأعلمه عن هذه الجماعات، التي تنادي جميعها «وليس جماعة بعينها» بالجهاد لعودة الخلافة الإسلامية، وأنها لا تتحالف إلا من أجل تحقيق هذا الهدف فقط، ولو كان هذا التحالف استمر أكثر من ذلك، لسلم مصر وشعبها لداعش، لتكتمل زوايا المثلث، تماما كما فعل المجاهدون الأفغان، وقد كنت مراقبا وقتها، ثم بعد أن انتصروا سفكوا دماء بعضهم بعضا!!
هذا ما دفعني أن أقول، عن ما أعتبره «جميلا»، وهذا حقي، لذلك وضعته عنوانا للمنشور، قلت عن رئيس الدولة أن أنقذ شعبه في الوقت المناسب من فتنة ترك أرضه كلها، وليس فقط «جزيرتان»!!
إذن أنا لا أتحدث عن سياسة محلية أو دولية، ولا عن جزر، وإنما عن إفساد في الأرض يحدث باسم جماعات وتحالفات إسلامية، ولكن لا يرى إفسادها على مستوى العالم إلا أهل البصيرة!!
وهذا ما قلته بعدها: «بعد أن تعثوا فيها الجماعات والمنظمات الإرهابية فسادا»، ولم أخص جماعة بعينها!!
ثم قلت: «ثم ينتظر الشعب على حدودها، حتى تأذن البلاد المجاورة بقبوله لاجئًا»!!
إذن أنا أتحدث عن رؤية أوسع بكثير من رؤية بعض الأصدقاء المحدودة المرتبطة بحدث سياسي لا علاقة للمنشور به، ودليل ذلك قولي عن رئيس الدولة:
«أنقذه في الوقت المناسب من فتنة ترك أرضه كلها، وليس فقط جزيرتان»!!
وقولي: «جاهل» من يظن أني أدافع عن سياسة رئيس الدولة وحكومته، أو عن جزر مصرية كانت أم سعودية»!!
فماذا يفهم العقلاء، أهل البصيرة، من هذه الجملة؟!
وما علاقة كلامي هذا بالسياسة أو بأزمة الجزيرتين؟!
أين وجد الأصدقاء في المنشور دفاعي عن ملكية الجزيرتين للسعودية أو لمصر؟!
على كل حال:
شكرا لمن قرأ ولم يتدبر
وشكرا لمن تدبر وغلبه الهوى
وشكرا للأصدقاء «الترانزيت»
محمد السعيد مشتهري