نحو إسلام الرسول

(420) 21/2/2016 (حوار العقلاء، وسقوط السلفية المذهبية)

 المحاور: أنتم ليه بتقدسوا الأحاديث التي نسبها الرواة إلى النبي؟!

# الشيخ: احنا لا نُقدّسها!!

* المحاور: طيب ليه مش عايزين تنتقدوها، وتتبرؤوا من الضعيف منها؟!

# الشيخ: تعالى معايا المكتبة وأنا أطلع لك عشرين تلاتين ألف صفحة كتبها علماء طول أطوار التاريخ لنقد صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وغيرهما من كتب الحديث، إحنا نقدناها كويس جدا جدا، ولم نحترم مجهود المحدثين ونقدره إلا بعد دراسة أحاديثهم ونقدها، ولا نستطيع التبرؤ من الضعيف منها، لأنه قد يأتي اليوم الذي يصحح فيه العلماء ما ضعّفناه!!

= التعليق: هذا دليل على أن هذه الأحاديث التي حملها ما يُسمى بالمصدر الثاني للتشريع، قد آتاها الباطل من بين يديها ومن خلفها، منذ ولادتها، وقد تم نقدها على مر العصور، ومازال، فكيف تكون مصدرا تشريعيا إلهيا واجب الاتباع؟!

* المحاور: طيب ليه أصح كتاب عندكم في الحديث هو صحيح البخاري؟!

# الشيخ: لأن الإمام البخاري قام بمجهود علمي كبير وعظيم في تحقيق الأحاديث، واشترط مقابلة الرواي لمن روى عنه، ولف العالم علشان يتأكد من صحة السند!!

= التعليق: لقد توفي البخاري سنة «٢٥٦هـ»، أي في منتصف القرن الثالث الهجري، إذن فهذه شهادة من «السلفية المذهبية»، أنه حتى القرن الثالث الهجري، لم يكن هناك كتاب واحد للأحاديث النبوية معتمد من الخلافة الإسلامية، يمنع أي تلاعب أو نزاع حولها، فكيف تكون مصدرا تشريعيا إلهيا واجب الاتباع؟!

* المحاور: يعني كل الأحاديث اللي في البخاري قطعية الثبوت عن النبي؟!

# الشيخ: لأ طبعا، أغلب الأحاديث اللي في البخاري ظنية الثبوت عن رسول الله، الكلام ده كل علماء المسلمين عارفينه.

* المحاور: شفت، أديك اعترفت أهو؟!

# الشيخ: اعترفت بإيه يا صديقي، بقول لك ده أمر مستقر يعرفه كل من له أدنى اتصال بعلوم الحديث، معظم الأحاديث ظنية الثبوت عن رسول الله، سواء كانت عند الإمام البخاري أو عند غيره من الفرق الأخرى!!

* المحاور: يبقى مش لازم نعمل باللي فيها طالما هي ظنّية، وأكيد سبب هذه الظنية عدم تدوينها في حياة النبي، مش كده ولا إيه؟!

# الشيخ: لأ، الظن بيُعمل بيه في مقابلة الوهم، ولا يُعمل بيه في مقابلة القطع، يعني لو عندي دليل ظني ومافيش أمامه قطعي بعمل بالظني، ولو الظني يعارضه القطعي، هنا بشوف: لو قدرت أفهم كل واحد فيهم على وجه يصححه يبقى كويس، ماقدرتش يبقى أترك الظني وأعمل بالقطعي.

= التعليق: وصلنا إلى التهافت الآيل للسقوط، فالقرآن هو النص الإلهي الوحيد القطعي الثبوت عن الله تعالى، والشيخ يقول: «لا يُعمل بالظني في مقابلة القطع»، ويقول: «لو عندي دليل ظني ومافيش أمامه قطعي بعمل بالظني»، وقد سبق أن قال إن أغلب الأحاديث ظنية الثبوت، إذن فلا حجية لها ولا وزن في دين الله تعالى!!

مثال: عقوبة الزنى في القرآن هي «الجلد»، ولم يفرق الله تعالى في هذه العقوبة بين بكر وثيب، ولا بين محصن وغير محصن، إذن فما حجية عقوبة «الرجم» التي ابتدعها أئمة السلف، والتي نقلها الرواة عن عصر الرسالة، بالتواتر أو الآحاد، وهو نقل بشري، يستحيل أن يرقى إلى مستوى حجية النص القرآني، المنزل من عند الله تعالى؟!

* المحاور: ولماذا كل هذه الإشكاليات في إثبات حجية هذه الأحاديث، خاصة وأن هناك اختلاف حول تدوينها في حياة النبي، بل هناك من أئمة الحديث من يقولون إن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أصلا عن تدوينها، فكيف يدوّنوها؟!

# الشيخ: النبي نهى عن تدوين الحديث في بداية الإسلام، فلم يكن المسلمون قد تعرفوا على أسلوب القرآن الجديد عليهم، فأراد النبي صرف همتهم لحفظ القرآن وتدوينه، وبعد استقرار تدوين القرآن، أمر النبي بتدوين الحديث!!

* المحاور: الحقيقة هذا الكلام ليس عليه برهان، فلو أن الصحابة كتبوا «الأحاديث النبوية» في عهد الرسول، لجمعوها كلها في كتاب واحد، ولورث المسلمون هذا الكتاب إلى يومنا هذا، فأين هذا الكتاب؟!

# الشيخ: هذه مشيئة الله، والله لا يُسأل عما يفعل!!

= التعليق: وسقطت «السلفية المذهبية»، وبرهان سقوطها، أنهم عندما لا يملكون الحجة للرد على «حوار العقلاء»، يُلقون بأنفسهم إلى التهلكة، وهم يقولون: إنها إرادة الله، والله لا يُسأل عما يريد!!

محمد السعيد مشتهري

ملاحظة: لقد قمت بالرد على هذه الشبهات، التي دائما تثيرها «السلفية المذهبية»، في أكثر من مقال على هذه الصفحة، منها:

١- «هل حفظ الله الأحاديث النبوية كما حفظ النص القرآني»
٢- «طاعة الرسول في القرآن وليست في روايات كتبت بعد وفاته بقرن ونصف»
٣- «هل فسر النبي القرآن بمرويات «السنة النبوية»
٤- «بيان من رسول الله إلى المسلمين اليوم»
٥- «القرآن أمر بطاعة الرسول واتباعه لا الفقهاء والمحدثين»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى