أولا: علينا أن ندرك أن المسلمين، بجميع توجهاتهم الفكرية المختلفة، في أزمة حقيقية مع الله تعالى، لتخليهم عن مسئوليتهم في الشهادة على الناس، فهم يحملون كتابا إلهيا، جعله الله «آية قرآنية»، قائمة بين الناس إلى يوم الدين، حتى لا يأتي أحد يوم القيامة ويقول: «مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ»، وأمرهم فيه بإخراج الناس من الظلمات إلى النور، فلم يفعلوا!
ثانيا: إن مشكلة التوجهات الدينية المختلفة، «السلفية وغيرها»، أنها ظنت أن تأليف الكتب، وإلقاء الخطب المنبرية بالفهم الواعي لآيات الذكر الحكيم، وكتابة المقالات في الحداثة والمعاصرة، وإنشاء الصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي في نقد السلفية، وبيان وجوب الاكتفاء بالقرآن..، ظنوا أن ذلك هو نهاية الطريق، والحقيقة عكس ذلك تماما.
ثالثا: بعد أن ندرك مشكلة المسلمين الحقيقية، علينا أن نبحث لها عن حل، والحل في يد من يملكون الملايين من الأموال، لأننا في حاجة إلى ترجمة المشاريع الفكرية إلى «أعمال صالحة»، لا تقل في جودتها عن المشاريع العالمية، في مجالات التقنيات الحديثة، التي لا يستغنى عنها الناس.
رابعا: لن يستطيع المسلمون تغيير ما بأنفسهم وهم فرادى: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»، والذئب هو إبليس، فالله تعالى عندما تحدث عن سنن التغيير خاطب القوم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ».
خامسا: لذلك لا مفر من إقامة مجتمعات إيمانية تعين المسلمين على التغيير، تضم خبارات علمية في مجالات التقنيات الحديثة، يعيش أفرادها القرآن سلوكا علميا وعمليا، بحيث تكون نواةً لمشاريع أكبر وأكبر، يقوم على إدارتها من يعلمون معنى «الإيمان والعمل الصالح».
محمد السعيد مشتهري