وهكذا، ولأول مرة على هذه الصفحة، يحدث هذا الحراك الفكري الجدلي، الذي كان لأصحاب القراءات الشاذة للقرآن أثر كبير فيه، وانعكس ذلك على تعليقات التابعين المقلدين لهم، وكنت أتمنى أن أجد تعليقا علميا واحدا يخالفني الرأي، استنادا إلى آيات الذكر الحكيم، في إطار موضوع المنشور، وحول قوله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ».
وسأضرب مثالين فقط، لبيان أن من خالفني الرأي لا يعلم شيئا عن مشروعي الفكري، ولذلك عندما سألت أحدهم عن ماذا يعلم عن «منظومة التواصل المعرفي»، ذهب يبحث عنها، وللأسف جاء بمعلومات مغلوطة.
يقول الصديق Ahmed Nabeul ضمن تعليقاته المرسلة:
«وأدعو الله أن يوفقكم إلى إصلاح بناء المنظومة، باعتبار القرءان الكريم المرجع اللساني الوحيد المحفوظ خلافا لمعاجم قول البشر المبنية على الترادف والإختلاف إذ لا يمكن اعتمادها قاعدة للتدبر ضمن منظومة التواصل».
سأعطيك مثالا واحدا، من مئات الأمثلة، التي يستحيل أن تفهمها دون الاستعانة بـ «منظومة التواصل المعرفي»، وإذا أردت مزيدا من الأمثلة، فاستمع إلى حلقات «نحو إسلام الرسول»:
يقول الله تعالي في سورة طه (الآية ٨٧):
«قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ»
هل تستطيع أن تشرح لنا معنى هذه الكلمات: «أَوْزَارًا» – «زِينَةِ الْقَوْمِ» – «فَقَذَفْنَاهَا» – «السامري»، بالاستعانة بالقرآن فقط؟!
أرجو الإجابة بلا أو بنعم، وإذا كانت (نعم) فاشرح لنا الآية استنادا إلى آيات الذكر الحكيم!!
ويقول الصديق Ahmed KH
«ثانيا: يقول السيد مشتهري ان لفظ الخمار غير وارد قرءانيا لهذا لابد من الاستعانة بمنظومة التواصل المعرفي .. وهنا نقول لو دقق قليلا لوجد ان الخمار هي من الخمر والخمر لفظ موجود قرءانيا..»
وهذه أيضا عينة من المنهج العشوائي الذي تعلمه التابعون المقلدون لأصحاب القراءات الشاذة للقرآن.
فالكلام الذي قلته في المنشور هو: «فإذا أردنا أن نقف على معنى هذا (الخمار) فلن نجده في كتاب الله، ولا سبيل أمامنا لمعرفة معناه إلا أن نستعين بـ «منظومة التواصل المعرفي»، وما حملته من معاجم اللسان العربي، وقد أجمعت على أن (الخمار) هو الثوب الذي كانت المرأة تغطي به رأسها فقط في الجاهلية!!
أما الصديق، فيفتري عليّ الكذب ويقول: «يقول السيد مشتهري (إن لفظ الخمار) غير وارد قرءانيا!!
فهل هناك فرق بين ما قلته وهو: «فإذا أردنا أن نقف على (معنى هذا الخمار) فلن نجده في كتاب الله»، وبين ما قاله
طبعا أصحاب المنهج العشوائي سيجيبون: لا فرق!!!!!!
وأعتذر عن عدم الرد على باقي التعليقات لأنني للأسف لم أجد شيئا يستحق الرد!!
محمد السعيد مشتهري