نحو إسلام الرسول

(402) 19/12/2015 (المقابل الكوني، آيات إلهية، وليس جماعات دينية)

صديقي العزيز، المهندس فتحي عبد السلام، وهو من دعاة الجماعة الإسلامية الأحمدية، كتب تعليقا على مقال: «حجية القرآن ليست في نصوصه فقط وإنما في مقابلها الكوني»، هو في الحقيقة ليس تعليقا على ما جاء في المقال، وإنما دعاية للجماعة الأحمدية وتوجهاتها الفكرية!!

وكنت أتمنى أن يكون التعليق على ما ورد في المقال من أفكار وأسانيد قرآنية، فهذه الصفحة، كما يعلم أصدقاؤها، ليست للدعاية للتوجهات الفكرية الأخرى، فمن يريد التعرف على هذه التوجهات عنده شبكات التواصل الاجتماعي مفتوحة على مصراعيها!!

أولا: يقول المهندس فتحي: «حفظ الذكر هو حفظ النص بشكل استحال معه تحريفه، وعندما لا يبقى من القرآن سوى رسمه، فالحفظ هو مجيء رجل مسلم مطهر مس القرآن ففتح الله المعنى، ويتبين قدر القرآن وجلاله بشكل من تحقق به وفنى فيه أذاقه الله معنى أنه معه. خليفة منا يصحح»!!

أقول: ولد الميرزا غلام أحمد مؤسس الجماعة الأحمدية بقاديان في الهند، عام «١٢٥٥هـ»، أي في منتصف القرن الثالث عشر الهجري، وتوفى عام «١٣٢٦هـ»، أي في القرن الرابع عشر الهجري.

والسؤال: إذن فمن هو الرجل المسلم الذي طهر الله روحه، فعندما مس المصحف قلبه فتح الله عليه معانيه، فحفظ القرآن بعد وفاة النبي، حتى ظهر مؤسس الجماعة الأحمدية في القرن الثالث عشر الهجري؟!

هل عندما قال الله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» كان معناه أن يبدأ حفظ الذكر في القرن الثالث عشر الهجري عندما يظهر الميرزا غلام أحمد، لأن قبل هذا لم يكن هناك من طهر الله روحه ليحفظ هذا الذكر؟!

ثانيا: يقول المهندس فتحي: «المقابل الكوني لو صح التعبير هو شخص يحفظ القرآن في صدره وله تقوى وحب لله وكره المعصية ونقاء في النية فيهبه الله فهم الغوامض أيضا…»!!

أقول: إن المتابع لفكر الجماعة الأحمدية، يعلم أنه يقوم على توظيف معظم الآيات القرآنية لإضفاء الشرعية، بل وأقول القدسية، على مؤسسها، فها هم يجعلون آيات الآفاق والأنفس المشاهدة، المقابلة لآيات القرآن المقروءة، في شخص الميرزا غلام أحمد وخلفائه!!

فعندما يقول الله تعالى: «سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ..»، يجعلون الضمير في «أَنَّهُ الْحَقُّ» يعود إلى الميرزا غلام أحمد، وليس إلى القرآن!!

ثالثا: يقول المهندس فتحي: «لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ما عدا بعث ابن مريم نائبا عن محمد، لأن عودة الرسل للدنيا محال فيرسل الله صورة مرآتية: مجددا للدين الحق والخلق الطاهر ليظهر الله دين السمو على كل دين.. وهذه البعثة مذكورة في كتاب الله العميق المعاني، ولكل متدبر متطهر جاءه البيان ممن تطهر فمس القرآن أن يلمس ذلك… إلى آخره»!!

أقول: الحقيقة سأترك القارئ يجيب بنفسه على ما هي العلاقة بين الآيات القرآنية التي استدل بها المهندس فتحي، وأن الله جعل ميرزا غلام أحمد نائبا لنبيه محمد، ولماذا لم يظهر للنبي نائب حتى جاء مؤسس جماعة الأحمدية؟!

رابعا: يقول عن قوله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»: «والحفظ حفظ النص وحفظ نسخة تطبيقية حية في هيئة رجل صالح، وعندما يعتو الشيوخ تفسيرا فلا بد لله من رد يدمر باطلهم تدميرا، لذلك وفى الله بوعده في القرآن وبعث وبعث مسيحه ففسر، ويالروعة مافسر»!!

أقول: إن الفتنة التي يعيش بداخلها أعضاء الجماعة الإسلامية الأحمدية، أنهم يعتقدون أن الدليل على نبوة الميرزا غلام أحمد «بالنيابة»، هو تفسيره للقرآن، وأنه أتى بما لم يأت به من قبله، ولن يأت به من بعده!!

وهل يعقل أن يترك الله تعالى الناس للباطل، الذي أتى به المفسرون بعد وفاة النبي، انتظارا لبعثة الرجل الصالح الميرزا غلام أحمد في القرن الثالث عشر الهجري؟!

لقد قمت بالرد على ما أثاره المهندس فتحي حول موضوع المقابل الكوني، أما عن نقد ونقض فكر الجماعة الإسلامية الأحمدية فهناك عشرات الدراسات التي قامت بذلك، ومنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي.

«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى