ويدّعي هؤلاء أنهم استطاعوا، بالحسابات الرياضية، أن يعيدوا شهر (النسيء) إلى مكانه، وها هم اليوم لا يصومون ولا يحجون حسب التقويم القمري الذي عرفه الناس، منذ خلق الله السماوات والأرض، وإنما يتبعون (النسيء)!!
فتعالوا نتعرف على قصة هذا (النسيء)، وأين وردت هذه الكلمة في كتاب الله، وهل يسمح السياق القرآني الذي وردت فيه بالتلاعب في التقويم القمري؟!
لقد كانت معايش العرب تقوم على الحروب والصيد، بالإضافة إلى رحلتي الشتاء والصيف، ومع تمسكهم بحرمة القتال والصيد في الأشهر الحرم، اتباعا لما ورثوه عن ملة أبيهم إبراهيم، وهي: (ذو القعدة ـ- ذو الحجة -ـ محرم / ثم رجب)، إلا أن مصالحهم الدنيوية كانت تتعارض أحيانا مع الكف عن القتال وعن الصيد ثلاثة أشهر متتابعة من الأشهر الحرم، خصوصا وأن بعض القبائل كانت تكره التوقف عن القتال، إذا حل الشهر الحرام، ثم استكماله بعد ذلك في الأشهر الحلال!!
لقد ظهر من يفتي أهل الجاهلية بشهر (النسيء)، و(النسيء) كلمة مشتقة من مادة (النَّسَاء)، وتعني تأخير شيء عن وقته، يقول ابن منظور في لسان العرب: «وَنَسَأَ الشَّيْءَ يَنْسَؤُهُ نَسْأً وَأَنْسَأَهُ: أَخَّرَهُ..، وَالنَّسِيءُ: شَهْرٌ كَانَتِ الْعَرَبُ تُؤَخِّرُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَنَهَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ)».
وفي الجاهلية كانت العرب تؤخر تحريم شهر (محرم) إلى (صفر)، أي أنهم استحلوا شهر (محرم)، وهو من الأشهر الحرم، وحرموا شهر (صفر) وليس من الأشهر الحرم، فإذا احتاجوا إلى تأخير تحريم (صفر) أخروه إلى (ربيع الأول)..، وهكذا، يؤخرون شهرا بعد شهر…، مع الاحتفاظ بعدد الأشهر الحرم الأربعة: «لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ»، فنزل القرآن بتحريم هذا (النسيء)، ووصف أصحابه ومن اتبعوهم بالكفر، فقال تعالى في الآية (٣٧) من سورة التوبة:
«إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ».
لقد نزل القرآن يصحح عقائد وشرائع كانت العرب عليها في جاهليتهم، ومن ذلك عقيدة (النسيء) التي يرى البعض اليوم ضرورة إعادتها، مع أن الله وصفه بـ «زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ»، وأنه «يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا» وسواء قرأت كلمة (يُضَلُّ) بصيغة المبني للمجهول، فيكون المضلِّل مجهول، أو بضم الياء وكسر الضاد (يُضِلُّ) فيكون المضلِّلُ هم الكافرون، أو بفتح الياء وكسر الضاد (يَضِلُّ) فيكون النسيء هو نفسه الذي يضل الناس، فإن النتيجة واحدة: كفر الذين ابتدعوه والذين اتبعوه!!
إن افتتاح الآية بقوله تعالى «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ»، استئناف بياني يتعلق بالآية التي قبلها، وهي قوله تعالى (الآية ٣٦):
«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ».
إذن فهناك علاقة بين تحريم العمل بـ (النسيء)، الوارد في الآية (٣٧)، وبين (الأربعة الحرم)، التي وردت في الآية (٣٦)، وقوله تعالى بعدها: «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً»، ولكي نفهم هذه العلاقة علينا أن
نتدبر سياق سورة التوبة من أوله، وقوله تعالى:
«بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِين» (١).
«فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ» (٢).
لقد اعتاد المشركون نقض المعاهدات، وخيانة المسلمين والاعتداء عليهم في (الأشهر الحرم)، فنزلت الآيات تعلن براءة المسلمين منهم ومن معاهداتهم، وتمنحهم فترة أمان (أربعة أشهر)، يعيدون خلالها النظر في اعتداءاتهم المتكررة على المسلمين، وإلا فليستعدوا للحرب والقتال.
لقد أعطت الشريعة القرآنية الأمان للمشركين المعتدين الناقضين لعهودهم، وجعلتهم يتحركون بين المسلمين مطمئنين، يحرم على المسلم أن يمسهم بسوء: »فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»، ولم تعاملهم بمثل خيانتهم، ولم تعتد عليهم وهم غافلون، وتركتهم (أربعة أشهر) يستعدون للقتال، فأين المغيبون عن هذه الحقائق، الذين يدّعون أن الإسلام انتشر بحد السيف؟!
لقد أمر الله رسوله أن يبين للناس نقض المشركين للمعاهدات، وأن يعلن ذلك يوم تجمعهم على عرفات، ليكون هذا اليوم بداية فترة الأمان الممنوحة للمشركين، وهو يوم التاسع من ذي الحجة، يوم الحج الأكبر، والتي تنتهي يوم التاسع من ربيع الثاني، فيقول الله تعالى:
«وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» (٣).
فإذا انتهت (الأربعة أشهر)، يصبح من حق المسلمين قتال المشركين الناقضين لعهودهم، في أي مكان وجدوا فيه، إلا الذين أعلنوا توبتهم وإسلامهم، فهؤلاء يتوقف المسلمون عن قتالهم، فيقول الله تعالى:
«فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (٥).
ولكن لماذا وصف الله (الأربعة أشهر)، المهلة الممنوحة للمشركين، بـ (الأشهر الحرم)؟!
والجواب: لأن الله حرم القتال فيها، وقد كان هذا التحريم تحريما استثنائيا خاصا بنقض المشركين للمعاهدات، ولم يكن تشريعا عاما ثابتا كالذي ورد في (الآية ٣٦)، في سياق بيان عدة الشهور، فقال تعالى: (مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، وبرهان ذلك ما يلي:
أولا: إن (الأربعة الحرم) التي وردت في سياق (الآية ٣٦) هي أشهر ثابتة، لا تتقدم ولا تتأخر: «يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ»، وهي: (ذو القعدة ـ- ذو الحجة -ـ محرم / ثم رجب)، أما المهلة الممنوحة للمشركين، (الأربعة أشهر)، فمن بينها (صفر، وربيع الأول، وربيع الثاني)، وهذه ليست من الأشهر الحرم، بشهادة السياق القرآني، و«منظومة التواصل المعرفي».
ثانيا: قوله تعالى: «فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ»، دليل على أن هذه الأشهر الحرم المنسلخة هي نفسها فترة الأمان (الأربعة أشهر) الممنوحة للمشركين، بدليل أنه بانتهاء فترة الأمان، أي بانسلاخها، يحق للمسلمين قتال المشركين، وهذا ما نص عليه السياق فقال تعالى: «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ».
ونلاحظ أن قوله تعالى: «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ« جاء ردا على عدوانهم أول مرة، وخيانتهم وقتلهم المسلمين، وهذا ما بينته الآية (١٣) فقال تعالى مخاطبا المسلمين:
«أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».
تدبر قوله تعالى: (وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ)، وهو من الأدلة قطعية الثبوت عن الله عز وجل، قطعية الدلالة، على أن المسلمين يستحيل أن يكونوا معتدين، كما يفعل اليوم أئمة الإرهاب والتكفير، الذين يعتبرون التفجيرات، سواء كانت انتحارية أو غيرها، سلاحا رادعا لإرهاب عدوهم، من العسكريين أو المدنيين، وهي في الحقيقة خيانة عظمى للدين الإسلامي، الذي ارتضاه الله للناس جميعا.
ثالثا: إن الله تعالى لم ينص على أن الأشهر (الأربعة الحرم) متتابعة، فقد قال تعالى: «مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»، ولكن أين هي هذه الأربعة الحرم، بين باقي الأشهر، هذا ما نقلته لنا «منظومة التواصل المعرفي»، وقد سبق بيان ذلك، ولو أراد الله التتابع لنص على ذلك صراحة، كما نص عليه في سياق الحديث عن القتل الخطأ، فقال تعالى: «فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ».
رابعا: هناك ما يُعرف في علم السياق القرآني بأقرب مذكور، فعندما يقول الله تعالى: «فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ»: (الآية ٥)، فعلينا أن نبحث عن أقرب مذكور يتحدث عن هذه الأشهر، فسنجده في قوله تعالى (الآية ٢): »فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ«، ونلاحظ أن (أربعة أشهر) جاءت غير معرفة، فكيف نقول إنها هي التي عرفها الناس من لدن آدم عليه السلام، لذلك لا يعقل أن نذهب إلى أبعد مذكور، وهو قوله تعالى: «مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»: (الآية ٣٦)، الذي جاء لبيان ثبات وإحكام عدة الشهور، وأنها لا تتبدل ولا تتغير، منذ خلق الله السماوات والأرض!!
إن المرجع الوحيد لفهم الإشارات القرآنية المتعلقة بالآيات الكونية، حسب مشروعي الفكري، هم علماء الفلك، ولم يخرج علينا أحد من علماء العالم، منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا، يشكك في صحة تواصل الأشهر العربية وصحة الأهلة التي يعرفها المسلمون!!
إن تحديد ميقات الشهر العربي يعتمد على التقويم القمري، وليس الشمسي، أي يعتمد على «الأهلة»، وبرهان ذلك قوله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ»، فلا علاقة بين التقويم القمري وفصول السنة الشمسية!!
الآن أعود إلى قوله تعالى في (الآية ٣٦): «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً»، الذي ورد في سياق الحديث عن عدة الشهور، وعلاقته بـ (الأربعة الحرم)، وبما ورد بعدها من تحريم العمل بشهر (النسيء)، فأقول:
إن افتتاح (الآية ٣٦): «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا..» بحرف التوكيد (إِنَّ) بعد هذا السياق الطويل، (الآيات ١ ـ-٣٥) الذي تحدث عن نقض المعاهدات، والأحكام المنظمة للعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين المحاربين المعتدين..، إن حرف التوكيد هذا جاء للفت النظر إلى جريمة كبرى أضافها المشركون إلى جرائمهم، وهي خيانة المسلمين والاعتداء عليهم في الأشهر الحرم، ولذلك أمر الله المسلمين أن يقاتلوهم في هذه الأشهر الحرم: «وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً»!!
ثم أضافوا جريمة أخرى تتعلق بهذه الأشهر الحرم، وهي جريمة (النسيء)، فقال تعالى (الآية ٣٧): «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ..»، وبنزول هذه الآية تكون بدعة (النسيء) قد انتهت إلى الأبد، ولم يعد لشريعة الجاهلية وجود.
لقد عادت أسماء الشهور إلى ما كانت عليه قبل التلاعب بها، وأصبح شهر رمضان يدور على كافة الفصول، وكذلك شهر الحج، وتوفي النبي وقد أصبحت هذه الأشهر من الدين القيم، المحفوظ بحفظ الله لنصوص «آيته القرآنية».
«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»
ملاحظة هامة:
الأخوة الأصدقاء الذين يخالفونني الرأي:
عند التعليق، برجاء تحديد الجملة التي وردت في المنشور، ووجه الاعتراض، وما يؤيد هذا الاعتراض من كتاب الله، علما أن ما كتبته في هذا المقال هو عن مفهوم «النسيء» كما ورد في سياق سورة التوبة، ويستطيع القارئ الكريم أن يتعرف على كافة التوجهات الفكرية المخالفة بمجرد كتابة كلمة (النسيء) على محرك البحث، فأرجو عدم التفرع في تعليقاتكم إلى موضوعات قد قتلتها بحثا، ولم أجد لها سندا قرآنيا.
معلومات:
* لِّيُوَاطِئُوا: الموطأة الموافقة، أي يفعلون ذلك ليوافقوا عدد الأشهر الحرم فتبقى أربعة، فقد كان العرب يحتفظون بعدد الأشهر الحرم، والعدد في ذاته ليس له أهمية في الدين، وإنّما هو تابع لتعيين الأشهر الحرم.
* الاستئناف البياني: هو الجملة الواقعة جوابا على سؤال مقدر، فكأن سائلا سأل: ما هو (النسيء)؟! فجاء الجواب: «إِنَّمَا النَّسِيءُ …»، فالجملة الاستئنافية وإن كانت منقطعة عن سابقتها، إلا أنها تأتي لإتمام الفكرة السابقة أو لتفسيرها وتعليلها.