نحو إسلام الرسول

(395) 21/11/2015 (القرآن أمر بطاعة الرسول واتباعه لا الفقهاء والمحدثين)

يعتقد البعض أنني عندما أستند في مقالاتي إلى أمهات كتب المؤرخين والمحدثين، لإثبات أن ما يُسمى بـ «المصدر الثاني للتشريع» ما هو إلا تراث بشري لا علاقة له بدين الله تعالى، أكون بذلك قد خالفت مشروعي الفكري القائم على تدبر منظومة النص القرآني، وهذا الفهم غير صحيح، ذلك أن تدبر القرآن يجب أن يقوم على منهجية علمية، تحمل أدوات لفهم آياته، ويشترط أن تكون هذه الأدوات مستنبطة من ذات النص القرآني، فما هي أدوات فهم القرآن حسب مشروعي الفكري؟!

خلال رحلتي من «الإيمان الوراثي» القائم على التقليد بغير علم، إلى «الإيمان العلمي» القائم على الحجة والبرهان، قررت أن لا أستعين بأي مصدر معرفي خارج حدود القرآن، وذلك خلال تدبري لنصوصه، فكان أول إشكال وقف عقبة أمام هذا القرار هو:

لقد نزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، وتعلم العرب هذا اللسان في البيئة التي تربوا فيها إلى يومنا هذا، أي من مصدر معرفي خارج حدود القرآن، إذن فهناك أدوات يجب الاستعانة بها من خارج القرآن لفهم نصوصه، فكان عليّ أن أعيد صياغة هذا القرار وأقول: النص القرآني بالإضافة إلى «اللسان العربي».

وعلى أساس هذه المنهجية العلمية أضفت إلى «اللسان العربي» أدوات أخرى هي: ١- السياق القرآني ٢- آليات عمل القلب: آليات التفكر والتعقل والتدبر والتفقه والنظر ٣- منظومة الآيات الكونية في الآفاق والأنفس ٤- منظومة التواصل المعرفي.

إن «منظومة التواصل المعرفي» هي ما يُميز مشروعي الفكري عن سائر التوجهات القرآنية الأخرى، وهذا الاسم ودلالاته من إبداعي، فلم يسبقن إليه أحد، لذلك عندما ظن الأستاذ جمال البنا أني من القرآنيين، وقال في مقال له منشور على صفحة شفاف الشرق الأوسط، بتاريخ ١١ مارس ٢٠٠٥م:

«فالقرآنيون في القاهرة كان البارز فيهم الدكتور صبحي منصور والدكتور مشتهري (ابن الشيخ مشتهري الذي كان رئيسا للجمعية الشرعية) وكل واحد منهم آوى إلى الظل بعد فترة من النشاط»، ثم أعاد الأستاذ جمال البنا نشر ذلك في جريدة «المصري اليوم» عام ٢٠٠٧م، فأرسلت إليه ما يُبيّن الاختلاف الجذري بين مشروعي الفكري والتوجهات القرآنية الأخرى، فقام بتصحيح ما سبق أن نشره، وكتب في مقال له بعنوان «دلالات تدهور الفتوى»:

«صديقي الكاتب الإسلامي المحقق الدكتور محمد المشتهري عاتب علي لأنني أدرجته في «القرآنيين» – المصري اليوم، ٤- ٦- ٢٠٠٧، وكتب إلي أن القرآنيين لهم آراء أخري، خلاف إنكارهم السنة هو براء منها، الحق أنني لم أكن أعرف هذه الجزئية، وبالتالي فلا يكون منهم، معذرة يا صديقي».

ثم نشرت جريدة «المصري اليوم» في ٩- ٦- ٢٠٠٧ أيضا توضيحا لذلك بعنوان «مشتهري: لست من القرآنيين.. وأرفض فكرهم»!!

فلماذا شغلت القارئ الكريم ببيان ما سبق؟!

لأنه مع وضوح الفرق الذي يُميز مشروعي الفكري عن سائر التوجهات القرآنية الأخرى، مازلت محسوبا على «القرآنيين»!!

فتعالوا نضرب بعض الأمثلة المثبتة لحجية «منظومة التواصل المعرفي»، وأن الكلمة القرآنية (اسم – فعل- حرف)، يستحيل فهمها بمعزل عن هذه المنظومة المعرفية، فكيف عرفنا دلالات الأسماء والصفات: تفاحة ـ كرسي ـ شجرة ـ بحر ـ كلب ـ شمس – أبيض ـ ساخن …، وكذلك الأفعال: يأكل ـ يمشي ـ يضرب ـ يذبح ـ يقوم ـ يركع ـ يسجد…، إذا لم نشاهد هذه المسميات، وهذه الكيفيات بأعيننا، خارج النص القرآني؟!

لقد تعلم الإنسان كيف يدفن الموتى بمواراة الجسد في باطن الأرض، يقول الله تعالى: «فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ»، ثم تواصلت هذه الكيفية عبر هذه المنظومة المعرفية إلى يومنا هذا.

وتعلم نوح، عليه السلام، صناعة الفلك بوحي من الله تعالى: «فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ اصْنَعْ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا» ثم تواصلت هذه الصناعة بين الناس وتطورت عبر هذه المنظومة المعرفية.

وتعلم الإنسان كيف يصنع دروع القتال، فيقول الله تعالى عن سليمان عليه السلام: «وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ»، ثم تواصلت هذه الكيفية بين الناس وتطورت حسب إمكانات وتقنيات كل عصر.

وعندما نقرأ قوله تعالى مخاطبا مريم عليها السلام: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً» فهل حمل القرآن صورة النخلة، والفرق بينها وبين الشجرة؟! ثم هل يعقل أن يكون قد حدث تحريف في دلالة الكلمة القرآنية، فورث الناس الشجرة على أنها النخلة؟! وهل اسم «البلح الرطب» الذي حملته نخلة مريم، يختلف عن اسمه الذي عرفه أهل الجزيرة العربية، ونعرفه اليوم؟!

وعندما نقرأ قوله تعالى عن قوم لوط: «أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمْ الْمُنكَرَ»، فهل اسم (النادي) الذي كان موجودا في عصر لوط، عليه السلام، يختلف عن اسم (النادي) الذي يتجمع فيه الناس إلى يومنا هذا؟!

وعندما تحدث القرآن عن عدة الشهور، فقال تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ..»، فهل ذكر القرآن أسماء هذه الشهور، وما هي الأربعة الحرم؟!

إن القرآن الحكيم لم يذكر أسماء هذه الأشهر، باستثناء شهر رمضان، فكيف يذهب البعض إلى القول بجواز أن يؤدي المسلم مناسك الحج في أي وقت من أشهر الحج، ثم يقع في تناقض فكري غريب، فيأخذ من «منظومة التواصل المعرفي» أسماء هذه الأشهر التي سيحجون خلالها: (شوال – ذو القعدة – ذو الحجة)، ثم يعطون ظهورهم لما تواصل عمليا من تفاعل المسلمين مع هذه الأشهر منذ عصر الرسالة وإلى يومنا هذا، وهم يؤدون مناسك الحج في أيام (معلومات معدودات) من شهر (ذي الحجة) فقط، وليس في أي وقت من أشهر الحج؟ [انظر تفصيل ذلك في مقال سابق بعنوان: «سبيلنا إلى معرفة ما لم يذكره القرآن عن الحج»]

وعندما ذكر القرآن اسم صلاتين من الصلوات المفروضة على المسلمين، فقال تعالى في سورة النور، مبينا أوقات العورات التي يجب على الأطفال الاستئذان عندها: «مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ»، فهل معنى هذا أن الصلوات الني فرضها الله على المسلمين صلاتان فقط هما الفجر والعشاء؟!

إن سياق الآية ليس أصلا سياق تشريع لأحكام الصلاة، وإنما لأحكام وآداب الاستئذان، لذلك جاء فقط بذكر الصلاتين المتعلقتين بوقت العورات، وليس حصرا لعدد الصلوات المفروضة، التي تعلمها المسلمون عبر «منظومة التواصل المعرفي»، وليس عبر «التواتر العملي» كما يعتقد البعض، وسأبين الفرق بعد قليل.

ولقد عرف الناس من لدن آدم عليه السلام معنى الركوع والسجود وكيفيتهما، وتواصلت هذه المعرفة على مر العصور، فعرفها إبراهيم عليه السلام: «وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»، وعرفتها مريم، عليها السلام: «يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ»، وعرفها المسلمون وقت نزول القرآن: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ»، وكل هؤلاء تعلموا هذه الكيفية عبر «منظومة التواصل المعرفي»، منذ أن كانوا أطفالا.

وعندما أخبر القرآن عن أحوال قوم موسى فقال تعالى: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً»، وعن قصة إبراهيم، عليه السلام، مع ابنه، فقال تعالى: «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ»، فهل كان الناس وقتها يعرفون الفرق بين «الذبح» وطرق «القتل» الأخرى؟! وهل كانت الكلمة القرآنية وحدها تكفي لفهم هذا الفرق دون تواصل هذه الكيفية معرفيا بين الناس؟!

إن حجية «منظومة التواصل المعرفي» لا تثبت إلا بتفاعلها مع الكلمة القرآنية، أي أن الكلمة أو الجملة القرآنية هي التي تفرض علينا الاستعانة بهذه المنظومة المعرفية للوقوف على فاعليتها في واقع الحياة، (وليس العكس)!!

مثال: عندما يقول الله تعالى: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ»، فكيف نتعامل مع هذه الآية بالاستعانة بـ «منظومة التواصل المعرفي»؟!

أولا: عندنا نص قرآني يقول: «أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ».

ثانيا: النبي، عليه السلام، لم «يُقتل» في المعركة التي وردت هذه الآية في سياقها (آل عمران ١٤٤)، وإنما «مات» على فراشه، فكيف نثبت أن الصحابة انقلبوا على أعقابهم بعد «موت» النبي؟!

ثالثا: لا سبيل إلى إثبات وقوع هذا الانقلاب، إلا بالاستعانة بما قاله المؤرخون والمحدثون الأُول من حقائق تاريخية، نقلتها لنا «منظومة التواصل المعرفي»، تثبت حدوث هذا الانقلاب.

وعلى أساس هذه المنهجية العلمية لفهم النص القرآني، استندت في مقالاتي إلى ما ذكره المؤرخون والمحدثون الأُول عن هذا الانقلاب، لإثبات فاعلية قوله تعالى: «أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ»، وليس كما فهم البعض أني خالفت مشروعي الفكري!!

إن الذين يتعاملون مع النص القرآني مباشرة دون الاستعانة بأي مصدر معرفي من خارجه، عندما واجه بعضهم مشكلة كيفية أداء ما أجمله النص القرآني من أحكام العبادات، (كالصلاة مثلا)، ذهبوا إلى ما ذهب إليه «السلفيون»، وقالوا: تعلمها المسلمون عن طريق «التواتر العملي»!!

إن الفرق بين «التواتر العملي»، و«منظومة التواصل المعرفي»، فرق جوهري، فالأول مصطلح مذهبي، اصطلح عليه أئمة الفرق والمذاهب المختلفة، فما تواتر عمليا عند فرقة، كمسألة الإمامة مثلا عند الشيعة، لم يتواتر عند أخرى، وما تواتر عمليا عند مذهب فقهي من مذاهب الفرقة الواحدة، كوضع اليدين في الصلاة، لم يتواتر عند آخر، ذلك أن «التواتر العملي»، الذي هو أعلى درجات الصحة عند المحدثين، تواتر مذهبي، مختلف في حجيته أصلا بين علماء الفرق والمذاهب المختلفة!!

أما «منظومة التواصل المعرفي» فقد حملت ما أجمع عليه الناس (المنظومة العالمية)، أو المسلمون (المنظومة الأممية)، من كيفيات الأداء العملي، بشرط أن يكون هذا الإجماع قائما على نص قرآني.

مثال: عندما يأمر الله تعالى رسوله بإقام الصلاة: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا»، وليس في القرآن بيان لكيفية إقامة هذه الصلاة، ولا لمعنى (دلوك الشمس)، ولا لمعنى (غسق الليل)، ولا لمعني (الفجر) ووقته، فماذا يفعل المسلمون؟!

أولا: هناك نص قرآني يأمر النبي بإقام الصلاة «أَقِمِ الصَّلَاةَ»، وذلك في أكثر من موضع من كتاب الله.

ثانيا: هناك أكثر من نص قرآني يُبين أن الصحابة كانوا يُصلون مع النبي: «وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ …» – «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ … وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ …».

ثالثا: لقد صلى آلاف الصحابة مع النبي في حياته، ثم مع الخلفاء الراشدين، وصلى «التابعون» بصلاتهم، حتى أصبحت هذه الصلاة تشكل منظومة عبادية يستحيل اختراق قواعدها وأصولها العامة، من هيئة ومواقيت، وعدد ركعات..، تعلمها المسلمون جميعا عبر العصور بالتقليد والمحاكاة، حتى وصلت إلينا محفوظة بحفظ الله للنص القرآني «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ».

أما الأحكام الفرعية، التي «تواترت مذهبيا» بين فقهاء الفرق والمذاهب المختلفة، وكانت محل خلاف بينهم، فهذه ليست من أركان الصلاة الرئيسية، التي فرضها الله على المسلمين، وتدخل دائرة المباح ما لم تخالف نصا قرآنيا.

مثال: أجمع فقهاء المذاهب المختلفة على أن القهقهة في الصلاة تبطلها، لوجود نص قرآني يأمر بالخشوع في الصلاة، ولكن هل تبطل أيضا الوضوء؟! هنا اختلفوا، ولا وجه لاختلافهم، لعدم وجود نص قرآني يشترط الخشوع في الوضوء!!

لقد ورث المسلمون كتاب الله، الذكر الحكيم، عبر «منظومة التواصل المعرفي»: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا»، محفوظا بحفظ الله له: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ»، أما أمهات كتب المصدر الثاني للتشريع، فقد ورثها المسلمون عبر «منظومة التواتر المذهبي» المغلقة على أتباع كل فرقة من الفرق الإسلامية، أو على أتباع مذهب من مذاهب الفرقة الواحدة، والذي حفظ هذا الميراث هم أئمة وأتباع كل فرقة، وليس الله عز وجل، لذلك فإن هذا المصدر التشريعي الثاني ليس من دين الله في شيء!!

إن النص القرآني الذي أمر بطاعة الرسول واتباعه، لم يأمر بطاعة المحدثين والفقهاء واتباعهم، حسب توجه كل واحد منهم العقدي والتشريعي، وحسب انتماء كل مسلم لهذا التوجه، وإنما جاء الأمر بطاعة الرسول واتباعه في السياق القرآني ويقصد به طاعته شخصيا واتباع رسالته!! [وتفصيل ذلك في مقال سابق بعنوان: «هل الطاعة للرسول أم للمحدثين؟!».

إن إيماني برسول الله محمد عليه السلام، وبرسالته، لم يقم على أساس تواصل خبره بين الناس، عبر «منظومة التواصل المعرفي»، رغم وجود أكثر من نص قرآني يجعلني أكتفي بخبر هذه المنظومة المعرفية، وإنما قام على ما هو أكبر من ذلك بكثير، وهو الإيمان بـ «آيته القرآنية» المعاصرة لي اليوم، فالقرآن ليس كتابا إلهيا كباقي الكتب التي سبقته، وإنما يزيد عليها بأنه حمل في ذاته «الآية الإلهية» الدالة على صدق بلاغ رسول الله محمد عن الله، فهل عندما ننظر إلى آيات الله في الآفاق والأنفس ننظر إليها بمنظار الماضي أم بمنظار الحاضر المشاهد أمامنا اليوم؟!

«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

معلومات:

وتقطعون السبيل: تقطعون الطريق، فقد كان قوم لوط يقعدون بالطرق ليأخذوا من المارة من يختارونهم لإكراههم على الفاحشة، أو يأخذون أموالهم في مقابل تركهم، فأضافوا إلى جريمة إتيان الرجال جريمة قطع السبيل!!

الأشهر الحرم: أربعة، وهي: رجب والقعدة والحجة والمحرم، ونلاحظ أن شهر رجب جاء وسط العام لتأمين المعتمرين، وجعل آخر العام شهرين متتالين (القعدة والحجة)، وشهر في أول العام (المحرم)، لتأمين الحجيج في ذهابهم وعودتهم.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى