Warning: Undefined array key 1 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505

Warning: Undefined array key 2 in /home/ebtekarr/public_html/islamalrasoul.com/wp-content/plugins/visitors-online/visitors-online.php on line 505
(381) 28/9/2015 (بيان من رسول الله إلى المسلمين اليوم) – نحو إسلام الرسول

نحو إسلام الرسول

(381) 28/9/2015 (بيان من رسول الله إلى المسلمين اليوم)

إن الدور الذي تقوم به الآبائية في تحريف الرسالات الإلهية وتحويلها إلى تراث ديني دور كبير وخطير، ولولا حفظ الله رسالاته في حياة الرسل، وحفظ رسالته الخاتمة إلى يوم الدين، لتحول القرآن إلى قصص وروايات وأساطير، يتبعها أئمة السلف على أساس أنها من الدين الإلهي واجب الاتباع، ولقد ضرب الله المثل على تحريف الرسالات برسالة عيسى عليه السلام، فقال تعالى:

«وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ … مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ».

نحن نعلم أن رسالة عيسى قد سبقت رسالة محمد، عليهما السلام، مباشرة، لذلك كان من الضروري أن نتوقف عند جملة: «أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ» لأنها تتحدث عن أقوال الرسل في حياتهم، فهل قال عيسى للناس: «اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ»، ولقد جاء رد عيسى الفوري: «مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ».

إن الضابط الحاكم على تراث الأنبياء والرسل هو ما أمرهم الله به في حياتهم: « إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ»، الأمر الذي يستحيل التعرف عليه إلا من خلال البرهان الإلهي:
«وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ».

لقد توفي عيسى عليه السلام ولم يتعهد الله بحفظ رسالته، وبعث الله رسوله محمدا عليه السلام وتعهد بحفظ رسالته، ولكن هل تعهد الله بحفظ أقواله مع قومه وصحبه الذين آمنوا معه؟! تعالوا نتدبر قوله تعالى مخاطبا رسوله محمدا:

«وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».

لقد حاول الشيطان أن يكون له دور في تحريف رسالة النبي الخاتم وأقواله عن طريقين:

الأول: إلقاء الشبهات حول القرآن، فنزل الوحي يرد على هذه الشبهات، بالإضافة إلى حفظ الله لآياته القرآنية، وبذلك أغلق الله هذا الطريق تماما أمام الشيطان:

«فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ».

الطريق الثاني: استغلال الشيطان ما كان يتنزل من تشريعات خاصة بأحداث عصر الرسالة، وما أجمله القرآن من أحكام العبادات التي لم يأت القرآن بتفصيلاتها، كالصلاة، وذهب يثير حولها الشبهات، ويجعل أقوال النبي مع قومه وصحبه في هذه الفترة من التنزيل شيئا مقدسا استطاع أن يفتن به الذين في قلوبهم مرض من الرواة والقصاصين، وهذا الطريق تركه الله مفتوحا حسب إرادة واختيار الإنسان، فقال تعالى بعد الآية السابقة:

«لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ».

أما الراسخون في العلم، فلم يستطع الشيطان أن يخترق قلوبهم، لأنهم أهل حجة وبرهان، يستطيعون أن يفرقوا بين الحق والباطل، وهم الذين وصفهم الله بعدها بقوله:

«وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ».

وحتى نقف على الدور الذي قام به الرواة والقصاصون في تحريف مفهوم «المرجعية الإلهية» ليصبح نصفها قطعي الثبوت عن الله، والنصف الآخر ظني الثبوت عن رسول الله، تعالوا نفترض أن محمدا لم يكن هو النبي الخاتم، وأن الله أرسل نبيا بعده برسالة جديدة، فماذا نتوقع أن يقول الله لرسوله محمد في هذه الرسالة، استنادا إلى ما قاله الله لرسوله عيسى في القرآن؟!

أولا نتوقع أن يقول الله لرسوله محمد في هذه الرسالة الجديدة: أأنت قلت لصحابتك اتخذوا مع كتاب الله مصدرا تشريعيا قوليا باسم الأحاديث النبوية، استنادا إلى الآية

«وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»؟!

الرسول: ما قلت لهم إلا ما أمرتني به:

«كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ»-ـ «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»،

وكُنتُ عليهم شهيدا ما دمت فيهم،

«فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ».

فإذا تدبرنا قوله تعالى: «كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ»، ثم قوله بعدها «اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم»، نعلم أن الأمر بالاتباع جاء متعلقا بالكتاب المنزل وحده، أما التحذير فقد جاء متعلقا بأشخاص وليس بكتاب: «وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ»، نفهم من ذلك أن فتنة المسلمين بعد وفاة النبي ستكون في تقديس أصحاب الكتب، من المفسرين والمؤرخين والمحدثين، وليس في الكتب ذاتها!!

أما عن مفهوم قوله تعالى:

«وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا»

فقد بيناه في مقال سابق بعنوان: «هل حفظ الله الأحاديث النبوية كما حفظ النص القرآني»، بتاريخ ٦/ ٤/ ٢٠١٥.

إنه ليس من حق الرسول أن يُشرّع أحكاما خارج حدود الكتاب الذي أنزله الله عليه، والذي لم يرث المسلمون كتابا تشريعيا غيره، لقوله تعالى:

«وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ …، ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا…».

تدبر قوله تعالى: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ»، فهل يعقل أن تكون السنة النبوية مصدرا تشريعيا ثانيا ثم لا ينص الله على ذلك في سياق هذه الآية بقوله «ثم أورثنا الكتاب والسنة»؟!

وهل هناك في كتاب الله نص قرآني يُبيّن أن سنة النبي سيرثها المسلمون حسب المرجعيات الحديثية الخاصة بكل فرقة، حسب شروط علماء الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف؟!

إن أهل السنة يستندون في حجية مرجعياتهم الحديثية إلى رواية: «تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله»، والشيعة يستندون في حجية مرجعياتهم الحديثية إلى رواية: «إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي»، فأي الفريقين أحق بالاتباع إن كنتم تعلمون حقيقة مفهوم «السنة النبوية»؟!

إنه لمن الجهل والغفلة، أن نظن أن رسول الله سيسعد ويفرح عندما يعلم أن المسلمين يوظّفون مصطلح «السنة النبوية» توظيفا مذهبيا لخدمة توجهاتهم العقدية والتشريعية، الأمر الذي يُخرج «النبوة» من دائرة الوحي الإلهي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إلى دائرة التراث الديني الذي خضع لمدارس الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف، بعد أن آتاه الباطل عقودا من الزمن!!

ثانيا، ونتوقع أن يقول الله لرسوله: أأنت قلت لصحابتك كونوا شيعا وأحزابا لأن في اختلاف أمتي رحمة، استنادا إلى الآية:

«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ – إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ»؟!

الرسول: ما قلت لهم إلا ما أمرتني به:

«فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا … مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ … مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ».

وكُنتُ عليهم شهيدا ما دمت فيهم،

«فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ».

فأية رحمة هذه التي يراها أتباع الفرق الإسلامية في تفرقهم وتخاصمهم، وفي الصراعات الدينية الطائفية المشتعلة حولنا في المنطقة، وفي حرق الأجساد وقطع الرقاب وبيع النساء في الأسواق..، أليست كل هذه الأعمال تتم باسم العمل بالكتاب والسنة، وتحت راية «لا إله إلا الله ـ محمد رسول الله»؟!
إن الرحمة التي وردت في سياق قوله تعالى:

«وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ-ـ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ»،

جاءت استثناءً من الاختلاف، ويستحيل أن يكون الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا من الذين رحمهم الله!!

إن تعدد زوايا الرؤى في فهم النص القرآني أمر ممدوح، لإحداث التطور والترقي في اكتشاف كنوز القرآن وعطاءاته المستدامة، فمع تطور فهم الإنسان حقائق الكون، وفاعلية السنن الإلهية، تنبع رؤى جديدة تتناسب مع المستوى الفكري والعلمي لكل عصر.

ولكن يجب أن تكون هذه الرؤى في إطار منهجية علمية، تحمل أدوات لفهم القرآن مستنبطة من ذات النص القرآني، ومن خلال منظمة عالمية تجمع كل التخصصات العلمية التي لا ينتمي أصحابها لأي مذهب من مذاهب الفرق الإسلامية، حتى لا يتحول الاختلاف المحمود إلى خلاف مذموم، وجدل وعقيم.

وبناء على ما علمه رسول الله من ربه عن أحوال أمته، أصدر بيانا قال فيه:

أولا: يؤكد شكواه من قومه الذين نبذوا نصوص آيته القرآنية، ولم يتفكروا في تفاعلها وتناغمها مع آيات الآفاق والأنفس، واتبعوا أهواءهم، فضلوا صراط ربهم المستقيم:

«وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» ـ-«وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً».

ثانيا: يتبرأ من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، من كل التوجهات الدينية المذهبية، التي لا عمل لها في هذه الحياة إلا السعي وراء أن يحكم مذهبها العقدي والتشريعي كافة المذاهب الأخرى، كخطوة نحو إقامة الخلافة المذهبية، حتى ولو سُفكت في سبيل ذلك الدماء بغير حق!!

«إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى