نحو إسلام الرسول

(377) 13/9/2015 (احذروا التقول على الله بغير علم)

إن حرية الفكر، والتعبير عن الرأي، قد كفلتها الشريعة القرآنية لكل إنسان في كافة مجالات الحياة، إلا أنها اشترطت في مجال الفكر الديني أن يكون التعبير عن الرأي بالحجة والبرهان، حتى لا يقع الإنسان في دائرة المحرمات، ومنها التقول على الله بغير علم:

* «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» – «وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ» – «وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا» – «وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ»

* «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ» – «لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ» – «إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ»

كثير من رواد شبكات التواصل الاجتماعي يُقحمون أنفسهم في مجال الفكر الديني، ويعبرون عن آرائهم دون حجة ولا برهان، بدعوى حرية التعبير عن الرأي، وللأسف الشديد أن هؤلاء لا يجدون من ينهاهم عن هذا المنكر، إما لأنهم لا يعتبرون هذا منكرا أصلا، باعتباره من حرية الرأي، أو لأنهم لا يعلمون حجة ولا برهانا!!

لقد انتشر هؤلاء على صفحات الفيس بوك بصورة مزعجة، ساعدهم على ذلك انتقال (فيروس) القراءات الشاذة للقرآن إليهم، فتعودوا أن يعبروا عن آرائهم الدينية بمعزل عن المنهجية العلمية في التفكير:

* «قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»!!

أولا: يقولون إن «العرب» ليسوا قوما، لأن القرآن لا يصف الناس على أساس قومياتهم، فقد نزل القرآن هدى للناس جميعا!!

والجواب: يقول الله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ»

إن أتباع الرسل هم أقوامهم، وقوم الرسول الخاتم هم «العرب»، ولذلك أنزل الله القرآن على «العرب» بلسانهم القومي، فقال تعالى: «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ».

إن هذا القرآن رسالة الله للناس جميعا، وليس للعرب فقط، وهذه مسئولية العرب التي تخلوا عنها، قال تعالى مخاطبا قوم النبي الخاتم:

«لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»

ثانيا: يقولون إن كلمة «الأعراب» لا تعني «البدو»، ودليلهم على ذلك أن كلمة «البدو» جاءت في سياق الحديث عن قوم يوسف، وهم ليسوا من العرب:

«وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ»

الجواب: إن المتدبر لجميع الآيات التي وردت فيها كلمة «الأعراب»، يعلم أنهم سكان البادية، الذين يعيشون
على حدود المدن بمعزل عن تطوراتها الحضارية،، يقول الله تعالى:

«مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ»

وهذه العزلة جعلت قلوب «الأعراب» أشد قسوة من أهل المدينة، حتى بالنسبة لتقبلهم الشريعة الإلهية، قال تعالى:

«الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ».

وعندما تحدث القرآن عن موقف المنافقين في غزوة الأحزاب «الخندق»، وبيّن أنهم جبناء، فلو أعاد جنود الأحزاب الكرة مرة أخرى لرأيتهم يهربون إلى البادية يختفون بين الأعراب، قال تعالى:

«وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ»

والبادي: هو ساكن البادية، يقول الله تعالى:

«إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ»

والعاكف: هو الملازم للمسجد من أهل مكة، ويقابله البادِي الذي يعيش على حدودها.

إنه عندما يُمسك مرض الكبر الفكري بقلوب أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، فلا تستغرب عندما تجدهم بعد تقولهم على الله بغير علم، يدافعون عن آرائهم الشاذة بقولهم:

إنها لا تتعارض مع القرآن جملة وتفصيلا!!

«أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى