«التَنْبَل»: هو الرجل الكسول، المريض باللامبالاة، الذي لا يقوم بواجباته، ولا يتحمل مسئولياته، ولا يستفيد من النعمة التي فضله الله بها على سائر المخلوقات، وهي نعمة التدبر والتفكر والتعقل والنظر!!
أولا: لقد قضيت أربعة عقود من عمري في تفهيم المسلمين (كيف حدث) المرض العضال الذي أصابهم، و(كيفية علاجه)، وذلك بعد أن قمت (بتشخيصه) تشخيصا دقيقا، خلال رحلتي العلمية بين أتباع الفرق الإسلامية المختلفة، في أوائل الثمانينيات!!
ثانيا: المرض العضال الذي أصاب «خير أمة أخرجت للناس» هو أن أفرادها تفرقوا في الدين، وقد بُح صوتي وجف قلمي، من كثرة التحذيرات التي وجهتها للمسلمين، خلال أربعة عقود، لأبيّن لهم أن ما هم عليه من تفرق في الدين، خطر كبير على ملة «الوحدانية» لأنه يدخلهم دائرة الشرك بالله، بالنص القرآني القطعي الدلالة عن الله عز وجل!!
ثالثا: معظم المسلمين، رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة حسابات وصفحات الفيس بوك، يدخلون هذا العالم «متفرجين، «ترانزيت»، فإذا وجدوا منشورا أعجبهم عنوانه، يقومون فورا بعمل «لايك»، من غير قراءة المنشور، ولا معرفة صاحب المنشور، ولا شيئا عن مشروعه الفكري!!
ولكن عندما يكون هذا المشروع الفكري يتعلق بالفكر الإسلامي، هنا يجب أن تكون هناك وقفة، ويكون هناك سؤال: هل أصحاب هذه المشاريع الفكرية، والمتابعون لها، والمعجبون بها، يعلمون هذا المرض العضال الذي أصاب المسلمين، وخطورته على مستقبلهم؟!
رابعا: ماذا تفعل لو كنت مكاني؟!
أعلم المرض، وأسبابه، وكيفية علاجه، ثم بعد أن وجدت أن الكلام لم يأت بنتيجة، جعلته صوت وصورة، وقمت بإخراج أربع حلقات بعنوان «نحو إسلام الرسول»، بيّنت فيها المشكلة والمنهج والعلاج…، ثم بعد ذلك أجد من يسألني عن التطبيقات العملية لمشروعي الفكري، (وهي موجودة على الصفحة)، ويسألني عن المرض الذي جعل المسلمين يهجرون كتاب الله ويتبعون علماء السلف والخلف، وكيفية علاجه، (وهو مفصل على هذه الصفحة)!!
خامسا: بمتابعتي لتفاعل المسلمين مع كلام الله تعالى، وكيف أن الله وضع للناس سننا للتغيير، لا تتبدل ولا تتغير..، لا تعرف مسلما ولا غير مسلم، وإنما تعرف فقط من قام بتفعيلها، حسب المنظومة العلمية التي تعمل من خلالها..، علمت خلال هذه المتابعة، أن سبب تخلف المسلمين أنهم هجروا كتاب الله (عملا)، وضيعوا حياتهم في سبيله (فكرا)!!
سادسا: أحد السلاطين العثمانيين أمر بمعاقبة كل مدعي العجز عن العمل بإغراقهم في النهر، فجمعهم وأمر الجنود بإغراقهم، فاقترح أحد رجاله أن يستفيد منهم في إعداد الطعام لمزرعة الأبقار، وكل ما سيفعلونه هو فقط نقع العيش اليابس في الماء، لتأكله بعد ذلك الأبقار، وعندما أبلغهم الرجل بذلك رفضوا، وفضلوا الموت غرقا!!
أما المسلمون، فيفضلون الموت (أحياءً)، ولا أنهم يُغيرون حياتهم وفق ما أمر الله به في كتابه، مع علمهم أن الله تعالى يقول:
«إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ»
ويا ليتهم سيموتون «تنابلة»، وإنما مصرين على «التنبلة»، وهي ظلم للنفس، والإصرار على ظلم النفس كبيرة، تستوجب التوبة، لأن الله تعالى يقول:
«وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
«أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»