نحو إسلام الرسول

(341) 29/5/2015 (منظومة العبودية، واختراق الشرك لها)

لا يعلم معظم المسلمين، المفهوم الحقيقي لمعنى قوله تعالى «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»، وإلا ما وصلوا إلى هذا الحال، من الضنك، والتخلف، والعشوائية الفكرية!!

— إن مفهوم العبادة، في السياق القرآني، وفي اللسان العربي، هو الخضوع، والتّذلّل، والتعظيم، والطاعة المطلقة، لـ (المعبود):

* «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ (لِلْمَلَائِكَةِ) أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ»

* «قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (الْجِنَّ) ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ»

* «أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا (الشَّيْطَانَ) ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ»

* «قَالُوا نَعْبُدُ (أَصْنَامًا) فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ»

— ولقد (حَرّمَ) الله تعالى أن يكون هناك (معبود)، في هذا الوجود، إلا (هو):

* «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا (لِيَعْبُدُونِ)»

* «وَيَعْبُدُونَ مِن (دُونِ اللَّهِ) مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ ….»

* «وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا (اللَّهَ) وَاجْتَنِبُوا (الطَّاغُوتَ) …..»

— فكيف نعبد الله تعالى؟!

أن نجعل (بوصلة) حياتنا كلها في سبيل الله، وهذه هي أعلى مراتب الطاعة والخضوع لله تعالى:

* «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» – «لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ (وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ) وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ»

— وبدون (الحب)، لا يكون (العبد) عابدا خاضعا لله (بإرادته)، لذلك كان (الحب) هو القاعدة التي يقوم عليها إخلاص (العبودية) لله تعالى.

* قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ – وَأَبْنَاؤُكُمْ – وَإِخْوَانُكُمْ – وَأَزْوَاجُكُمْ – وَعَشِيرَتُكُمْ – وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا – وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا – وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا – (أَحَبَّ إِلَيْكُم) – مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ – وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ -فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ – وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ (الْفَاسِقِينَ)!!

— والذي (أحب) الله، لا (يشرك) به شيئا، (مطلقا).

* «وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ (وَشُرَكَاؤُكُمْ) فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا (تَعْبُدُونَ)»

— والذي (أحب) الله، لا يجعل (عبادة الله) قاصرة على أداء الشعائر والفرائض الوقتية، ولا يفصل بين الشعائر ومنظومة الشريعة القرآنية المتكاملة.

* «وَ(اعْبُدُوا) اللَّهَ – وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا – وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا – وَبِذِي الْقُرْبَىٰ – وَالْيَتَامَىٰ – وَالْمَسَاكِينِ – وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ – وَالْجَارِ الْجُنُبِ – وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ – وَابْنِ السَّبِيلِ – وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ – إِنَّ اللَّهَ (لَا يُحِبُّ) مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»

— والذي (أحب) الله، لا يجعل (عبادته) لله، تقوم على افتراء (الكذب) على الله تعالى، وعلى (الشرك) به، فيحصر (عبادة الله) في (الوصايا العشر)، التي وردت في سورة الأنعام (١٥١-١٥٣)، بدعوى أن الشعائر الدينية ليست واردة فيها!!

— إن استنباط الأحكام القرآنية، ليس عملا عشوائيا، يقوم على قاعدة (القص واللصق)، إنما هو (منهجية علمية)، تحمل أدوات، لفهم السياق القرآني!!

– والسياق القرآني، لآيات سورة الأنعام، يبدأ بالآية (١٤٨،) وليس (١٥١)، فيقول الله تعالى:

* سَيَقُولُ الَّذِينَ (أَشْرَكُوا) لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا (حَرَّمْنَا) مِن شَيْءٍ … قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ (عِلْمٍ) فَتُخْرِجُوهُ لَنَا – إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا (الظَّنَّ) – وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا (تَخْرُصُونَ)!!

ثم قال تعالى (١٤٩):

* «قُلْ فَلِلَّهِ (الْحُجَّةُ) الْبَالِغَةُ – فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ»

ثم قال تعالى (١٥٠):

* «قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ (حَرَّمَ) هَٰذَا….»

ثم قال تعالى في الآية (١٥١):

* «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا (حَرَّمَ) رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ – أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا – وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا …. ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ (تَعْقِلُونَ)»!!

— فهل من تصوروا أن الآيات (١٥١- ١٥٣)، قد حصرت كل ما أمر الله به من أحكام الشريعة..، هل هؤلاء (يعقلون)؟!!

– لقد قال الله تعالى في الآية (١٥٣): «وَأَنَّ هَذَا (صِرَاطِي) مُسْتَقِيماً (فَاتَّبِعُوهُ) وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ (وَصَّاكُمْ) بِهِ لَعَلَّكُمْ (تَتَّقُونَ)»

– فهل من (التقوى) أن يعتقد المسلم أن اتباع الصراط المستقيم، هو فقط اتباع الأحكام التي وردت في آيات سورة الأنعام (الوصايا العشر)؟!

– إن الله الذي قال في سورة الأنعام: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا (حَرَّمَ) رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ»، هو الله الذي قال أيضا في سور أخرى:

* «قُل (لَّا أَجِدُ) فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ (مُحَرَّمًا) عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ (إِلَّا) أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا….»

* «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ (وَحَرَّمَ) الرِّبَاوَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا»

* «وَ(حُرِّمَ) عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا»

* «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ……»
وغير ذلك من المحرمات الكثير!!!

— لقد غرق معظم المسلمين في أوهام الفهم العشوائي للنص القراني، وحصروا (عبادة الله) في أداء الشعائر فقط، وحصر بعضهم (المحرمات) في الوصايا العشر…، فتقوّلوا على الله بغير علم!!

— فكيف تكون (الصلاة)، التي هي (منظومة الصلة) بالله تعالى، والتي يخرج تاركها من ملة الإسلام، وعقوبته تنتظره في الآخرة، هذه الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر…، كيف لا تكون هي المحور الأساس، في مفهوم (العبادة)، التي فرضها الله على الناس جميعا؟!!

* «أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم – مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ – وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ – وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ – وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا – إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ – خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا»

* «فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ – أَضَاعُوا (الصَّلَاةَ) – وَاتَّبَعُوا (الشَّهَوَاتِ) – فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا»

– إن الدين الإلهي (عبادة)، والعبادة هي (الدين الإلهي)

«قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ» – «لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ» – «وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ» – «وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ» – «وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ»- «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى