نحو إسلام الرسول

(340) 27/5/2015 (عقوبة تارك الصلاة في الآخرة)

إن من شهد شهادة علمية بـ (الوحدانية)، وأقر بأن (القرآن) كلام الله، وأنه (الآية) الدالة على صدق رسوله محمد، وأن نصوص هذه الآية لا يأتيها الباطل (مطلقا) إلى يوم الدين…، هذا (المسلم)، يستحيل أن يتخذ غير القرآن مرجعا لمعارفه الدينية، ولأحكام شريعته، ولا أن يتقول على الله بغير علم، ولا أن يجعل هواه حاكما على فهم النص القرآني، وإلا يكون قد نقض شهادته من قواعدها!!

إن (العبادة) هي جوهر (الدين الإسلامي):

«وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)»

و(العبادة)، تقوم على (الوحدانية)، ووجوب الالتزام بأحكام (الشريعة الإلهية)، التي نص عليها القرآن الحكيم، ومنها:

«وَاعْبُدُوا اللَّهَ (وَلَا تُشْرِكُوا) بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا»

وأحكام (الشريعة الإلهية)، منها ما نص القرآن على عقوبة لتاركها في الدنيا، ومنها ما لم ينص، وسواء نص القرآن على عقوبة في الدنيا أم لم ينص، فإنه قد بيّن أن المصر على ترك أحكام الشريعة، ينتظره (العذاب الأليم) في الآخرة، يقول الله تعالى:

– «أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ (شَرَعُوا لَهُم) مِّنَ (الدِّينِ) مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ (لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ (عَذَابٌ أَلِيمٌ)»

– «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ (ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ) ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»

– «وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ (الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)»

إن شريعة (الصلاة) تأتي دائما في مقدمة أحكام الشريعة القرآنية، ويليها إيتاء الزكاة..، ولم ينص القرآن على عقوبة لتارك الصلاة، وإنما نص على عقابه في الآخرة، بـ (العذاب الأليم)، لا لإصراره على ترك الصلاة، وإنما لأنه بإصراره هذا قد (أشرك بالله)، وليس بعد (الشرك) ذنب، فيقول الله تعالى في سياق الحديث عن المشركين:

«فَإِنْ تَابُوا (وَأَقَامُوا الصَّلاةَ) وَآتَوْا الزَّكَاةَ (فَإِخْوَانُكُمْ) فِي (الدِّينِ) وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ (يَعْلَمُونَ)»

إن أحكام (العبادات)، قواعد رئيسة، قام عليها (الدين الإسلامي)، هذ الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعا، لا الدين الذي يريد أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، أن يبتدعوه للناس، بدعوى ان هذه العقوبات، تخالف الرحمة الإلهية، وحرية الاعتقاد، وحقوق الإنسان!!!!

إن أحكام (المواريث)، على سبيل المثال، من أحكام (الشريعة الإلهية) التي ارتضاها الله للمسلمين، لا تتغير ولا تتبدل إلى يوم الدين، وإن لهذه الأحكام حدودا يحرم تعديها، ولمن تعداها عذاب مهين في الآخرة، فقال تعالى بعد بيان أحكام المواريث:

«وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) يُدْخِلْهُ نَارًا (خَالِدًا فِيهَا) وَلَهُ (عَذَابٌ مُّهِينٌ)»

وعندما حذر الله تعالى المسلمين من كيد الشيطان، بيّن لهم أن من مكائده أن يصدهم عن (الصلاة)، فقال تعالى:

«إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ (الصَّلَاةِ) ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ»

فهل يمكن أن يترك الله تعالى (أولياء الشيطان) دون عقوبة؟!!

«وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ – إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ – وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ»
«وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ – إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي»
«فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ- مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ»
«إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا (أَشْرَكْتُمُونِ) مِن قَبْلُ ۗ- إِنَّ (الظَّالِمِينَ) لَهُمْ (عَذَابٌ أَلِيمٌ)»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى