نحو إسلام الرسول

(330) 5/5/2015 (نظرية (المؤامرة) الإلكترونية)

جاءتني رسالة من (سيد عبد الله)، أحد أنصار (الفُرقة والمذهبية)، كما يشهد بذلك حسابه، قال فيها:

«نموذج مصغر من طرق اليهود فى التحكم فى الخواطر والأفكار، كما هو واقع عليك»!!

وأرسل الرابط، الذي يعتبره دليلا على أن اليهود هي التي تتحكم في أفكاري، وهو:

https://www.youtube.com/watch?v=tJcQZx5UTHs

فعندما استمعت إلى هذا المقطع من الفيديو، ضحكت كثيرا، ولم أتصور أن الأمر، قد وصل بأنصار (الفُرقة والمذهبية)، إلى هذا الحد من التغييب العقلي!!

الفيديو عبارة عن إعلان عن (لعبة)، لطائرة (هليكوبتر)، يحركها الإنسان عن طريق (المخ) وليس عن طريق الريموت كنترول، كما هو معتاد!!

وفكرة هذه اللعبة باختصار، أن يوضع جهاز حول الرأس، يلتقط الإشارات من المخ الخاصة بتوجيه الطائرة، حسب ما يريد الإنسان، وجهاز آخر (في حجم الموبايل)، يضعه أمامه، ليكون هو الوسيط بين الطائرة وما يصدره المخ من إشارات!!

إذن فآلية عمل هذه اللعبة هي (إخراج) إشارات من المخ، وليس (إدخال) إشارات إليه، فما علاقة تحكم اليهود في أفكاري، يا أستاذ (سيد عبد الله)، وهذا التحكم لا يكون إلا بعملية (إدخال) الأفكار، وليس بعملية (إخراجها)؟!

إن الإنسان، (الجاهل)، المقلد بغير علم، هو الذي يترك مخه لليهود والإسرائيليات تعبث به، وللمرويات تدمره، وهذا ما وجدته على حسابك، ويكفيك مثالا واحدا!!

تقول في (٢٣- ٤- ٢٠١٥)، تحت عنوان: من أين أقرأ تاريخ الأمة؟!: (اعلم أخى فى الله، أن كل الروايات التاريخية، من عصر الصحابة، رضي الله عنهم، لها إسناد متصل الى الوقت الحالى، تماما مثل القراءن والحديث).

أقول: إن الذين يؤمنون بما جاء في هذا النص، إن ماتوا ولم يخلعوا ثوب (المذهبية)، فإنهم سيموتون مشركين بالله تعالى، لسببين:

الأول: يقول الله تعالى، محذرا رسوله والذين آمنوا معه، من الشرك: «مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ» – «مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»!!

إذن فالتفرق في الدين (شرك بالله تعالى)!!

ثانيا: أنك من المستهزئين بـ (القرآن)، لأنك جعلت كلام الله مثل كلام (المؤرخين) و(المحدثين)، بدعوى أن (السند الروائي) للكل متصل، وهذا دليل على أنك لا تعلم (شيئا) عن آلية حفظ الله للقرآن، ولا عن علم الجرح والتعديل (المذهبي)، ولا عن أزمة تدوين أمهات كتب (الحديث)، عند جميع الفرق المختلفة!!

ولأنك أقحمت نفسك في ما ليس لك به علم، فعليك أن تأتي، وتعليقا على هذا المنشور، بعنوان كتاب واحد، من كتب (الحديث)، دوّنه صاحبه في القرن الأول الهجري!!

ولا تحدثني عن سند روائي متصل، معلق في الهواء، أي ليس له على الأرض مدونات تشهد له بهذا الاتصال، حتى وإن كان هذا السند متصلا برسول الله (أي مرفوعا)، فصناعة (السند الروائي المتصل)، والمعلق في الهواء، كانت هي طوق النجاة الوحيد، لتغطية المحدثين لأزمة قرن من الزمن (على أقل تقدير)، لم يشهد كتابا واحدا، من أمهات كتب الحديث، التي يقيم عليها (المذهبيون) اليوم، مصادرهم الثانية للتشريع!!

وإنا منتظرون…..

«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى