نحو إسلام الرسول

(338) 24/5/2015 (على هامش الشهادتين)

إن منهجي في فهم القرآن، الذي حمله مشروعي الفكري، يقوم على أدوات مستنبطة من ذات النص القرآني، وتستلزم المنهجية العلمية في الدراسة والبحث، أن يدرس من يريد التعليق على الأفكار والآراء التي وردت في هذا المشروع، أن يدرس أولا هذه الأدوات، حتى لا يتحول الحوار (العلمي) إلى جدل (عقيم)!!

إن الذين يتعاملون مع القرآن، باعتباره كتابا إلهيا فقط، كالتوراة والإنجيل…، هؤلاء لا يملكون أصلا البرهان (الآية) المثبت لصحة نسبة هذا القرآن إلى الله تعالى!!

لقد أيد الله موسى وعيسى، عليهما السلام، بالبراهين (الآيات) الحسية الدالة على صدق نبوتيهما، فما هي (الآية) الدالة على صدق (نبوة) محمد، والتي بدونها لا تثبت (نبوته)، وبالتالي لا تثبت حجية القرآن على العالمين؟!

الجواب: (الآية) الدالة على صدق (نبوة) محمد، ليست (آية حسية)، وإنما هي (آية عقلية)، قائمة بين الناس إلى يوم الدين، وهي (الآية القرآنية).

إن تفعيل وإثبات حجية (الآية القرآنية)، لا يكون إلا بأدوات، حملها النص القرآني، وفي مقدمتها (اللسان العربي المبين)، الذي هو المحور الأساس لفاعلية هذه الآية!!

فعندما ينقلب المسلمون على أعقابهم، ولا يقومون بدورهم في تعليم الناس (اللسان العربي)، الذي هو مفتاح الدخول إلى (الآية القرآنية)، التي هي البرهان الوحيد الذي يملكه المسلمون على صدق (نبوة) رسولهم محمد..، إذن فكيف نطلب من الناس، الدخول في الإسلام، وهم لا يحملون مفتاح دخوله أصلا؟!!

لذلك، فليس غريبا أن يخاف الناس من الإسلام، الذي عرفوه من تدين المسلمين!!

وليس غريبا أن نجد من ينادي بترجمة القرآن، قياسا على تعريب كثير من برامج الكومبيوتر!!

وليس غريبا أن نجد من يقول: إن القرآن تم تحريفه بعد وفاة النبي!!

وليس غريبا أن يظهر أصحاب القراءات الشاذة للقرآن!!

وليس غريبا أن نجد من يقول: إن محمدا قد مات، فكيف نجمع في الشهادة، بين الله، الحى الذي لا يموت، ورسوله الذي مات؟!

وليس غريبا أن نجد من يعتبر الشهادتين (شعارا) محليا مؤقتا، كانت تقتضيه ظروف عصر الرسالة!!

إن كل هؤلاء، يتعاملون مع القرآن، ككتاب من كتب التراث الديني، يمكن أن يأتيه الباطل، ويمكن ترجمته بالمعنى، ويمكن اعتباره كتابا لغويا، نفهمه بالمنهج اللفظي الترتيلي، أو بالقرءات المعاصرة!!

لقد غاب عن هؤلاء أن القرآن (آية إلهية)، جمعت في ذاتها جميع آيات (الآفاق والأنفس)، وجميع آيات الرسل السابقين، التي شاء الله أن يبينها للناس.

لقد غاب عن هؤلاء، أن الإسلام يقوم على التصديق بـ (الوحدانية)، والتصديق بـ (النبوة)…، وأن التصديق بـ (الوحدانية)، هو أن نشهد شهادة (علمية) أنه لا إله إلا الله..، وأن التصديق بـ (النبوة)، أن نشهد شهادة (علمية) أن محمدا رسول الله…، ولا علاقة لهاتين الشهادتين، بتصرفات المسلمين المنحرفة عن حقيقة هاتين الشهادتين!!

لقد غاب عن هؤلاء، أن (الشهادة)، لا علاقة لها بالماضي، وإنما بالحاضر، وأننا عندما نشهد أن محمدا رسول الله، فذلك بعد أن أثبتنا بالبراهين العلمية المعاصرة، (اليوم وليس الأمس)، أنه حقا رسول الله، وذلك بناء على تصديقنا أصلا بـ (آيته القرآنية)!!

وأيضا (الآية القرآنية)، لا علاقة لها بـ (الماضي)، ولا علاقة لها بالأمس القريب، ولا حتى بالساعة القريبة…، فقط (الآن)…، فنحن عندما ننظر إلى (آية الشمس)، لا ننظر إليها بمنظار الأمس!!

لقد طلب المشركون أن ينزل الله على رسوله (آيات حسية)، تراها الأعين، كالتي أيد الله بها الرسل السابقين، فقال تعالى:

«وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ»

ثم بيّن الله تعالى بعدها، أن من لم يكفه، أن يكون القرآن (آية) في ذاته، دالة على أنه (لا إله إلا الله)، وأن (محمدا رسول الله)، في عصر الرسالة، وإلى يوم الدين، فليس بمؤمن أصلا، فقال تعالى:

«أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ – أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ – يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ۚ- إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً – وَذِكْرَىٰ – لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى