نحو إسلام الرسول

(326) 25/4/2015 (هل القرآن، في حاجة إلى تنقية؟)

إنه من الخطورة بمكان، أن تُناقش قضايا تتعلق بملة «الوحدانية»، وأطراف الحوار لا يملكون «منهجية علمية»، يديرون على أساسها هذا الحوار!!

إن أول خطوة في «المنهجية العلمية»، هي ما يُعرف بـ «تحرير المصطلحات»، المستخدمة في الحوار، فعندما تتحدث عن «التراث الديني»، يجب أن تحدد ماذا تقصد بـ «التراث الديني»، هل هو أمهات كتب فرقة بعينها، أم أمهات كتب الفرق الإسلامية المختلفة، هل يشمل (القرآن)، أم أن (القرآن) خارج دائرة (التراث الديني)!!

إن كلمة (تراث) تعني، عند جميع التوجهات الفكرية العالمية المختلفة:

(مرجعية تاريخية) – (صناعة بشرية) – (اجتهادات بشرية) … كلها قد تصيب أو تخطئ!!

إن الذي يحفظ (التراث الديني)، لجميع الفرق والمذاهب المختلفة، هم أصحابه، والتابعون لهم، وقد يصحح التابعون تراث أئمتهم، وقد يطالبون بتنقيته!!

ولكن اللافت للنظر، والغريب حقا، هو اعتبار جهود أئمة الفرق والمذاهب المختلفة في حفظ تراثهم الديني، حفظا إلهيا!!

إن الذين يعتبرون القران «رواية»، ويقولون إنه لولا حفظ (القراء) للقرآن لضاع القرآن، تماما كما حفظ (الرواة) أحاديثهم النبوية…، هولاء لا يعلمون شيئا عن المنهجية العلمية في التفكير، لا دراسة ولا بحثا ولا تحقيقا..، وسأختصر هذه المنهجية، (في ما يتعلق بحجية القرآن)، في عدة نقاط:

أولا: أن تحدد مفهومك للقرآن:

١- هل هو كتاب إلهي، لا يأتيه الباطل مطلقا!!
٢- أم كان كتابا إلهيا قبل وفاة النبي، ثم أتاه الباطل بعد وفاة النبي!!
٣- أم هو أصلا كتاب بشري، صنعه محمد بن عبد الله!!

ثانيا: أن تحدد الفرق بين الكتاب الإلهي والكتب البشرية، من حيث الدور الذي يقوم به البشر في حفظهما، وهل حفظ البشر الكتب الإلهية التي سبقت القرآن؟!

ثالثا: هل يمكن أن ينزل الله تعالى كتابا علي (نبي) دون أن يؤيده بالآية الدالة على أنه (نبي)، مبلغ عن الله كتابه (رسالته)؟!

رابعا: إذا كانت (الآية الإلهية)، ضرورة منطقية، وهي الحجة التي يقيمها الله على الناس، فما هي (الآية الإلهية)، التي أيد الله بها رسوله الخاتم محمدا؟!

خامسا: إذا كانت (الآية الإلهية)، التي أيد الله بها رسوله الخاتم محمدا، (آية قرآنية)، وليست (آية حسية) تراها الأعين، كالتي أيد الله بها الأنبياء السابقين، فهل انتهى مفعول (الآية القرآنية) بوفاة النبي، أم هي مستمرة إلى يوم الدين؟!

بدون مناقشة هذه المسائل، على أساس المنهج العلمي في البحث والتحقيق، يكون من الأفضل، ألا يُقحم أطراف الحوار أنفسهم في موضوعات، يستحيل مناقشتها، بمعزل عن هذه المنهجية العلمية!!

«وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ – قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ – وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ»

«أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ – أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ – إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً – وَذِكْرَى – لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى