نحو إسلام الرسول

(324) 22/4/2015 (المنهج العشوائي، في الفكر الإسلامي)

يعتقد البعض، أن تدبر القرآن، يمكن أن يقوم على (الفطرة) وحدها، بعيدا عن المناهج والأدوات العلمية، وأن كل مسلم حر في فهم القرآن بفطرته، حسب قدراته التي منحها الله له، بدون توجيه من أحد أو وصاية!!

لذلك أقول:

أولا: إن أهم أداة من أدوات فهم القرآن، والتي نص عليها القرآن صراحة، هي (اللسان العربي)

ثانيا: المدرسة التي تعلم فيها المسلمون ما يُسمى باللغة العربية، والتي هي المدخل الرئيس لتعلم (اللسان العربي)، هذه المدرسة لا وجود لها (مطلقا) داخل القرآن، سواء كانت هي الأسرة، أو المدرسة المعروفة!!

ثالثا: يستحيل أن يتدبر الإنسان (الكتاب الإلهي) بـ (الفطرة)، لأن هذا الكتاب، يطلب ممن يريد تدبره، أن يتعلم أولا اللغة التي كُتب بها، حتى يتمكن من قراءته!!

رابعا: هذه المرحلة التعليمية الأولى، التي يتعلم فيها الإنسان لغة (الكتاب الإلهي)، يكون فيها الإنسان تابعا مقلدا لوالديه، ليس له من أمر (تعلمه) شيء، ومع تعلمه لغة الكتاب، سيتعلم أيضا مذهب والديه الديني، وليس له من أمر (تدينه) شيء، وسينشأ على مذهب والديه، حتى يبلغ النكاح ويكتمل رشده، فإذا مات قبل البلوغ واكتمال الرشد، فلن يحاسبه الله على مذهب آبائه!!

خامسا: هذا الإنسان، بعد بلوغه واكتمال رشده، عليه أن يعيد النظر في تدينه (الوراثي)، ويختار الدين الذي أثبتت البراهين العلمية، صحة نسبة مرجعيته إلى الله تعالى…، وهذه البراهين تحتاج إلى منهج وأدوات، ويستحيل أن يعتمد فيها على (فطرته) فقط!!

سادسا: وبناء على ما سبق، أقمت مشروعي الفكري، بعد أن آمنت، إيمانا علميا (وليس وراثيا)، بالوحدانية، وأن القرآن كتاب الله يقينا، وأن هذا الكتاب هو الذي أخبرني أن محمدا هو (النبي) الذي أنزل الله على قلبه هذا القرآن، وأنه الرسول الذي بلغه، وبعد أن استنبطت من هذا الكتاب، الأدوات التي يستحيل فهم نصوصه إلا بها، وفي مقدمتها (اللسان العربي)!!

سابعا: القرآن (آية إلهية)، وليس فقط (كتابا إلهيا)، وهذه (الآية الإلهية) العقلية، لا تقل أهمية عن (الآيات الحسية) التي أيد الله بها الأنبياء السابقين (كعصى موسى)، بل لا مثيل لـها أصلا، والذين يتعاملون مع هذا القران، باعتباره كتابا إلهيا فقط، هم الذين يعتقدون أن القرآن يمكن أن يُفهم بـ (الفطرة)، بدون أية أدوات، وإذا عجز عن فهم شيء فيه، «يسأل ويستشير من يعلمون»، و«يختار التفسير الذي يرتاح له قلبه» …، فـ «كل مسلم لابد أن يجد معنى مفهوم في القرآن، بدون وسطاء أو أدوات تتطلب الدراسة المتعمقة»…، إلى آخر أقوالهم ومناهجهم العشوائية!!

ثامنا: أما الإنسان، الذي آمن أن هذا القرآن (آية إلهية)، فيستحيل أن يتعامل مع نصوصه بهذه البساطة، وبهذ المنهج العشوائي…، لأنه يعلم أن (الآية)، أي البرهان والحجة، غير (الكتاب)، فالآية تحتاج إلى منهج وأدوات، ومؤسسات علمية…، لتفعيلها في حياة الناس، يشاهدون آثارها على أرض الواقع، كما كان الناس يشاهدون ماذا كانت تفعل (عصى موسى)!!

لذلك أقول: إن (الإسلام) يعني (العلم)، وإن (القرآن) مدرسة (العلماء)!!

«شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ – وَالْمَلائِكَةُ – (وَأُوْلُوا الْعِلْمِ) – قَائِماً بِالْقِسْطِ – لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» – «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ»

«وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ (الْعِلْمُ) – بَغْياً بَيْنَهُمْ – وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى