نحو إسلام الرسول

(321) 13/4/2015 (المذهبية المعاصرة، بين أزمة التخاصم والتكفير)

طلب الأستاذ/ شريف أيوب، في تعليقه علي منشور: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ»، ما يلي:

(أطالب الأخ الأستاذ الدكتور الفاضل/ محمد المشتهرى، عاجلا، بعمل مناظرات علمية، مع كبار علمائنا، أمثال الأستاذ/ سليم العوا، والدكتور/ محمد عمارة، والشيخ/ عمر عبد الكافى، وأن يقدم سيادته هو الدعوة لهم، لإجراء هذه المناظرات العلمية، عن كل مايطرحه سيادته من فقه جديد، أو فهم جديد، مكث فيه ٣٠عام، يرى به أنه الحل، من وجة نظره، لإخراج الأمة من أزمتها الحالية، نسأل الله له التوفيق والإصلاح، مع خالص محبتي ودعائي لسيادته، أعزك الله وأعانك، ووفقك، لما فيه الخير للإسلام والمسلمين ….، ننتظر).

أقول:

أولا: موضوع المناظرات العلمية، قد أغلقت بابه، منذ عقد من الزمن!!

ثانيا: هؤلا الذين طلب مني أ/ شريف مناظرتهم، (دعاة)، وليسوا بـ (علماء)، وكلهم من فرقة واحدة، هي (أهل السنة والجماعة)!!

ثالثا: أن آخر مناظرة تمت بيني وبين علماء من أهل السنة، كانت في منزل أ.د. موسى شاهين لاشين، رئيس (مركز السنة النبوية) بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، يوم الثلاثاء الموافق ٢٥ يناير عام ٢٠٠٥م، وحضر هذه المناظرة:
الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين، [رئيس مركز السنة النبوية]
الأستاذ الدكتور مصطفى أبو عمارة [أستاذ الحديث وعضو المركز]
الأستاذ الدكتور عبد الباسط بلبول [أستاذ التفسير وعضو المركز]
الأستاذة الدكتورة شيخة آل عطية [أستاذة الحديث بجامعة قطر]، وكانت في زيارة علمية للدكتور موسى، فطلب منها أن تحضر هذا اللقاء.
الأستاذ يحي خالد توفيق، [تلميذ د/ موسى]، الذي قام بتسجيل هذا اللقاء.

وقصة هذا اللقاء، والأسباب التي جعلتني أوافق على عقدها، وما حدث لي بعدها من اعتقال…، منشورة على موقعي، على هذا الرابط:

https://www.feqhelquran.com/arabic/details.aspx?id=22&aID=633

ولكن المهم في هذه القصة، هو أن المحقق (في أمن الدولة) أبلغني أن هناك مناظرة سيتم عقدها بيني وبين أحد علماء الأزهر، الهدف منها التأكد من أن التقرير الذي رفعه الأزهر لأمن الدولة صحيح، وأن فكري فعلا منحرف وضال!!

قلت للمحقق: أنا مشروعي الفكري، الذي اعتقلت بسببه، لا يخاطب الأزهر، ولا فرقة أهل السنة، ولا أية فرقة أخرى..، وإنما يخاطب المسلمين جميعا، أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، وبناء عليه، أطلب أن تكون المناظرة، بيني وبين علماء من السنة، والشيعة، والمعتزلة، والأباضية، (مجتمعين)، ثم علمت بعد ذلك، أنه تم رفع هذا الطلب إلى الجهات المسئولة، ونظرا لاستحالة تحققه، أفرجوا عني!!

لم يكن (مركز السنة النبوية)، الذي أعد تقرير مصادرة مشروعي الفكري، المُدوّن في ثلاثة كتب، بعنوان «نحو تأصيل الخطاب الديني»، والذي يرأسه د/ موسى شاهين لاشين، لم يكن يعلم خبر الإفراج عني!!

فبعد خروجي من محبسي، اتفقت مع المستشار أحمد عبده ماهر (المحامي)، أن نبلغ النائب العام بما حدث من ترويع لي ولأهل بيتي، وذلك في الثانية من صباح الأحد الموافق ٢٠٠٥/٥/٢٩، ثم تم اصطحابي إلى حجز قسم ثان مدينة نصر!!

لقد كان هذا هو أول الطريق، أن نذهب لمقابلة رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، التابع له مركز (السنة النبوية)، الذي أعد تقرير المصادرة، لنحصل منه على صورة من هذا التقرير، وكانت المفاجأة التي لم نكن نتوقعها:

أن الدكتور عبد الصبور مرزوق، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لم يكن يعلم شيئاً عن قرار المصادرة، ولا عن موضوعه، فقد تم رفع هذا القرار من مركز (السنة النبوية) مباشرة إلى وزير الأوقاف، ومنه إلى شيخ الأزهر، دون أن يُعرض على رئيس المجلس!!

ففي يوم ٢٠٠٥/٨/٩، ذهبت مع المستشار أحمد عبده ماهر (المحامي)، لمقابلة د/ مرزوق فإذا به يقول لنا، إنه يستحيل أن يوافق علي مثل هذا القرار، لو أنه عُرض عليه، وقام على الفور بالاتصال هاتفيا بالدكتور موسى شاهين لاشين، وهذا نص ما كان يردده أمامنا، وهو يتحدث معه:

– الدكتور عبد الصبور: أهلا يا مولانا
الدكتور موسى: … … … … … …
– الدكتور عبد الصبور: هل فيه دراسة قـُدّمت لمركز السنة من ثلاثة أجزاء بعنوان نحو تأصيل الخطاب الديني للدكتور محمد السعيد مشتهري؟!
الدكتور موسى: … … … … … …
– الدكتور عبد الصبور: منكر سنة!! وكافر كمان!! [ونظر إلينا وعلامات التعجب والدهشة على وجهه].
الدكتور موسى: … … … … … …
– الدكتور عبد الصبور: واحنا من إمتى يا مولانا بنوصي بمصادرة الكتب؟!
الدكتور موسى: … … … … … …
– الدكتور عبد الصبور: وأنا كنت فين؟! مش كان لازم يُعرض عليّ هذا الموضوع؟!
الدكتور موسى: … … … … … …
الدكتور عبد الصبور: (في السجن إيه يا مولانا)، دا الراجل قاعد على الكرسي أمامي أهو في مكتبي!!

المهم، وفي نهاية اللقاء، اعتذر لنا الدكتور مرزوق عن عدم استطاعته تقديم أية مساعدة في هذه المسألة، وأن علينا أن نتوجه إلى (مجمع البحوث الإسلامية)، وعندما ذهبنا إلى مجمع البحوث الإسلامية اعتذروا لنا أيضا عن عدم استطاعتهم إفادتنا بشيء في هذا الموضوع، بدعوى أن المصادرة تمت عن طريق أمن الدولة … ودخلنا دوامة (الكعب الداير)، ولم نصل إلى نتيجة!!

رابعا: إن ما أجزم به، وأراه أمام عيني، كما أرى الشمس في كبد السماء، وبعد رحلة دامت أكثر من ثلاثة عقود، مع علماء الفُرقة والمذهبية، ومع المقلدين التابعين لهم بغير علم…، هو أن كل مسلم تابع لفرقة من الفرق، أو ينتمي إلى جماعة من جماعات هذه الفرقة، هو جند من جنود الصف الثاني، من جيش الاغتيالات الفكرية والجسدية للمخالف له في المذهب، وإن الفرق بينه وبين الجيش الأول الميداني، الذي يفسد اليوم في الأرض، أنه فقط ينتظر (الأوامر) ليصبح جندا في هذا الصف الأول، وليس بعد تجربة حكم التيارات الدينية المذهبية لمصر، وما أسفرت عنه من نتائج، من برهان ساطع، ولكن لأهل البصيرة!!

«قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي – أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ – أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي – وَسُبْحَانَ اللَّهِ – وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى