نحو إسلام الرسول

(315) 23/3/2015 (على هامش منشور لسان القرآن، وإشكالات اللغة العربية)

يقول الأستاذ (محي الدين سليمان)، في تعليقه على المنشور السابق:

* «تأملوا قوله تعالي: (يدالله فوق ايديهم)، كان النسق التعبيري الخطابي يتطلب أن تقول الآية: (يد الله فوق أيديكم) لا (أيديهم)، لأن صدر الآية فيه خطاب، فالآية تقول: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله)».

أقول: هذا غير صحيح، لأن الخطاب للذين بايعوا النبي، «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ»، والله تعالى يقول عنهم «يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»، أي فوق أيدي «الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ»، لذلك قال «أَيْدِيهِمْ»، وهي مسألة تتعلق بتوجيه الضمائر، كقوله تعالى في نفس السورة: «وَهُوَ الَّذِي كَفَّ (أَيْدِيَهُمْ) عَنْكُمْ (وَأَيْدِيَكُمْ) عَنْهُمْ»!!

* ثم يقول: «إذن كأنما أراد الله أن ينزل يد رسول الله بمنزلة يده، لأن اليد التي بايعت هي يد الأنصار، واليد التي بويعت هي يد رسول الله (صلي الله عليه وسلم) وفي هذا مجاز…»!!!

أقول: لا يصح (مطلقا) القول: «أراد الله أن ينزل (يد) رسول الله بمنزلة (يده)»، فليس لله تعالى (يد)، مثل، أو بمنزلة، أو شبه، أو (يد) ولكنها ليست كأيدي البشر ….، كل هذا يخالف لسان القرآن مخالفة تامة، وإنما هو من صنيع بعض فقهاء اللغة العربية، أصحاب التوجهات العقدية المختلفة!!

وحسب علم السياق القرآني، نفهم قوله تعالى:

«إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ»

على النحو التالي:

أولا: البيعة، تعني اتفاق الناس، على الوفاء بموضوع الاتفاق، واتباع الشخص المبايَع وطاعته.
ثانيا: إن بيعة النبي هي بيعة لله تعالى، والوفاء للنبي بموضوع البيعة، هو وفاء لله تعالى، وهذا معني (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)، أي أن الله يعد المبايعين، إن هم وفوا بما عاهدوا عليه النبي، فإنه سبحانه سيوفي بوعده، وهذا ما بيّنه قوله تعالى بعدها:

«فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ» – «وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً»

ثالثا: لا مجاز مطلقا في القرآن، وإنما هي أساليب من أساليب البيان القرآني، لا تُفهم إلا بأدوات مستنبطة من السياق القرآني، فليس لله تعالى يد، و(يد الله) لا تعني (قدرته)….، فأسماء الله ليست في حاجة إلى (تجسيم)، كي يفهم الناس فاعليتها في الكون!!!

«الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى