نحو إسلام الرسول

(307) 12/2/2015 ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ )

لقد ورث المسلمون «الإسلام»، أقوالا، ومواعظ، وكتبا (ومنها كتاب الله) ..، بمعزل عن «العمل الصالح»، الذي يقوم على «رؤية»، و«خطة» تنموية شاملة، ممتدة المفعول، وعلى «متابعة» مستمرة، تضمن عدم انحراف العمل عن السبيل الذي أمر الله باتباعه، وهو (سبيل الله)، فماذا كانت النتيجة؟!

لم يؤيد الله تعالى المسلمين بنصره، ولم يستخلفهم في الأرض، ولم يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ..، فتخلفوا، وأصبحوا في ذيل الحضارة، عالة على الأمم المتقدمة (غير المسلمة)!!

فكيف يكون هذا هو مصير المسلمين، وهم الذين يحملون «الآية القرآنية»، التي أقامت خير أمة أخرجت للناس؟!

لقد أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، في الوقت الذي حذرهم فيه الله تعالى من هذا «الشرك»، فتدبر قوله تعالي في سور النور:

« وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» ـ « لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» ـ « وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ» ـ « وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً»

ثم بعدها، اشترط الله للوفاء بوعده، شرطا أساسا، فتدبر:

« يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً» ـ « وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ»!!

إن الشرك بالله، ليس مسألة قلبية، وإنما أيضا سلوك عملي، يخترق منظومة «الإيمان والعمل الصالح»، فيفسدها، ويجعل أصحابها من: «الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»!!

لذلك كان لابد من أن يقوم «العمل الصالح» على رؤية، وخطة، ومنهجية علمية، ومتابعة مستمرة، تضمن ألا ينحرف هذا العمل عن مساره الصحيح، وهو أن يكون في سبيل الله، فتدبر:

«إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ – الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ – ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا – وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ – فِي سَبِيلِ اللَّهِ – أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ».

عندما يربي الوالدان أولادهم تربية صالحة، ويتمسك الأولاد بصلاحهم، ويجاهدون بأموالهم وأنفسهم في سبيل إقامة دين الله في الأرض ..، فإن الوالدين سيجدان ثمار هذه التربية يوم الحساب، وكذلك الحال بالنسبة للتربية الفاسدة.

إن المسلم، المؤمن، الذي أخلص دينه لله، لا ينفصل عمله الصالح عن إيمانه، ولا ينفصل إيمانه وعمله الصالح، عن رؤيته الحالية والمستقبلية، لآثار هذا العمل، وما إذا كان يبتغى به الدار الآخرة، أم الدار الدنيا.

«وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً»

إن «الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ»، سيحاسب عن هذا المال، من أين جاء به، وفي أي شيء أنفقه، فإن مات وهو لا يعلم ماذا سيفعل ورثته بهذا المال، فإنه سيجد أن ما فعله ورثته بأمواله، من عمل صالح أو فاسد، مسجل في صحيفته، ويجازى عليه!!

انظر إلى «إيمانك»، و«عملك الصالح»، هل هو لك، أم عليك!!

«إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى – وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ – وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ»

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى