إن دخول المرء الإسلام، يجب أن يكون من بابه الصحيح، وهو:
أولا: أن يشهد شهادة علمية (وليس وراثية) أنه لا إله إلا الله، وذلك بعد إقراره بفاعلية دلائل الوحدانية في هذا الكون.
ثانيا: أن يعلم أن هذا الإله يستحيل أن يخلقه سُدى، وأنه لابد من وجود حكمة من خلقه، وأن هذه الحكمة يستحيل أن يقف عليها إلا بوجود صلة بينه وبين خالقه، وأن هذه الصلة شاءت إرادة الخالق أن تكون عن طريق «النبوة»، وإرسال الرسل بالرسالات، التي تبين للناس الطريق إلى صراط ربهم المستقيم.
ثالثا: أن يعلم (بعد بحث ودراسة)، أن القرآن هو الكتاب الإلهي الوحيد، الذي أقام هذه الصلة بين الناس وخالقهم، وأنه حقا كلام الله الذي حمل شريعته الواجب على الناس اتباعها.
رابعا: أن يتبع كل ما جاء في هذا القرآن، بعد أن آمن بصحة نسبته إلى الله تعالى.
وهنا … لا أظن، أن الذي أقام إسلامه على هذه المنهجية العلمية، سيشغله السؤال:
ما هي «الحكمة» من أن الله أراد كذا أو كذا ….، وإنما الذي سيشغله هو كيف يفهم هذا القرآن، بالأدوات التي نص عليها القرآن ذاته.
هذا هو الطريق، الذي يجب أن يسلكه المرء، إذا أراد أن يعرف ربه، ويقف على شريعته، ويعلم أن الذي خلقه هو وحده الذي يهديه.
« قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ » – « أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ » – « فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ » – « الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ » – « وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ » – « وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ » – « وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ » – « وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ »