لم يتعلم المسلمون، أتباع الفرق والمذاهب المختلفة، الدرس، ولم يأخذوا العبر من أحداث «الفتن الكبرى»، التي مزقت أمتهم، ولم يقفوا على فاعلية الأوامر الإلهية الحاكمة لسنن التغيير، فظلت سنن (التغيير السلبي) تعمل فيهم، لا يرونها وهي شاخصة أمام أعينهم!!
لقد ماتت قلوب المسلمين، بعد أن تعطلت آليات عملها: آليات التفكر، والتدبر، والتعقل، والنظر …!!
لقد تعلمت القوى العظمى الدرس، وأخذت العبر، واستطاعت أن تتعامل مع السنن الكونية وتسخرها، فوصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، من تقدم في جميع مجالات العلوم المختلفة.
لقد تعلمت القوى العظمى الدرس، واستغلت تخلف المسلمين وتفرقهم وتخاصمهم، واخترقت قلوبهم، ووظفتها لصالح توجهاتها السياسية، وأمدت أصحابها بالمال والسلاح، ليحاربوا بهما (الإسلام) من الداخل، وعبر مؤسساتهم الدينية، وها نحن نرى ثمار هذا الاختراق على أرض الواقع!!
لقد فرح المسلمون بتخلفهم وتفرقهم وتخاصمهم، وبما تفعله القوى العظمى في حياتهم!!
لقد فرح المسلمون بتخلفهم وتفرقهم وتخاصمهم، وأن (الإسلام) أصبح هو المحافظة على أداء الصلوات (وهم ساهون)، وأداء الزكاة (وهم مغيّبون) والصلاة على النبي في الصباح والمساء، وكلما ذكر اسمه (وهم يحاربون النبوة)!!
لقد فرح المسلمون بتخلفهم وتفرقهم وتخاصمهم، وليس بعد ذلك ما يفعلونه، إلا انتظار (المهدي)، ليضع عنهم إصرهم، والأغلال التي عليهم، وليخرجهم من معيشتهم (الضنك)!!
يا أيها (المغيّبون) استيقظوا قبل يوم الحساب، واخلعوا ثوب (الإجرام) قبل أن تخلعه (جهنم) وبئس المصير!!
«وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا (الْقُرْآنَ) مَهْجُوراً» – «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنْ (الْمُجْرِمِينَ) وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً»