نحو إسلام الرسول

(298) 13/1/2015 (لماذا لم يعتنقوا الإسلام؟)

لقد سجل التاريخ شهادات كل من (مايكل هارت)، و(جوزيف ماسلمان)، و(لامارتين) … وغيرهم، ممن ذكروا في مؤلفاتهم، أن رسول الله محمدا، هو أعظم شخصية أثرت في تاريخ البشرية، بل وكان في مقدمة عظماء العالم!!

وجاء المستشرق الإنجليزي (آرثر أربيري)، وترجم القرآن، وكان يقول: إنني أشعر وكأنني أستمع إلى سيمفونية موسيقية رائعة، يهتز لها قلبي!!

والسؤال: لماذا لم يعتنق هؤلاء الإسلام؟!

أولا: لأنهم كانوا يعتقدون أن القرآن من تأليف محمد، وأنه قد أبدع في تأليفه حتى أنه جمع في كتاب واحد، كل ما جاء في الكتب الإلهية السابقة، وقد نسبه إلى الله ليأخذ قدسية في قلوب أتباعه، وأبدع في صياغته البلاغية والشعرية حتى اهتزت له القلوب، فكان شخصا عظيما ومبدعا، وليس بالضرورة اتباعه، لأن العظماء كثيرون!!

ثانيا: لأنهم لا يؤمنون إلا بالآيات الحسية، فلم يجدوا لهذا القرآن فاعلية على أرض الواقع تثبت أنه من عند الله (وليس من عند محمد)!!

لم يجدوا أن هذا القرآن يُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويشف ما في الصدور، ويغير حال المسلمين إلى الأفضل، ورحمة للعالمين…، فكان الأقرب إلى قناعاتهم أن يكون هذا القرآن من تأليف محمد، خاصة بعد أن تفرق أتباعه بعد وفاته، ولو كان القرآن من عند الله ما تفرقوا!!

ثالثا: لأنهم تعاملوا مع القرآن كمنتج بشري، تقاس جودته بالمعايير المادية، وليس كرسالة إلهية، حملت في ذاتها (الآية) الدالة على أنها من عند الله!!

وكذلك فعل المكذبون في عصر الرسالة، فقالوا: “إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ”، وقالوا: “إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ”، وقالوا: “أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً”…، ولم يعترفوا بأن القرآن (آية إلهية)!!

رابعا: لأنه إذا أراد أحدهم أن يدخل في الإسلام، وأن يسجل ذلك في هويته:

ـ فهل يختار أكثر الفرق الإسلامية عددا، أو قوة، فيعتنق مذهبها؟!

ـ أم يدرس مذاهب الفرق كلها، ثم يختار منها ما يعجبه، ويُشهر إسلامه على هذا الأساس؟!

ـ أم أن عليه أن يبدأ الطريق من أوله، ويدخل الإسلام من بابه الوحيد، باب “الآية القرآنية”؟!

ولكن السؤال: أية مؤسسة حكومية ستقبل، أن يُشهر هذا الشخص إسلامه أمامها، دون أن يُقر بأنه تابع لمذهبها الديني؟!

إنها حقا مأساة أمة، تخلت عن مسئوليتها في إقامة الدين، وتفرقت فيه!!

“شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً” – “وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ” – “وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى” – “أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ” – “كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ” – “اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ” – “وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ” – “وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ” – “وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ”!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى