نحو إسلام الرسول

(292) 22/12/2014 (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً)

يقوم (الإسلام)، على التخطيط والمتابعة، بهدف إقامة (دين الله) في الأرض، وعدم التفرق فيه: “أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ”!!

ويقوم (النفاق)، على التخطيط والمتابعة، بهدف تفرق المسلمين، وإقامة (دين الشيطان) في الأرض: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”!!

والفريق الأول، يقول الله تعالى عنه: “أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ” – “أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ”!!

والفريق الثاني، يقول الله تعالى عنه: “أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ” – “أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ”!!

ولقد نجح الشيطان في أن يجعل المسلمين أعضاء في حزبه، سعداء بتفرقهم وتخاصمهم وتقاتلهم، يعيشون دنياهم، ويتمتعون بزينتها وشهواتها، “وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً”!!

إن (كلام الله)، هو (أحسن الحديث)، وهو موجود في بيوت المسلمين جميعا، ويحفظه كثير منهم في قلوبهم، وعلى ألسنتهم…، فلماذا لم يغير شيئا من واقعهم، وهو (الآية الإلهية)، القادرة على إخراج الناس من الظلمات إلى النور؟!

لقد نجح الشيطان في أن يجعل (الإسلام)، مجرد (منظومة فكرية): مقالات وكتبا وخطبا منبرية…، كلاما في كلام، فإذا كان (كلام الله) لم يجعل المسلمين يقيمون دينه في الأرض، فهل سيقيمه (كلام البشر)؟!

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ” – “كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ” – “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ (صَفّاً) كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ”!!

فمتى سيقف المسلمون (صفا) واحدا، ويقيمون (دين الله) في الأرض (أمة واحدة)؟!

إن إقامة (دين الله) في الأرض، (نظام حياة)، يقوم على (منهج) علمي، و(تخطيط) ومتابعة،…، فمن الذي أعد العدة لهذا النظام الحياتي؟!

لماذا أعدوا العدة لمعيشتهم، فجمعوا لها الأموال، وضيّعوا من أجل زينتها وشهواتها الأوقات…، ولم يعدّوا العدة لإقامة (دين الله) في الأرض، وإخراج الناس من الظمات إلى النور، سلوكا عمليا، و(نموذجا)، يُظهر صورة (الإسلام) الحقيقة، على أرض الواقع؟!

هل تعلمون لماذا لم يعدّوا العدة؟!

لأن الله تعالى كره حالهم هذا، فتركهم لأهوائهم وشهواتهم، وتفرقهم وتخاصمهم، فتمكنت (سنن التثبيط) من قلوبهم، وسرت في دمائهم، فضل سعيهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وهو حال جميع أتباع الفرق والمذاهب المختلفة اليوم!!

“وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً – وَلَكِنْ (كَرِهَ اللَّهُ) انْبِعَاثَهُمْ – (فَثَبَّطَهُمْ) – وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ”!!

لقد باعوا أنفسهم للشيطان، وأصبحوا يخططون ويتابعون لصالح تفرقهم وتخاصمهم وتقاتلهم!! لم تعد أنفسهم في أيديهم، فكيف سيغيّرونها؟!

“اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ” – “فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ” – “أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ” – “أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ”!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى