نحو إسلام الرسول

(286) 8/12/2014 (احذروا الشيطان المحمول)

عندما يأمر الله تعالى الولد، (ذكرا كان أم أنثى)، أن يخفض لوالديه جناح (الذل):

– “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ”

فإن ذلك لا يحدث بين يوم وليلة، وإنما هو خلق، يتربى عليه الولد منذ طفولته، حتى يتشربه قلبه، فيصبح قادرا على ألا يعصي والديه، في أي أمر (إلا أن يكون حراما)، وأن يرعاهما رعاية كاملة:

“إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ – أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا – فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ – وَلا تَنْهَرْهُمَا – وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً”!!

إن خلق (الذل)، الناشئ عن التربية (الإيمانية)، في البيت (المسلم)، لا يقوم على الخوف من الوالدين، ولا بسبب عرفٍ متبع…، وإنما على “الرحمة”: “جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ”!!

إن “الرحمة”، “والتواضع” …، من الصفات التي يجب أن يعتاد عليها الطفل، حتى يستطيع أن يخفض جناح (الذل) لوالديه!!

إنها التربية “الإيمانية”، داخل البيت “المسلم”…، هذه التربية، التي من ثمارها، أن يدعو الولد لوالديه قائلا: “وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً”.

فأين نجد هذه التربية الإيمانية اليوم؟!

اليوم …، لا وقت للتربية، الأولاد، الأمهات، الآباء ….، مشغولون مع الأصحاب: الموبيل، الآي باد، التابلت …، لقد أصبحت هذه الأجهزة المحمولة هي شغلهم الشاغل لقلوبهم!!

اليوم …، لا وقت للتواصل العائلي، فالولد يتحدث مع أبويه وعينيه لا تفارق الجهاز المحمول!! والزوج يتحدث مع زوجه وعينيها (وعينه) لا تفارق الجهاز المحمول!!

اليوم …، تُغضب المرأة زوجها، وتتركه (يخبط راسه في الحيط)، وتذهب لصاحبها (المحمول) …، وكذلك الرجل!! والولد يُغضب والديه، ومهما كانت العقوبة، فإنه سيذهب إلى صديقه الحميم (المحمول)، يشتكي له همه، ويسعد بصحبته!!

انظروا إلى الناس: في البيت، في العمل، في الشارع…، لقد أصبح الجهاز (المحمول)، هو الصديق الحميم الذي لا يفارقهم، إلا لحظة النوم (أو الموت)…، فهل يعلمون أن الله تعالى يراهم، وسيحاسبهم على هذا الوقت، وفي أي شيء استثمروه؟!

“وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ – وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ – وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ – إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ – وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ – وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ – إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ”.

لذلك: احذروا “الشيطان المحمول” … فأنتم مسئولون!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى