نحو إسلام الرسول

(285) 2/12/2014 (أين أمة الإسلام؟)

* عندما يعيش (المسلم) بين شعوب العالم المتقدم، ويرى كيف استفادت من تقدمها الحضاري، سلوكا عمليا على أرض الواقع …، ثم ينظر إلى الشعوب المسلمة، فيرى أنها تعيش في ذيل التقدم الحضاري …، يصبح من الضروري أن يسأل نفسه سؤالا:
لماذا لم يستطع (الإسلام)، أن يجعل من الشعوب المسلمة (أمة)، تقود مسيرة التقدم الحضاري؟!

* عندما يعيش (المسلم) بين شعوب العالم المتقدم، ويتجول خلال البلاد، يستمتع بخيراتها، ويتحدث مع أفرادها، ويعلم كيف يُفكرون …، يصبح من الضروري أن يسأل نفسه سؤالا:
متى سيكون (المسلمون) شهداء على هذه الشعوب؟! متى سيُخرجونهم من ظلمات الشرك إلى نور الوحدانية؟! متى ستصل فاعلية “الآية القرآنية” إلى قلوبهم، حتى يعلموا حقيقة “الإسلام”، وكيف أن النبي الخاتم، جاء رحمة للعالمين؟!

– “قُلْ يَا أَيُّهَا (النَّاسُ) إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ (جَمِيعاً) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ (وَكَلِمَاتِهِ) وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”.
– “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ (رَحْمَةً) لِلْعَالَمِينَ”.

* عندما يستمع (المسلم) لمفكرين، يعيشون في العالم المتقدم، ويخاطبون المسلمين من على أرضه، ثم لا يُحدّثونهم إلا عن إشكاليات “تراثهم الديني”، وعندما يتحدثون عن القرآن يتحدثون بفهم معوج، لا علاقة له بفاعلية “الآية القرآنية” اليوم …، يصبح من الضروري أن يسأل نفسه سؤالا:
ماذا فعلت الخطب المنبرية، بتوجهاتها الفكرية المختلفة، خلال قرون من الزمن مضت، وبقراءاتها المعاصرة اليوم، والمسلمون لا يزالون على تخلفهم وتفرقهم وتخاصمهم؟!
ماذا فعلت الخطب المنبرية، في الفكر الجهادي المذهبي المتطرف، الذي قويت شوكته، وأصبح له واقع يتحرك في البلاد، يريد إعادة الشعوب إلى عصور الفتن الكبرى؟!

* وعندما يرى (المسلم) رجالا ونساءً من هذا العالم المتقدم، يبايعون أمراء الجماعات الجهادية على السمع والطاعة، وإقامة (الخلافة الإسلامية) في الأرض، هذه الخلافة التي طغت في البلاد، فأكثرت فيها الفساد …، يصبح من الضروري أن يسأل نفسه سؤالا:
أين (أمة الإسلام)، (أمة الوحدانية)، التي يعيش أفرادها (الإسلام)، كما عاشه رسول الله وصحبه في عصر الرسالة، واقعا حيا يتحرك بين الناس، وليس ترفا فكريا، يعيش في قوالب مغلقة؟!
أين (أمة الإسلام)، (أمة الوحدانية)، التي يأتي إليها الناس من كل فج عميق، فيجدون “الإسلام” منهج حياة، وبناءً قائما على أرض الواقع، وليس تخاصما وتقاتلا، ومنابر وعظ وإرشاد، وترفا فكريا على شبكات التواصل الاجتماعي، ومنشورات وبوسترات …، وحال المسلمين كما هو، لا يتغير؟!

* إن نصوص “الآية القرآنية”، جاءت تخاطب العالمين، وتأمر المسلمين بإقامة خير أمة أخرجت للناس، هذه الأمة التي يناديها الله في مئات الآيات بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، لا يناديهم كأفراد، يعيشون مشتتين في العالم، منغلقين على أنفسهم وعلى مشاريعهم الفكرية…، ولكن يناديهم كـ (أمة)، يعيش أفرادها وفق منهج ونظام وشريعة “الآية القرآنية”، التي تأمرهم:

“وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ” … الخطاب لمن؟!!
“وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” … الخطاب لمن؟!!
“وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ” … الخطاب لمن؟!!

هل الخطاب:
– للجماعات “الجهادية”، التي تفسد في الأرض، تحت راية (الخلافة الإسلامية)؟!
– للجماعات “السلفية”، التي تريد تدعيم جذور التخلف الديني، تحت راية اتباع (السلف الصالح)؟!
– لجماعات “الإسلام السياسي”، التي اخترقت (وتخترق) كافة مؤسسات الأنظمة الحاكمة، بما في ذلك مجتمعاتها المدنية، وجمعياتها الأهلية…، انتظارا لليوم الذي تتمكن فيه من حكم البلاد؟!

* إنها المسئولية الإيمانية:
إقامة (أمة الإسلام)، (أمة الوحدانية)، مجتمع (الَّذِينَ آمَنُوا)، في أي مكان في هذا العالم، ليكون نموذجا يُظهر فاعلية نصوص “الآية القرآنية” على أرض الواقع، ومنارة يهتدي بنورها الناس جميعا!!

“أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ – فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا – أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا – فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ – وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”.

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى