يصرخ البعض، ويتشنج الآخر، ويغضب ثالث … أليست (الكتابيات)، خارج دائرة (الكوافر) و(المشركات)، المحرمات على المسلمين؟!
الجواب: إن من أهل الكتاب (يهودا أو نصارى) من آمن في عصر الرسالة (أو من كان يكتم إيمانه)، وهؤلاء قال الله تعالى فيهم:
“وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ (مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ) وَأَكْثَرُهُمْ (الْفَاسِقُونَ)!!
إذن (الْفَاسِقُونَ) هم الذين لم يؤمنوا برسول الله محمد، ولم يتبعوا رسالته الخاتمة، وهم الذين وصفهم الله تعالى بـ (الكافرين – المشركين)، وأدخلهم دائرة (التحريم)!!
وليس معنى أن الله تعالى خاطبهم بـ (أهل الكتاب) أنهم خرجوا من هذه الدائرة (الكفر والشرك)، فقد كان هذا الخطاب من باب (التبكيت)، لبيان أنه ما كان لأتباع الرسل (أهل الكتاب)، الذين (أوتوا الكتب الإلهية)، أن يكفروا أو يشركوا بالله تعالى!!
والسؤال: ألم يشرك أتباع النبي الخاتم محمد، أيضا، وهم حملة كتاب الله (القرآن)؟!
أليس اتباع الفرق الإسلامية (شرك بالله)، بنص الآيات (31-32 الروم)؟! فما حكم عقود النكاح (على كتاب الله وسنة رسوله) التي قامت بين أتباع هذه الفرق؟!
أين نجوم القراءات القرآنية المعاصرة، وأهل القرآن، وتنقية التراث الديني، وتطوير المناهج الأزهرية وإصلاحها … أين كل هؤلاء من المعضلات الحقيقية التي تواجه (الفكر الإسلامي) اليوم؟!
لماذا ينطلق هؤلاء، في مشاريعهم الفكرية، (بمعزل) عن منظومة (الوحدانية)؟!
لماذا يفكرون ويكتبون (بمعزل) عن حقيقة ملة الذين يخاطبونهم على صفحاتهم الإلكترونية، من أتباع الفرق المختلفة؟!
لماذا لا يواجهونهم بمصيرهم إن هم ماتوا على حالهم هذا؟!
لماذا يداهنون حتى لا ينفض عنهم مئات المعجبين، ويغضب منهم دعاة الحداثة والعصرنة، ويتهمونهم بالتخلف والرجعية، وعدم التزامهم بالاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية (سيداو)، التي تعمل على هدم أحكام الشريعة الإسلامية من قواعدها، في بلاد المسلمين؟!
ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، على أي أساس منهجي قامت هذه المشاريع الفكرية، ولا تُفتنوا بهياكلها الهندسية، ولا بمعجزاتها الرقمية، ولا بما ظهر حديثا ويسمى بـ (المنهج اللفظي الترتيلي)!!
ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، فستجدون كل هذه المشاريع لا تقوم أصلا على منظومة (الوحدانية)، ولا على الإقرار بأصول الإيمان الخمسة، ولا على منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، ولا على اعتبار أن هذا القرآن (آية إلهية) معاصرة لنا، وعلينا أن نقوم بتفعيلها اليوم دون النظر إلى الأمس!!
ادرسوا … وتدبروا … يا أهل التدبر، وكفانا (الوجبات الجاهزة السريعة)!!
أنها حقا … مصيبة كبرى …
وإلى الذين يريدون مزيد بيان عن كفر وشرك (أهل الكتاب)، فهناك الكثير من الآيات القرآنية، التي يصعب حصرها هنا، ومنها:
* “قُلْ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ (أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ” … “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ (مِنْ الْمُشْرِكِينَ)” … “إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ (وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا) وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ”.
* “وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ (بِكُفْرِهِمْ) فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ” … “وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا (كَفَرُوا بِهِ) فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ” … “بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ (أَنْ يَكْفُرُوا) بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ (وَلِلْكَافِرِينَ) عَذَابٌ مُهِينٌ” … “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا (وَيَكْفُرُونَ) بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ (إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ)”
* قُلْ (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ) لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ” … “لُعِنَ (الَّذِينَ كَفَرُوا) مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” … “كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” … “تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ (الَّذِينَ كَفَرُوا) لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ (وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ)” … “وَلَوْ كَانُوا (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ) وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ (فَاسِقُونَ)”
* “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”
* “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ (الَّذِينَ كَفَرُوا) مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”
* “وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” … “اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ (سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)”
هذا طبعا بالإضافة إلى المنشورات السابقة (آية الزواج 1- 9)