نحو إسلام الرسول

(270) 25/9/2014 (آية الزواج – 7)

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]
عندما تقوم منظومة (آية الزواج) على تفعيل أصول الإيمان، والتسليم لأحكام الشريعة الإسلامية (سلوكا عمليا في واقع الحياة)، فإن الثمار المرجوة لا شك أنها ستكون (الذرية الصالحة)، فتدبر:
– “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ، وَقُلْ رَّبِّ (ارْحَمْهُمَا) كَمَا (رَبَّيَانِي صَغِيراً)”
– “رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا (صَالِحِينَ) فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً”.
إن تربية الأولاد (تربية صالحة)، من المهام الرئيسة للزوجين، وفق أصول الإيمان المستقرة في قلبهما، وفي إطار بناء منظومة (المجتمع المسلم)!!
فانظر كيف تحول أسلوب الضمير من المثنى إلى الجمع (إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ)، ذلك أن (الصلاح) هو الهدف الرئيس من تفعيل (آية الزواج) لإقامة المجتمع المسلم، هذا بالإضافة إلى ما في قوله تعالى (فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً) من عطاءات… وعطاءات!!
فهل يمكن، وسط هذه (المنظومة الإيمانية)، التي ألقينا بعض الضوء عليها، خلال المنشورات [1-6]…، أن تبيح الشريعة الإسلامية (الزواج المختلط) بأي صورة من الصور، ولأي سبب من الأسباب؟!!
إن الآية الوحيدة التي يستند إليها أنصار (الزواج المختلط) هي الآية [5] من سورة المائدة، وكان بإمكاني بيان عدم صحة الاستدلال بهذه الآية في منشور واحد، منذ البداية، فلماذا كل هذه المقدمة [آية الزواج: 1-6]؟!!
أولا: لتكون درسا للذين لا يعلمون عن علم (السياق القرآني) شيئا، فهي بمثابة دورة تدريبية، لنتعلم كيف نتدبر القرآن، ونستنبط الأحكام!!
ثانيا: لنعلم أن صاحب المشروع الفكري (الإسلامي) يجب أن يقيم مشروعه على منهج علمي، يحمل أدوات لفهم القرآن، وبدون هذا المنهج وبدون هذه الأدوات، سيقدم للناس قراءات شاذة، تفسد قلوبهم، ولا تهديها إلى صراط ربها المستقيم!!
ثالثا: إن الإجابة على هذه الشبهة، في منشور واحد، سيفتح بابا للجدل العقيم، وسيعطي فرصة للفلاسفة أنصار التنوير، والقراءات الشاذة للقرآن، أن يخرجوا علينا بشبهاتهم التافهة وجهلهم المقيم!!
رابعا: إن الأمانة العلمية اقتضت أن تكون هذه المقدمة [آية الزواج 1-6]، تمثل (90%) من الإجابة على هذه الشيهة، أما الـ (10%) التالية، فهي فقط لإسقاط هذه المقدمة، على السياق القرآني، الذي وردت فيه الآية [5] من سورة المائدة، لتكون بمثابة ضرب المثل لكيف نتدبر القرآن، ونستنبط أحكامه!!
وقبل الحديث عن الـ (10%)، أنصح القارئ الكريم، أن يقرأ فتوى أحد نجوم التنوير والقراءات الشاذة للقرآن، من الذين يبيحون (الزواج المختلط)، وذلك على هذه الروابط:
الفتوى: “يصح (للمسلمة) أن تتزوج (أى إنسان مسالم) (بغض النظر عن دينه) الأرضى أو السماوى، طالما تمسك بـ (السلم والسلام) و(الأمن والأمان)، وكذلك الحال بالنسبة (للمسلم)”.
الروابط: دراسة بعنوان: “قراءة تحليلية لسورة الممتحنة – الولاء والبراء فى الاسلام”، وهذا هو رابط الموضوع:
https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php…
وأخرى بعنوان “الزواج من الكتابى”، وهذا هو رابط الموضوع:
https://www.ahl-alquran.com/arabic/show_fatwa.php?main_id=372
والآن تعالوا نتدبر، السياق القرآني الذي وردت فيه الآية [5] من سورة المائدة، والذي يبدأ بالآية [3]، وقوله تعالى:
– “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ … (الْيَوْمَ) يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي … (الْيَوْمَ) أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً …” [3]!!
– ثم الآية [4] وقوله تعالى: “(يَسْأَلُونَكَ) (مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ) قُلْ (أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ) … “!!
– ثم الآية [5] وقوله تعالى: (الْيَوْمَ) (أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ) وَ(طَعَامُ) الَّذِينَ (أُوتُوا الْكِتَابَ) حِلٌّ لَكُمْ وَ(طَعَامُكُمْ) حِلٌّ لَهُمْ … وَ(الْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ) وَ(الْمُحْصَنَاتُ) مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (مِنْ قَبْلِكُمْ) … إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ … مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ … (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ) فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ … (وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)”!!
نعود ونتدبر الآية [3] وقوله تعالى:
– (الْيَوْمَ يَئِسَ) – (الَّذِينَ كَفَرُوا) – (مِنْ دِينِكُمْ) – (فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي)
والسؤال:
1- من هم (الَّذِينَ كَفَرُوا) الذين يئسوا من دين الله تعالى؟!
2- وهل يُعقل أن يبيح الله تعالى زواج المسلمين من (الَّذِينَ كَفَرُوا) الذين قال عنهم: “فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي”؟!
3- ثم ما هي الحكمة من ورود كلمة (اليوم) في سياق هذه الآيات:
“(الْيَوْمَ) يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا” – “(الْيَوْمَ) أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” – “(الْيَوْمَ) أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ”؟!
4- هل يُعقل بعد اكتمال الدين، وتمام النعمة، وقوله تعالى: “وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً”، أي ورضيت لكم (الإِسْلامَ) نظاماً ومنهجا للحياة، أن تأتي الشريعة الإسلامية، وتبيح (الزواج المختلط) القائم على الكفر والشرك بالله، بمعزل عن (الإسلام) الذي ارتضاه الله للناس دينا؟!

وللموضوع بقية ….

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى