نحو إسلام الرسول

(268) 21/9/2014 (آية الزواج – 5)

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]
إن الناس في نظر الشريعة الإسلامية (القرآنية) ينقسمون إلى:
(مؤمن) – (كافر) – (منافق) … وهذا ما بيّنته الآيات الأولى من سورة البقرة.
– المؤمنون: هم الذين آمنوا بصدق نبوة رسول الله محمد، وبكل ما جاءت به رسالته، جملة وتفصيلا. (انظر الآيات 3-5).
– الكافرون: هم الذين كفروا بنبوة رسول الله محمد، وبكل (أو بعض) ما حملته رسالته الخاتمة. (انظر الآيات 6-7)
– المنافقون: هم الذين يُظهرون (الإسلام) ويبطنون (الكفر). (انظر الآيات 8-16):
ولقد بيّن القرآن الحكيم، أن (الكفر) هو الملة الرئيسة، التي تشمل جميع الملل، التي لم تؤمن بالنبي الخاتم محمد وبرسالته، بصورها وأشكالها المختلفة، فتدبر قول الله تعالى:
“إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ” – “وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ” – “وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ” – “وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً” – “أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا” – “وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا”.
نعم: (أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا)، إن الكفر بالرسل كفر بالله تعالى، فتدبر:
– “(لَقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ (هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)”!!
– “وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي (إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ)”
– “(لَّقَدْ كَفَرَ) الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ (ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ) – (وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ)”!!
– “(اتَّخَذُواْ) أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ (أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ) – (وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ)، وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ (إِلَهًا وَاحِدًا)- (لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ) – (سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)”!!
– “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ) وَأَنتُمْ تَشْهَدُون”!!
لذلك أقول: إن قضية الفرق بين (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، التي يثيرها البعض، محاولة منهم للإمساك بطوق النجاة الأخير..، إن هذه القضية ليست موضع اعتبار في هذه الدراسة، لماذا؟!
لأن (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، (بعد عصر التنزيل واكتمال الدين)، و(بعد موت النبي الخاتم محمد)، عليه السلام، و(بعد إصرارهم على عدم اتباعه)…، متساويان في وصف القرآن لهما بـ (الكفر) و(الشرك)، في نصوص (الآية القرآنية) التي بين أيدينا اليوم، وهذا هو ما يهمنا، ونحن نقوم بتفعيل أحكام (الآية القرآنية) في حياتنا!!
ومن البراهين المؤيدة لما سبق، أذكركم بهذه الحقيقة القرآنية:
إن جملة (الميثاق الغليظ) لم يأت ذكرها في كتاب الله، إلا في (آيات ثلاث):
1- “وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم (مِّيثَاقاً غَلِيظاً)”!!
2- “وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم (مِّيثَاقاً غَلِيظاً)”!!
3- “وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ (مِيثَاقاً غَلِيظاً)”!!
فهل تعلم، أن (آية الزواج)، إذا أراد الزوجان تفعيلها كما أمرهما الله تعالى، فإن محورها الأساس، هو نفس (الميثاق الغليظ) الذي أخذه الله من الأنبياء وأقوامهم، وكان موضوعه الالتزام بشريعته التي أنزلها عليهم!!
فهل التزم (أهل الكتاب) و(الذين أوتوا الكتاب)، في حياة النبي، وبعد وفاته، بهذا (الميثاق الغليظ)، حتى يتناغم (ميثاقهم)، مع ميثاق (آية الزواج)؟!
من أجل ذلك، يستحيل أن تحل (المسلمة لغير المسلم)، ولا يحل (المسلم لغير المسلمة)، وهذا وفق مقومات (القانون العام) الحاكم لهذا الحكم الشرعي (النهائي – البات)، فتدبر:
– “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ”
– “وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا”
– “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ”
– “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ”
– “وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ”!!
فكيف يقيم (مسلم)، علاقة (زوجية – إيمانية)، وزوجه عدو له!!
ألم يعلم أن الله تعالى نهى المسلمين أن يتخذوا أعداءه أولياء؟!
وفي هذا السياق أذكركم بآيات سورة الممتحنة، لأنها من المحاور الرئيسة في هذه الدرسة، فتدبروا:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) – (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ) – (تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) – (وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ) – (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ) – (إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي) – (تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) – (وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ)- (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ) – (فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)”!!
وأيضا نتدبر قوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) – (لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء) – (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) – (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) – (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)!!

والسؤال: هل يمكن أن تأخذ دينك من كافر أو مشرك؟!
إذن عليك أن تحدد موقفك من الذين أفتوا بشرعية (الزواج المختلط)!!
ولا تقول: “نؤمن ببعض ما عندهم، ونكفر بالبعض الآخر، لأنك في هذه الحالة ستكون (مثلهم): “إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً”

وللموضوع بقية … لنتعرف على الفرق بين (الإسلام- والسلام) – و(الإيمان – والأمان)!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى