نحو إسلام الرسول

(267) 21/9/2014 (سؤال سريع)

Islam Kandil يسأل
“لم افهم لماذا قلت حضرتك “ان الذين لم يهاجروا من مكة الی المدينة مشركون ومع ذلك سماهم الله كفارا ، خاصة وأن الآيات من بداية السورة لم تذكر لفظ الشرك بل جاء بها لفظ الكفر”!!
الجواب: إنك إذا تدبرت سياق آيات سورة الممتحنة، ستعلم أنها بدأت بتحذير المؤمنين من اتخاذ (أهل مكة) أولياء، بعد أن أخرجوهم من ديارهم!! أما إذا قلت: ومن أين جئنا بأنهم (أهل مكة)، فسيصبح الحوار منتهيا عند هذا الحد!!
لأنني أنطلق في إجابتي على هذا السؤال من علمي (الذي استقيته من السياق القرآني) أن الرسول كان يعيش في مكة (وسط المشركين) ثم هاجر إلى المدينة، ولحقه الذين آمنوا معه!! ولقد جاءت آيات سورة الممتحنة، تطلب من الرسول والمؤمنين (وهم في المدينة)، أن يقطعوا كل العلاقات والروابط مع (المشركين) الذين أخرجوهم من ديارهم!!
لقد وصف الله تعالى عملية إخراج المؤمنين من ديارهم (من مكة) بأنها (قتال في الدين): “يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ”، وهذا هو السبب في نقلهم من دائرة (الشرك) إلى دائرة (الكفر) لأنها الدائرة الأعم والأشمل، فهم لم يكتفوا بمعايشة ملة الشرك مع أنفسهم، وإنما ذهبوا (يعتدون ويقتلون) المؤمنين ويخرجوهم من ديارهم!!
ولكن، لماذا فعل (المشركون) (الكفار) ذلك؟!
لأن الرسول جاء يدعوهم إلى (عبادة إله واحد)، وهم يريدون (الشرك)، تدبروا قوله تعالى: (كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ)، ثم قوله بعدها مبينا سبب كفرهم: (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) … (أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ)!!
إن المحور الأساس لسورة الممتحنة، يدور حول تحذير المؤمنين من موالاة (المشركين)، وهذا ما بينته بوضوح الآيات الأولى من سورة الممتحنة، ومنها قوله تعالى:
“قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ (وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)…” ثم قال: (حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)!!
إذن، فعندما يخاطب الله المؤمنين بقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ (مُهَاجِرَاتٍ)…”، نفهم أنهن (مهاجرات) (من مكة)، أي من (الشرك)، أي من (الكفر)، لذلك قال: (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ) .. (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ)!!
واستكمالا لتحذير المؤمنين من موالاة (مشركي) مكة، جاءت الآيات بعد ذلك صريحة:
– “لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ (لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”!!
– “إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ (قَاتَلُوكُمْ) فِي الدِّينِ (وَأَخْرَجُوكُمْ) مِنْ دِيَارِكُمْ (وَظَاهَرُوا) عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ”!!
ثم تدبر ماذا قال الله تعالى بعد ذلك؟!
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنفَقُوا وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ) وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”!!
هذا عن سورة الممتحنة، فإذا ذهبنا نتدبر جميع الآيات التي جاءت سياقاتها تتحدث عن (الشرك)، وخاصة أوائل سورة التوبة، علمنا أن ملة أهل مكة كانت (الشرك)، وعندما يصفهم السياق القرآني بـ (الكفر)، فإن ذلك لقيامهم بأعمال تدخلهم الدائرة الأوسع والأعم وهي دائرة (الكفر)!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى