نحو إسلام الرسول

(266) 20/9/2014 (آية الزواج – 4)

“آية الزواج” [4]
[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]
ذكرت في المنشور السابق: أن الآية [221] من سورة البقرة، هي الآية (المحكمة)، (الأم)، التي تُحرم (الزواج المختلط) بالدلالة القطعية، التي لا تقبل أية شبهة في هذا التحريم: “وَلا تَنكِحُوا (الْمُشْرِكَاتِ) حَتَّى (يُؤْمِنَّ) … وَلا تُنكِحُوا (الْمُشْرِكِينَ) حَتَّى (يُؤْمِنُوا) …”!!
فقال أصحاب القراءات الشاذة للقرآن:
إن (تحريم النكاح)، الذي نصت عليه الآية، يتعلق بـ (الشرك)..، أما (أهل الكتاب) فليسوا بمشركين، ولا كفارا!! ثم أظهروا جهلا فوق جهل، وذهبوا يفرقون بين الكفر والشرك (باعتبار أن العطف يفيد المغايرة)، وكأنهم وجدوا طوق النجاة، الذي سينقذهم من أزمة الآية [221] من سورة البقرة!!
إن كلمة (المشركين)، عندما تأتي معطوفة على الكفار، أو العكس، ونأخذ في الاعتبار مسألة أن العطف يفيد المغايرة، يكون (المشركون) غير (الكفار)!! فإذا ذهبنا إلى السياق القرآني وجدناه يبيّن أن (المشركين) هم الذين قالوا: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) … والذين قالوا: (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ) … والذين قالوا: (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)!!
أما (الكفار) فهم: الذين ينكرون البعث، قال تعالى: “كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”!! وهم الذين يفترون على الله الكذب، قال تعالى: “مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ”!!
والسؤال: أين نضع (أهل الكتاب): مع المشركين أم مع الكفار؟! أم نضعهم مع المسلمين المؤمنين، أتباع النبي الخاتم محمد؟!
إن (الكفر): هو الدائرة الأوسع، التي تحوي كل الملل والنحل، التي عصت الله تعالى، ولم تتبع النبي الخاتم محمد، عليه السلام، ولا شك أنه يشمل (المشركين)!! وسأعطي مثالا واحدا يبيّن ذلك من (سورة الممتحنة)، حيث يقول الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا (الَّذِينَ آمَنُوا) إِذَا جَاءَكُمْ (الْمُؤْمِنَاتُ) مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ”!!
إن هذه الآية، جاءت عقب النهي عن (موالاة المشركين)، فقال تعالى في ختام الآية التي قبلها: “وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ”!!
وإن الخطاب للذين (آمنوا)، يطلب منهم أن يتأكدوا أن المهاجرات إليهم من مكة، (مؤمنات) حقا، ولسن (مثلا) جواسيس، فقال تعالى بعدها:
“فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ (مُؤْمِنَاتٍ)” – “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى (الْكُفَّارِ)” – “لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ”!!
إن الذين لم يهاجروا من مكة إلى المدينة (مشركون)، ومع ذلك سماهم الله (كفارا): “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ”!!
ومما يُفهم من سياق الآية، أنه كانت هناك عقود نكاح ومصاهرة بين المسلمين والمشركين، فقد يكون المسلم زوجا لمشركة، وتكون المسلمة زوجا لمشرك، فجاءت الآيات القرآنية تبين حكم الشريعة في مثل هذا (الزواج المختلط)!!
لقد قطعت الشريعة الإسلامية (الرابطة الزوجية) بسبب (الشرك)، وحرمت هذا (الزواج المختلط)، ولم يكن السبب أبدا عدم (السلام)، وغياب (الأمن والأمان) بين الزوجين!!
تدبر قوله تعالى: “فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ (مُؤْمِنَاتٍ)” – “فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ” – (لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ) – (وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)”!!
إن الإخلال بمنظومة (الوحدانية) في بيت (الزوجية)، محرم شرعا، فتدبر: “لا (هُنَّ) حِلٌّ لَهُمْ – وَلا (هُمْ) يَحِلُّونَ لَهُنَّ”…، لتعلم أن الذي يبيح (الزواج المختلط) فهو (الكافر) أصلا، وليس (المسلم) (المؤمن)!!
وللأسف الشديد، أن هناك عقود نكاح تمت، وتم الزواج، ومنها ما تم في السودان على يد (حسن الترابي)، والزوجان يعلمان أن الشريعة الإسلامية تبيح لهما هذا (الزواج المختلط)!!
لقد جاء (الكفر)، في السياق القرآني، مقابل (الإيمان)، وليس مقابل (الأمن والأمان)، ولقد قال الله تعالى في ختام هذه الآية: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ (الْكَوَافِرِ)”، والمقصود (المشركات)!!
تدبر قوله تعالى: “وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ”، وما يحمله من برهان قاطع على حرمة (الزواج المختلط)، ووجوب التفرقة فورا بين المرأة (المؤمنة) وزوجها (الكافر)، والرجل (المؤمن) وزوجه (الكافرة)، لأن المقصد الشرعي هنا واحد: تفعيل (الوحدانية) في حياة الزوجين!!
ثم تدبر قول الله تعالى في الآية التي أتت بعدها:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ (الْمُؤْمِنَاتُ) يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ (لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً) … “!!
إن أول شرط من شروط البيعة، هو نفسه أول أصل من أصول الإيمان: (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ)، وهو الإقرار بـ (الوحدانية).

* إنني عندما جئت لأكشف عن بعض الحقائق، التي تثبت أن (النجوم)، أصحاب القراءات الشاذة للقرآن، يسعون في الأرض فسادا، ويعملون لصالح اتفاقية (سيداو)..، غضب البعض، وغادر الصفحة البعض…!!! ولا تعليق!!!

– فهل بعد تحريف (دلالات الكلمة القرآنية)، لإسقاط الأحكام الشرعية، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!
– وهل بعد جعل (الرابطة الإيمانية) التي تربط الزوجين هي (الأمن والسلام) وليست (الملة والدين)..، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!
– وهل بعد إباحة (الزواج المختلط)، طالما أن الطرفين يتصفان بـ (السلم والسلام) و(الأمن والأمان)، بغض النظر عن (ملتهما)..، من كفر واستهزاء بآيات الله تعالى؟!

* والله تعالى يقول:
“وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ” – “أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا” – “فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ” – “إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ” – “إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ (الْمُنَافِقِينَ) وَ(الْكَافِرِينَ) فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً”!!

وللموضوع بقية، للرد على مزيد من الشبهات ….

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى