نحو إسلام الرسول

(265) 19/9/2014 ( آية الزواج – 3)

[مفهوم الإيمان والإسلام في الشريعة الإسلامية]
إن المنشورين السابقين (آية الزواج 1-2)، جزء لا يتجزأ عن هذا الموضوع، برجاء إعادة قراءتهما (قراءة متدبرة) قبل قراءة هذا المنشور، ذلك أن قضية (الإيمان) و(الإسلام) في سياق (آية الزواج)، وحسب منهجي في فهم القرآن، ليست من (الوجبات السريعة)، التي تعتمد على نظام (القص واللصق)، كما يفعل أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)!!
لقد قلت في المنشور السابق:
إن دﻻﻻت (الإيمان) و(الإسلام) في القرآن الحكيم، دﻻﻻت قطعية، إلا إذا جاء السياق القرآني بمخصص لها، ومن هذه الدلالات القطعية، قول الله تعالى:
“(آمَنَ الرَّسُولُ) بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ(الْمُؤْمِنُونَ) كُلٌّ آمَنَ (بِاللَّهِ) وَ(مَلائِكَتِهِ) وَ(كُتُبِهِ) وَ(رُسُلِهِ) … لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”.
إن المحور الأساس للحياة الزوجية، التي يرضى عنها الله تعالى، هو الإيمان بالله (كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ)، أي (الوحدانية)، فإذا دخل (الشرك) بين الزوجين (ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)!!
لذلك جاء القرآن يُبيّن هذه الحقيقة، بـ (الدلالة القطعية)، فقال تعالى في سورة البقرة:
– “وَلا تَنكِحُوا (الْمُشْرِكَاتِ) حَتَّى (يُؤْمِنَّ) وَلأَمَةٌ (مُؤْمِنَةٌ) خَيْرٌ مِنْ (مُشْرِكَةٍ) وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ”!!
– “وَلا تُنكِحُوا (الْمُشْرِكِينَ) حَتَّى (يُؤْمِنُوا) وَلَعَبْدٌ (مُؤْمِنٌ) خَيْرٌ مِنْ (مُشْرِكٍ) وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ”!!
– “أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ”
– “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ، وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)”!!
إن هذه الآية [221]، هي الآية (المحكمة)، (الأم)، التي تُحرم (الزواج المختلط) بالدلالة القطعية، التي لا تقبل أية شبهة في هذا التحريم!! وإن هذه الآية، هي التي تُرد إليها جميع الآيات، المتعلقة بـ (أحكام النكاح)، والتي لا يجب أن تفهم بمعزل عنها، خاصة الآية [5] من سورة المائدة، وقوله تعالى: “… وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ، إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ …”، وسيأتي بيانها!!
لقد جاءت هذه الآية تعقيبا على سؤال عن حكم اليتامى، (طبعا بعد دخولهم الإسلام)، فقال تعالى: “وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ”، ثم جاء بعدها بتحريم (النكاح المختلط)، وعطفه على حكم مخالطة اليتامى، وحذر (المسلمين) (المؤمنين) منه: “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ”، “وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ”..، فهل يعقل أن يحدث (تزاوج) بين (الشرك) و(الوحدانية)؟!
لذلك كانت (الأمة المؤمنة)، خير للمؤمن من (الحرة المشركة)، ولو أعجبته (الحرة المشركة)!! ولقد جاء هذا التفضيل (خَيْرٌ مِنْ…) لبيان الفرق بين المنافع (الدينية)، والمنافع (الدنيوية)، وأنه مهما بلغ ما يحمله (الشرك) من زينة الدنيا، فإن (الأمة المؤمنة) خير من (الحرة المشركة)!!
ونفهم من الآيات، أن الشريعة الإسلامية، تشترط أن يقوم عقد النكاح، على إقرار الزوجين بأصول الإيمان (التي بينتها الآية 285 من سورة البقرة)، وإلا فسد عقد النكاح!!
لذلك نلاحظ أن (السياق القرآني)، عندما يتحدث عن شرط الإقرار بأصول الإيمان، يتحدث عنه باعتباره مسلمة إيمانية، فيقول في سورة النساء (الآية 25):
“وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ (الْمُؤْمِنَاتِ) فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ (الْمُؤْمِنَاتِ)…”!!
إن صفة (الإيمان) صفة ملازمة للزوجين في البيت المسلم، ولم يرد مطلقا في كتاب الله، أنه يمكن للمسلم أن يتنازل عن هذه الصفة، أو أنها تعني (السلام والأمن والأمان) كما يُفتي (شحرور وأحمد صبحي منصور)!! فهل يُعقل أن يكون تفضيل (الأمة المؤمنة) على (الحرة المشركة) بسبب أن الأولى تتميز بأنها امرأة (مسالمة)، تعيش حياتها في (أمن وأمان)؟!
لقد غاب عن أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)، أن هذه (الأمة) لا تملك أصلا حرية (سلامتها)، ولا حرية (أمنها)؟!
لقد غاب عن أصحاب القراءات القرآنية المعاصرة (الشاذة)، أن غير المسلمين، بأفكارهم ومللهم (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)، فكيف تقبل المسلمة، وكيف يقبل المسلم، أن تكون (أو يكون) زوجا، لمن (يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)؟!
إن الزواج، في الشريعة الإسلامية، ليس مجرد لقاء مادي جسدي بين زوجين، وإنما هو (آية إلهية)، إذا قام الزوجان بتفعيلها في حياتهما، كما أمرهما الله تعالى، فإن هذه الحياة يستحيل أن يخترقها (شرك) بأية صورة من الصور!!

– (أَفَلا تَعْقِلُونَ) – (أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) – (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) – (أَفَلا تَتَّقُونَ) – (أَفَلا تَسْمَعُونَ) – (أَفَلا تُبْصِرُونَ)!!
– (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)!!

وللموضوع بقية ….

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى