نحو إسلام الرسول

(262) 17/9/2014 (الشخصنة … والفتنة المنكرة -الأخيرة)

بداية … وقبل الحديث عن مفهوم (آية الزواج) في (الإسلام)، وهل يحل (للمسلمة) الزواج من غير مسلم، وهل يحل (للمسلم) الزواج من غير مسلمة…، لابد من مقدمة أراها ضرورية للوقوف على حقيقة هذه المشكلة، والمنطلقات التي انطلقت منها!!
إن نجوم (القراءات القرآنية المعاصرة)، والتي أسميها (القراءات الشاذة للقرآن)، لم يقيموا ثقافتهم القرآنية، ولم يستنبطوا أحكام القرآن، بناء على منظومة (التدبر القرآني)، وما تحمله من منهج علمي، وأدوات لفهم آيات الذكر الحكيم!!
إن نجوم (القراءات الشاذة للقرآن) أقاموا مشاريعهم الفكرية على القواعد الأصولية التي انطلقت منها مدارس (الحداثة) الأمريكية والأوربية، والتي تنتشر يوما بعد يوم، في ما يُسمى بالعالم الإسلامي!!
إنها حقا (مؤامرة) على (الفكر الإسلامي)!!
إن مدارس الحداثة (اللادينية)، تسعى إلى تجديد وتطوير المجتمعات الإسلامية، وإعادة قراءة تراثها الديني، بما يتوافق مع الحريات المدنية، وحقوق الإنسان، والقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، بناء على الاتفاقيات الدولية (ومنها اتفاقية سيداو)، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 34/180 المؤرخ في (18 ديسمبر عام 1979)!!
لقد منحت هذه الاتفاقيات المرأة، حريّة التزوج بمن تختاره، (دون أي اعتبار للجنس والعنصر والدين)!! وها هو د/ أحمد صبحي منصور يقول في فتوى إباحة زواج المسلمة بغير المسلم، التي عرضناها على أكثر من رابط، في المنشور السابق، يقول:
“ويجوز الزواج منه و تزويجه، (بغض النظر عن العقائد)…”!! وعلى رابط آخر يقول: “إنه يصح للمسلمة أن تتزوج أى إنسان مسالم (بغض النظر عن دينه الأرضى أو السماوى) طالما تمسك (بالسلم والسلام) والأمن والأمان”!!
إن المشروع الفكري للدكتور أحمد صبحي منصور، وغيره من أصحاب مشاريع الحداثة والتنقية والتطوير، يقوم على أساس هذه الاتفاقيات الدولية، لذلك تراها لا تقترب من اليهود والنصارى (بذم)، وتفتي بأنهم سيدخلون الجنة (وإن لم يؤمنوا بالنبي الخاتم محمد)!!
وفي هذا السياق، أذكركم، بما كتبته في المنشور “لماذا القرآن”، و”القرآن وكفى” [5]، من أن كتاب (القرآن الكريم وكفى، مصدرا للتشريع)، الموجود على موقع د/ أحمد صبحي منصور، والذي يدّعى أنه من تأليفه، هو نفسه كتابي (القرآن وكفى)، ولكن بعد أن حذف منه كل ما يسيء إلى اليهود!!
إن مدارس الحداثة (اللادينية)، هي التي ينطلق منها معظم نجوم (القراءات القرآنية المعاصرة)، هؤلاء الذين جعلوا ميراث المرأة كميراث الرجل، وأدخلوا اليهود والنصارى الجنة، وغيروا عدد الصلوات، وحرفوا مواقيت أداء شعائر الحج، وميقات إفطار الصائم…، بدعوى أن الزمن غير الزمن، والظروف غير الظروف، ولابد من الوفاء بمتطلبات (الحداثة والمعاصرة)!!
إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أن المسلم مطالب بإعادة النظر في المسلمات التي رسخت في ضميره الديني، وأن عليه تحرير نفسه من أغلال الماضي، والنظر إلى أهل الكتاب على أنهم مثله تماما، وأننا جميعا ننتمي إلى الأسرة الإبراهيميّة، ولذلك كان لابد من (قراءة معاصرة) للنص القرآني، تأخذ بعين الاعتبار مستجدات الواقع المتطور!!
إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أن آية “وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ … وَلا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا …”، مرتبطة (بسبب نزول) محدد، وأن التحريم جاء (لغرض سياسي)، فلقد كانت العداوة مستحكمة بين المسلمين والمشركين، فكان لابد من وضع حدّ للعلاقات الزوجية بين الطرفين، خاصة وقد ظهر أن بعضها كان بغرض (التجسّس)…، ولكن اليوم، فليس من حق العلماء أن يستمروا في حظر هذا الزواج، لأنه يحول دون (الوحدة الوطنية)!!
إن مدارس الحداثة (اللادينية)، ترى أنه لم يعد هناك فرق بين (إنسان مسلم وإنسان غير مسلم)، (بين مؤمن وغير مؤمن)…، وأنه يجب تحطيم مسألة أن زواج المسلمة بغير المسلم سيترتب عليه تكثير عدد الكفّار، وأن الأطفال سيعيشون في بيئة تخالف البيئة الإسلامية، وأن على المرأة أن تتمرد على هذه النظرة غير الإنسانية لها، فهي شطر الرجل، ومكافئ وندّ له!!
أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة…، ولكني أعتبرها ضرورية ومحورية، للوقوف على المنطلقات التي انطلقت منها معظم المشاريع الفكرية، التي ترفع رايات (التنوير)، و(القراءات القرآنية المعاصرة)… كما أني أعتبرها من (الفتن المنكرة) التي يجب الكشف عنها!!
والسؤال: هل يحل (للمسلمة) الزواج من غير مسلم؟!
وهل يحل (للمسلم) الزواج من غير مسلمة؟!
وللإجابة على السؤالين، يجب إلقاء بعض الضوء على (آية الزواج)، وهذا هو موضوعنا القادم!!

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى