نحو إسلام الرسول

(260) 16/9/2014 ( الشخصنة والفتنة المنكرة – 1)

إنها فتنة كبرى، أن أجد بعض أصدقاء الصفحة، لا يعجبون بالمنشورات التي تحمل نقدا لنجم من نجوم (حركة التنوير الإسلامي)، أو لشيخ من شيوخ (القراءات القرآنية المعاصرة)، في الوقت الذي يكون فيه هذا (النقد)، من باب (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)!!
فإلى هؤلاء أقول:
إن محمد مشتهري، لن يقف في يوم من الأيام على منبر (الفيس بوك)، يعرض على الأصدقاء، الدراسات والأبحاث التي كتبها، والقراءات القرآنية التي فهمها…، دون أن يتخلل هذا (النهي عن المنكر الذي فعلوه)!!
إن (المسلم)، الذي دخل (الإيمان) قلبه، يعلم علم اليقين، أن (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) محور أساس، يدور في فلكه إسلامه وإيمانه!!
إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، هو الذي يغضب، ويضيق صدره…، عندما يجد محمد مشتهري يكشف عن منكر كان معاصرا له، وشاهدا عليه، بدعوى أن هذه (شخصنة) للموضوعات!! إنها حقا (شخصنة)!! هل تريدون أن يعيش (المشركون)، و(السُرّاق) بينكم، وتخالطونهم، ولا تعرفونهم؟!!
إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، لا يملك (العلم) الذي يمكنه من التمييز بين الحق والباطل، بين (الوحدانية) و(الشرك)، بين (المبدعين) و(السُرّاق)…، تراه يقطف من كل صفحة فكرة، ويتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي تعامله مع مطاعم (التيك آوي)، (كلها مطاعم أكل)، نستفيد منها كلها!!
إن (المسلم)، الذي (لم) يدخل (الإيمان) قلبه، يرى كل شيء في هذه الحياة جميلا، يرى (المنكر) جميلا، هكذا تعلم من (الجانب السلبي) في برامج (التنمية البشرية)، حتى لا يُصاب بمرض (الإكتئاب) النفسي!! إنه يرى كل نجوم (الفكر التنويري) أساتذة كبار، نستفيد منهم جميعا، على نظام (التيك آوي)!!
إن (الجرح) لو تركناه ملوثا، دون تطهير، فقد يصل الأمر إلى (بتر) الجزء الذي يحمله!! وهذا (التطهير) هو (أمر بمعروف، ونهي عن منكر)!! إن هذا التطهير هو (الفتنة) التي تُمحص وتنظف وتكشف عن حقيقة (الإيمان) الذي في القلوب!! هي التي قال الله تعالى فيها:
“أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ (يَقُولُوا آمَنَّا) وَهُمْ (لا يُفْتَنُونَ)” – “وَلَقَدْ (فَتَنَّا) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ (الَّذِينَ صَدَقُوا) وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”!!
إن (الَّذِينَ صَدَقُوا) لا يتعاملون مع (الإسلام) بنظام (التيك آوي)، هذا النظام الذي إن صلح في (الأكل) فلن يصلح في (العِلم)!!
والآن سيُسرق قولي هذا: “أن هذا النظام إن صلح في (الأكل) فلن يصلح في (العِلم)، فإذا كشفت (السارق)، سيخرج علينا من يقول: (وفيها إيه لما يسرق أفكارك؟!!)
الحقيقة لو أن (العالم المتحضر) لم ينتبه إلى هذه (المنكرات)، وسار على نهج (العالم المتخلف) في سرقة الأفكار، ما حُفظت آلاف (المأثورات)، خلال قرون مضت، وما زالت إلى يومنا هذا، منسوبة إلى أصحابها!!
والسؤال: كيف يتشرب القلب، الذي (لم) يدخله (الإيمان)، منظومة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؟!
كيف يستطيع (التمييز النقدي) بين المشاريع الفكرية، وكلها ترفع رايات (القراءات القرآنية المعاصرة)، و(حركة التنوير)، و(تنقية التراث الديني)؟!!
إن الحقيقة الغائبة، عن (الجاهلين)، أن كل هذه الرايات، هي التي ستُخرج الناس من (النور) إلى (الظلمات)، والأيام خير شاهد!!
إن الذي يقيم مشروعه الفكري على نقد تراث فرقته الديني، والمطالبة بتنقيته، وإصلاح مناهج مؤسساتها الدينية..، إن هذا (التابع) خطر على مستقبل (الفكر الإسلامي)، وهو (شخصيا) (منكر) يجب أن نكشفه للناس، وننهاهم عن الإعجاب به، والمشاركة في فاعلياته الفكرية!!
والسؤال: أين هم (المسلمون)، الذين فهموا قوله تعالى:
“(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ) – (يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) – (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ) – (وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ)”!!
أين هي هذه الآمة؟! وأين هم أفرادها؟!
أين هم (المسلمون)، الذين يبكون ليل نهار، خوفا من أن يكونوا من (الملعونين) الذين (لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ)؟! تدبر قول الله تعالى:
“لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ” – “كَانُوا (لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”؟!!
أين هم (المسلمون)، الذين فهموا قوله تعالى، محذرا رسوله والذين آمنوا معه:
“وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ” – “مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”؟!
وقوله تعالى مخاطبا رسوله محمدا:
“إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”!!
وهل بعد تفرق المسلمين إلى فرق متخاصمة متقاتلة، من “مُنكَرٍ فَعَلُوهُ”؟!!
(لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)!!

وللموضوع بقية ….

أحدث الفيديوهات
YouTube player
تعليق على مقال الدكتور محمد مشتهري (لا تصالحوهم ولا تصدقوهم)
* خالد الجندي يتهم ...
محمد هداية لم يتدبر القرآن
لباس المرأة المسلمة
فتنة الآبائية
الأكثر مشاهدة
مواقع التواصل الإجتماعى