عندما قاطع مقدم البرنامج المستشار أحمد عبده ماهر، قائلا: “يعني إيه الجملة الأخيرة دي”؟! وهي جملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)، تهرب المستشار من الإجابة عن السؤال، وذهب يتحدث عن موضوع فقهي، فقال:
– “يعني على سبيل المثال هل الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
– لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة؟!
– هل الرسول قال كده ولا لم يقل؟!
– (أنا بقول إنه قال)!!”
وهنا سأضطر آسفا، الدخول في مسألة تتعلق بما يُسمى بـ (علم الحديث)، فأقول:
من هو المستشار أحمد عبده ماهر، وما هي مؤهلاته المتعلقة بما يُسمى (علم الحديث)، حتى يقول بكل هذه الثقة: (أنا بقول إنه قال)؟!
طبعا أنا هنا لا أدافع عن (علم الحديث)، وإنما أدافع عن (منهج البحث العلمي) الذي غاب عن معظم (نجوم) حركة التنوير الإسلامي، والقراءات الشاذة للقرآن!!
إن (العلوم)، حتى وإن اختلفنا معها في حجيتها، فهي أصلا علوم، لها أصولها وقواعدها ورجالها، الذين تخصصوا فيها، لذلك عليك أن تختار أحد السبيلين:
– إما أن تتركها كلية (كما فعل محمد مشتهري) لعدم ثبوت حجيتها عندك، وذلك بالحجة والبرهان!!
– وإما أن تكون من (رجالها)، تحمل شهادة التخصص في (علم الحديث)، فتتحدث عن (الأحاديث) بعلم، وأنت تابع لفرقة (أهل السنة والجماعة)، أي من: “الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”، هؤلاء الذين بدأت حديثك بوصفهم بـ (المشركين)، كما وصفهم الله تعالى!!
فإذا علمنا أن أهل الحديث أنفسهم، لا يجرؤ أحدهم، أن يفعل ما فعله المستشار أحمد عبده ماهر، بهذا التحدي الذي رأيناه في هذا الحوار، ويقول بكل ثقة: (أنا بقول إنه قال)!! لأن أهل الحديث جميعا، متفقون، أن ثبوت هذه (الأحاديث)، وصحة نسبتها إلى النبي، مسألة (ظنية – ظنية – ظنية)!! أما المستشار الهمام، فقد جعلها (قطعية – قطعية – قطعية)، وهو جالس (نجما) متألقا في الفضاء، ولك أن تتخيل، ماذا يحدث، (عندما تسقط النجوم على الأرض)!!
خامسا: (النتيجة)
غياب (المنهج العلمي في التفكير)، و(العشوائية) في التعامل مع آيات الذكر الحكيم، والاستشهاد بآية قرآنية تحكم على (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً) بـ (الشرك)، ثم يطالب (المشركين) بتنقية (الشرك) من (الشرك)!!
تعالوا الآن نستمع إلى الحوار كله، لتقولوا لي:
– إذا أردنا أن نسمي (موضوع) هذا الحوار فبماذا نسميه؟!
– وما علاقة بدايته بهذا الموضوع؟!
– وأين الترابط (العلمي) بين أجزائه؟!