رابعا: (التغييب العقلي)
يقاطع مقدم البرنامج فورا “بس احنا (بنتبع سنة النبي) عليه الصلاة والسلام، (علشان بس إلي بيسمع….)”!!
ويقول له:
“يعني إيه الجملة الأخيرة دي”؟! يقصد جملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود)!!
لقد أصابت هذه الجملة مقدم البرنامج بالذهول، فقاطعه فورا، فإذا بالمستشار أحمد ماهر يهرب للمرة الثانية من أزمة (تخرجه من ملة الإسلام)، ويذهب إلى موضوع فقهي لا علاقة له بهذه الأزمة، التي كان يجب أن يبرأ نفسه منها، ويبيّن للمشاهدي مقصده!!
فتعالوا نفهم هذه الجملة (إلي عايز يقلد النبي يروح جبلاية القرود) التي أوقعت المستشار القانوني في كبيرة من الكبائر!!
– قوله: “إلي عايز (يقلد) النبي”…..
إن المستشار أحمد عبده ماهر، لا يعلم الفرق بين (السنة)، و(التقليد)، و(الاتباع)، لذلك ضيع نفسه ودينه!! إننا عندما نتحدث عن (التقليد)، فنحن نتحدث عن طرفين: طرف (يقلد) طرفا آخر، والطرفان يعيشان في مكان واحد، وزمن واحد!!
إن المسلمين الذين كانوا (يقلدون النبي) في عصر الرسالة، هم الذين عاشوا معه، وشاهدوه، وكان بإمكانهم تقليده تقليدا عمليا على أرض الواقع!! أما بعد موت النبي، فلا يوجد (مطلقا) ما يُسمى بـ (تقليد النبي)، وإنما يوجد (اتباع النبي)!!
واتباع النبي (في أفعاله)، تم من خلال “منظومة التواصل المعرفي”، (الجانب العملي منها)، الذي تناقله المسلمون جيلا عن جيل، والذي بدأت أول حلقة فيه، بتقليد النبي (شخصيا)!!
إن (تقليد النبي) يستحيل أن يتحقق إلا في عصر الرسالة، إذن كان يقصد المستشار بقوله: (إلي عايز يقلد النبي)؟! هل كان في وعيه وهو يقول هذه الجملة؟!
– قوله: “يروح جبلاية القرود”!!
* هذا الكلام، يستحيل أن يتحقق، إلا إذا كان (النبي)، إلي احنا (عايزين نقلده)، موجودا مع القرود في (الجبلاية)، واحنا كمان نكون قرود، علشان نعرف نقلده!!
* وعلى أساس هذا الكلام، يصبح (النبي) قردا، يعيش في (جبلاية القرود)، ونصبح نحن كذلك، لأن (القرود) هي التي تتصف بـ (التقليد الأعمى)، فلازم نكون كلنا قرود، علشان نعرف نقلد بعض!!
* يعني هل المستشار أحمد ماهر، لا يملك من تعبيرات اللسان العربي، ما يستطيع به ذم التقليد الأعمى للنبي، بعيدا (جبلاية القرود)؟! ألم يكن من الممكن أن يقول: إن الذين يريدون (اتباع النبي)، عليهم أن يحذروا، من (تقليد) أحد من المسلمين (اليوم)، من غير إثبات صحة هذا المنسوب إلى النبي، بالحجة والبرهان؟!
* ولن يستطيع أي عالم، من علماء اللسان العربي، الذين يحترمون علمهم، تأويل هذه الجملة، بأي صورة من الصور البلاغية، من تشبيه، أو استعارة، أو… أو… أو…، ليُخرج المستشار من هذا المأزق الإيماني!!
خامسا: (كلمة للتاريخ)
أنني بعد أن علمت بهذه المهزلة العلمية (الفضائية)، اتصلت على المستشار، وبيّنت له كيف أن قوله هذا يخرجه من ملة الإسلام، وطلبت منه أن يعلن (توبته) على صفحته، وفي نفس البرنامج…، ثم بعد جدل (عقيم)، وعدني أن يفعل ذلك!!
وفي اليوم التالي، أخبرني الفريق الذي يعمل معي، أن المستشار كتب على صفحته في (25-4-2014) تحت عنوان “فقهاء لكن جهلاء”، تعليقا على هذه الحلقة، قال فيه:
“هذا الفيديو يتهمني به الجهلاء أني أهين سنة النبي، بينما هم جهلاء الشريعة الإسلامية، والسنة النبوية، على السواء”!!
ثم قال: “أيها المعارض شاهد حتى النهاية دون أن تكون متلمظا أو مغلق الفكر كي تفهم وتستفيد”!! ثم وضع الرابط الخاص بهذه الحلقة وهو:
https://www.youtube.com/watch?v=G7uXl0dU9s4
وقال تحت عنوان: “أريد شهادتكم للتاريخ….عن تصوري لقرود هذا الزمان”، يقول مخاطبا مئات المعجبين به:
“تكلم معي أعزاء لي، وأصدقاء، بل وتكلم أستاذي (يقصد محمد مشتهري)، في أني أخطأت في حق المقلدين، حين ذكرت بأنهم قرودا بشرية، تزعم أنها تقلد النبي”.
ثم وجه أسئلة لأصدقائه المعجبين به، ظنا منه أنها ستخرجه من هذه الأزمة، التي إن دلت على شيء، فإنما تدل على أنه لم يكن في كامل قواه العقلية، وهو يضع هذه الأسئلة!!
إن المستشار أحمد عبده ماهر، لم يتب (كما وعدني)، ولم يرجع إلى الله تعالى، إلى يومنا هذا، فعلى أي أساس شرعي، أو منطقي، نعتبره مفكرا إسلاميا أو حتى غير إسلامي؟!!
فتعالوا نستمع إلى هذا الجزء (الأخير)، وأنا في الحقيقة لا يهمني أن أشغل أصدقاء الصفحة باستكمال باقي الحوار، لأنه تفصيل عشوائي، وبناء على فراغ، قد ينفع العشوائيين، ولا حاجة لأهل البصيرة له!!